آفة شغب الملاعب والصالات والخروج عن النص أعيت من يداويها، فكيف من لم يجشم نفسه عناء علاجها أو محاولة استئصالها؟! يبدو الكلام عن هذه الظاهرة قريباً إلى التنظير وبعيداً عن ملامسة الواقع والسعي الحثيث لتغييره أو تخفيف غلوائه على أقل تقدير؟!
وبالطبع فإن الباعث والمحرض على الشغب لا يخرج من دائرة التحكيم والقرارات التحكيمية، في الغالب الأعم بيد أن ذلك لايعني أن التحكيم وحده المسؤول عن تفشي هذه الظاهرة الممجوجة، بل لابد من القول إنه لا يتعدى دوره السبب المباشر عنها، فيقدح الشرر الذي يشعل بدوره وقود التوتر والتشنج والتعصب الأعمى، متناسياً أن الرياضة أولاً وأخيراً روح رياضية عالية الحس ومتقبلة للخسارة كما تفرح للفوز، ومناسبة هذا الحديث ماجرى مؤخراً في المباراة الفاصلة ضمن المربع الذهبي لدوري كرة السلة والتي جمعت في حلب فريقي الجلاء والوحدة، وحفلت بأحداث ساخنة وشغب وانتهت بانسحاب فريق الوحدة بقرار من رئيس النادي على الرغم من أن نتيجة المباراة عندها كانت تشير إلى التعادل؟! اعتراضاً على قرار تحكيمي بعدم احتساب رمية حرة واللجوء إلى التمديد؟! وكانت اللائحة الانضباطية حاضرة بنصوصها، باعتبار نادي الوحدة خاسراً قانوناً وغرامة مالية أعقبها إعفاء رئيس النادي من منصبه بقرار من المكتب التنفيذي، إضافة إلى حرمان الجلاء من اللعب على أرضه مباراة واحدة، مع إمكانية استبدال عقوبة الحرمان بغرامة مالية؟!
هل انتهى كل شيء؟ وهل أتم اتحاد كرة السلة والمكتب التنفيذي عملهما؟ وصار هذا الأمر من الماضي؟ وهل ئمة ضمانة بعدم تكرار السيناريو ذاته أو شبيهه في المستقبل القريب والبعيد؟! وهل التغريم المالي وسيلة ناجعة للحد من الشغب؟! أم هدف لتحقيق ريوع لاتحاد اللعبة؟!
مازن ابو شملة
التاريخ: الاثنين 29-7-2019
الرقم: 17036