عشرات آلاف البريطانيين يحتجون على تعيينه..جونسون يتماهى مع ترامب في عسكرة الأوضاع.. ويتحدى «الأوروبي» في بريكست
في ظل الاضطراب وحالة عدم الاستقرار السياسي، وتفاقم الخلافات داخل الحكومة والبرلمان حول أزمة «بريكست» , يبدو أن مهمة رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون ستكون شاقة وصعبة على الرغم من أنه في الساعات الأولى لتعيينه , حيث بدت توجهاته المتعلقة بالخروج من الاتحاد الأوروبي واضحة في أول التعيينات التي أجراها , حيث أحاط نفسه بمشككين في المشروع الأوروبي ، مبديا قناعته بالحصول على «اتفاق أفضل» من الاتفاق الذي توصلت إليه تيريزا ماي مع بروكسل , ومجددا وعده بمغادرة الاتحاد في الموعد المقرر باتفاق أو من دونه , في وقت تظاهر آلاف البريطانيين في وسط العاصمة لندن ضد تعيينه واحتجاجا على سياسته .
جونسون الذي بدأ مهامه الرسمية بالسير على خطا الرئيس دونالد ترامب، كشف في أول كلمة له أمام البرلمان بصفته رئيسا للحكومة عن رغبته في زيادة الإنفاق العسكري لبلاده، في إشارة واضحة لنهجه التصعيدي، وأعلن في الوقت نفسه أن اتفاق بريكست الذي توصلت إليه سلفه تيريزا ماي مع بروكسل غير مقبول ، داعيا بروكسل إلى إعادة التفكير في رفضها التفاوض مجددا بشأن الاتفاق .
وأكد جونسون أن حكومته الجديد ستولي أولوية قصوى للتحضيرات للخروج من الاتحاد في حالة عدم التوصل إلى اتفاق مع بروكسل في الموعد المحدد في 31 تشرين الأول ، وقال: أفضل الخروج من الاتحاد الأوروبي باتفاق ،وأعتقد أن ذلك ممكن حتى في مرحلة متأخرة ، وسأعمل بكل جد لتحقيق ذلك، إلا أنه أضاف: تم رفض اتفاق الخروج ثلاث مرات ، وبنوده غير مقبولة للبرلمان والبلاد، وأكد أن بريطانيا لن ترشح أحدا لعضوية المفوضية الأوروبية.
وفي رده على سؤال رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الدفاع جوليان لويس أكد جونسون رغبته في زيادة الإنفاق العسكري للملكة المتحدة، وقال: أشارك تماما زميلي في رغبته بزيادة الإنفاق العسكري، لا سيما في مجال بناء السفن الجديدة، ولا يعد ذلك مجرد أسلوب لإيجاد فرص عمل جديدة في بلادنا لأخصائيين من ذوي المهارات الرفيعة، بل وكذلك سلعة رائعة لصادرات بريطانيا إلى دول أخرى على حد تعبيره.
من جهته أكد وزير الخارجية البريطاني الجديد دومينيك راب ضرورة خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي قبل نهاية شهر تشرين أول القادم.
وقال راب في أول كلمة بعد استلام منصبه: إن الأمر الأهم هو الخروج من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد ، ويفضل أن يكون ذلك عبر اتفاق ، وأن نحافظ على صداقتنا مع حلفائنا وشركائنا الأوروبيين ، ولكن بجميع الأحوال علينا أن ننهي عملية الخروج .
إلى ذلك تظاهر نحو عشرة آلاف شخص ضد رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون وسط العاصمة لندن بعد ساعات على تأكيد تعيينه كزعيم جديد للبلاد.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المتظاهرين استخدموا حافلة تقليدية حمراء قديمة مفتوحة السطح من أجل التظاهرة التي حملت اسم «اللعنة على بوريس», حيث وضعوا على طابقها العلوي أجهزة صوت لتبث الموسيقي وخطابات انتقادية لجونسون.
وتوجه المتظاهرون الذين كانوا يطلقون هتافات مليئة بالشتائم إلى داوننغ ستريت , مقر مجلس الوزراء الذي تم ضرب طوق أمني حوله وأغلق بوجههم , ما أعاق حركة دخول الوزراء الجدد للاستعلام عن أدوارهم الجديدة في الحكومة.
وسار المتظاهرون الذين حملوا لافتات تحمل شعارات مثل «أطردوا جونسون» و»أيقظوني من هذا الكابوس» إلى وستمنستر بعد مرورهم في ميدان راسل قرب حرم جامعة لندن .
وحظيت تظاهرة «مهرجان الشارع» بدعم مختلف المجموعات التقدمية بما في ذلك حركة «مومنتوم» اليسارية المتحالفة بشكل وثيق مع حزب العمال المعارض. وقال وزير مال حكومة الظل جون ماكدونيل الذي كان من بين المشاركين: لا تقعوا ضحية هذا التهريج , بوريس جونسون شخص خطير على مجتمعنا وعلى أوروبا وعلى العالم أيضا.
وتولى جونسون رسميا أول أمس منصب رئيس وزراء بريطانيا بعد اجتماع مع الملكة إليزابيث الثانية , وتعهد في أول تصريح له بعد انتخابه بإتمام عملية بريكست في الـ 31 من تشرين الأول المقبل .
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 26-7-2019
الرقم: 17034