«نوبة» المهادنة الأميركية..!!

 

 توّج الرئيس الأميركي ترامب «نوبة» المهادنة التي بدأها خلال قمة العشرين واللقاءات الثنائية التي تخللتها، بلقاء غير مدرج مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في حركة بدت وكأنها خارج سياق المشهد السياسي الأميركي، أو خارج نسق التفكير الأميركي ونهج المواجهة، الذي كرسه مع دول العالم غربه وشرقه، الحليف منه والخصم، القريب والبعيد، ولم تخلُ هذه «النوبة» من المهادنة السياسية على غير العادة.
فقد طغت اللهجة التصالحية خلال اللقاءات الثنائية على نقاشات قمة العشرين، حتى إن القرارات التي توصلت إليها على محدوديتها، بدت من قبيل تحصيل حاصل، باعتبار أن الكثير من تلك اللقاءات الثنائية تفوقت في أهميتها على كل ما أدرجته قمة العشرين على جدول أعمالها المزدحم، والتي تراكمت على مدى السنوات الماضية، حتى بدا أن القمة كانت تستهدف اللقاءات الثنائية أكثر مما تتطلب النقاش في جدول الأعمال.
فالرئيس الأميركي غلبت على مواقفه صفة المراجعة، وربما المهادنة في الكثير من النقاط الخلافية والصدامية التي طبعت مواقفه السابقة، حتى إنه أظهر وداً غير مسبوق، أو بتعبير أدق أبدى ما يعاكس شخصيته وما يتناقض مع لغته المعتادة، وأنه كان أقرب إلى المصالحة في النقاط الخلافية الصادمة على مستوى العلاقات الدولية، وبرز في السياق نفسه ما يشير إلى أنه يريد ترميم ما هدّمته مواقفه السابقة وإصلاح ما أفسدته تغريداته!!
لكن.. على مبدأ «من شبَّ على شيء شاب عليه»، سرعان ما انقلب على الكثير من مواقفه التي أطلقها في قمة العشرين، ولم تكد تعلن حتى ظهر ما يناقضها، حيث بدا عاجزاً عن الاستمرار في الدور الذي تقمّصه، والذي يرى كثيرون أنه كان حملة تمهيدية لإعادة انتخابه، وخصوصاً أن السباق الانتخابي يؤشر إلى سخونة تقتضي منه بعض المهادنة على مستوى العلاقات الدولية، إيذاناً بمرحلة قادمة تعقّد المشهد العالمي.
المحسوم أن أميركا في عهد ترامب أحدثت أكبر مشهد من الخلافات، وتسببت بتصدّعات في النظام العالمي كما لم تشهدها يوماً، وهو ما يؤشر إلى أن الرغبة في المهادنة ليست وليدة المصادفة، بقدر ما تحمل في طيّاتها الرغبة في إنهاء الولاية الحالية والتأسيس للثانية من دون أن يكون عامل العلاقات الدولية هو الحاسم، في ظل تآكل الصداقات الأميركية وتدني مستوى الوثوقية بالتعهدات أو الوعود والالتزامات.
يبقى الفارق في كل ما جرى أن الرئيس ترامب ليس بوارد الكف عن النهج الذي كرسه، بدليل أن التهديدات لم تتوقف، ولغة الابتزاز الرخيص لا تزال تحرّك الرغبة لديه، وما يقوم به في أقصى حالاته حملة علاقات عامة ترويجية تحمل عوامل الفشل أكثر مما تؤسس لمرحلة جديدة فعلية في السياسة الأميركية، وأن نوبة التصالح أو المهادنة تبقى مؤقتة ومرهونة بمصالح البيت الأبيض، وربما مصلحة ترامب وطاقمه الضيّق!!
a.ka667@yahoo.com

الافتتاحية بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
التاريخ: الاثنين 1-7-2019
الرقم: 17013

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص