واشنطن تضع «قسد» بفرن مقامراتها لتحترق على هامش أطماعها ..لعاب التوسع يسيل من أنياب أردوغان.. واللاجئون حطب مساوماته الخاسرة
بات واضحاً للجميع ان كل مايروج له النظام التركي بالتنسيق مع حليفه الاميركي بشأن « المنطقة الآمنة « المزعومة ليس الا ورقة محروقة يحاول شركاء الارهاب فردها على طاولة الحلول للاستثمار الدنيء بمزاعم الامن والسلم ، لتتوالى الحقائق التي تسلط الضوء على معاناة اللاجئين السوريين في الداخل التركي نتيجة التضييق عليهم من قبل النظام التركي المأزوم لزجهم في جبهة الشمال كدروع بشرية يساوم عليها ويستثمر بها ، ليرتفع منسوب الخوف بين صفوف ميليشيا قسد مع ورود معلومات عن نية النظام التركي شن عدوان عسكري بضوء اميركي ، وتستمر الدولة السورية بنجاحاتها وتواصل احباطها كل مخططات اعداء سورية مع استمرار الجيش العربي السوري بالتصدي لخروقات مرتزقتهم الذين يتلقون الضربات الموجعة يومياً.
فبالتوازي مع ورود معلومات تؤكد بأن أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا يستعدون للعودة إلى سورية عبر معبر كسب في اللاذقية ، وإن أعداد القادمين من السوريين تضاعف في الأيام الأخيرة، مع زيادة الراغبين منهم في تسوية أوضاعهم والبقاء في كنف الدولة السورية، اكدت مصادر من الداخل التركي بأن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يتحمل مسؤولية تهجير السوريين من بلدهم بسبب سياساته الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية، مشيرة الى إن سياسات أردوغان التعسفية هي السبب في تهجير السوريين من بلدهم إلى تركيا وباقي الدول، منوهة بأن تدخله السافر في الشأن السوري وتبنيه ودعمه الجماعات الإرهابية أدى إلى تهجير السوريين وكل ما يحدث من مآس لهم، معتبرة في الوقت نفسه أن التنسيق والتعاون مع سورية شرط أساس لمعالجة كل مشاكل تركيا، ولكن تصرفات أردوغان تظهر أنه لا يرغب في حل هذه المشاكل بل يسعى إلى مزيد منها.
هذا واكدت ما تسمى منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن سلطات النظام التركي تحتجز وتجبر السوريين على توقيع نماذج العودة الطوعية، ثم تقوم بإعادتهم قسراً إلى مناطق ساخنة في إدلب وريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة ارهابيي النصرة وفصائل ارهابية مسلحة موالية لتركيا.
وكانت سلطات النظام التركي قد لجأت إلى ترحيل السوريين إلى مناطق سيطرة ارهابيي جبهة النصرة في إدلب، ومنذ أن بدأ النظام التركي بترحيل اللاجئين رحّلت حوالي ستة آلاف سوري.
في المقابل ومع توالي الدعوات الواهية الرامية لإقامة ما تسمى المنطقة الآمنة وظهور اصوات نشاز جديدة من الداخل التركي تدعو إلى إنشاء هذه المنطقة المزعومة فورا شمالي سورية بعمق 30 كم تحت سيطرة النظام التركي ، وإعادة جميع السوريين في تركيا إليها على دفعات ، يرتفع منسوب الخلاف الاميركي التركي في هذا الشأن وعبر عن ذلك مؤخراً وزير خارجية النظام التركي عندما زعم بأن أنقرة لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع واشنطن بخصوص عمق وإدارة المنطقة الآمنة المزعومة ، و بأن المقترحات الأمريكية بشأن المنطقة المزعومة لا ترضي تركيا، و أن الطرفين لم يتفقا على إبعاد ميليشيا قسد من المنطقة ، ليأتي النظام التركي المأزوم ويهدد عقب الخلافات الاميركية التركية بشأن المنطقة الامنة المزعومة بشن عدوان عسكري جديد في الشمال السوري كاشفاً من خلال ذلك عن عجزه عن اقامة هذه المنطقة المزعومة.
محللون رأوا ان الدافع وراء العملية العسكرية العدوانية للنظام التركي على الجغرافيا السورية هو منع فرض عقوبات أمريكية جديدة على انقرة ، و ان التهديدات التركية هذه هي تهديدات متكررة، وقديمة جديدة، وربما تكون هذه التهديدات خطوة استباقية لمنع فرض عقوبات أمريكية جديدة على تركيا، أو للتفاوض مع واشنطن نحو إبقاء واهم لتركيا في المشهد السياسي السوري مستقبلا.
بالتوازي اشارت مصادر مقربة من ميليشيا قسد الى أن قسما كبيرا من « قسد « متخوف من تخلي الولايات المتحدة عنهم في حال شنت تركيا الحرب ضدهم، وذلك بالتزامن مع ازدياد الحشود العسكرية التركية التي تصل إلى حدود الشمال السوري ، ومع اشتداد وطأة التهديدات التركية .
ولفتت المصادر إلى أن مرتزقة قسد يدركون أن الولايات المتحدة الأمريكية ومهما جرى فإنها لن تدخل بأي حرب إلى جانبهم ضد تركيا التي لطالما كانت حليفة واشنطن برغم كل الخلافات المزعومة بينهما مؤخراً.
وأفادت المصادر أنه يدور الحديث بين السوريين الأكراد عن ضرورة التنسيق مع الدولة السورية بخصوص تلك المنطقة، مشيرين إلى أنه في حال دخلت الدولة السورية إلى منطقة الشمال السوري فإنه لم يعد لتركيا أي ذريعة أو حجة لشن هذه الحرب، ، لافتين الى ان التعويل على الولايات المتحدة الأمريكية لن يجلب سوى المزيد من الخيبات .
بين العجز الاميركي التركي الواضح عن اقامة وهم المنطقة الآمنة رغم التسويق للخلاف بينهما بهذا الصدد وحقيقة قرب تخلي واشنطن عن ورقتها الارهابية قسد عند انتهاء مفعولها ، تستمر الانجازات السورية على الارض وقد شنّ الطيران الحربي السوري غارات جوية مكثفة على نقاط انتشار المجموعات الإرهابية في ريف حماة و إدلب، وذلك ردا على استهداف الأخيرة القرى الآمنة بالصواريخ .
وقال مصدر ميداني في ريف حماة أن الغارات الجوية استهدفت مقرات ونقاط انتشار المجموعات الإرهابية قرب تل ملح بريف حماة ومناطق أخرى قرب معرة شورين بريف إدلب , وأكد المصدر مقتل وجرح عدد من الارهابيين خلال الغارات الجوية ، بالإضافة لتدمير مخازن ذخيرة ومعدات و آليات عسكرية تتبع لفصيل أنصار الدين الارهابي والذي يشكل العصب الأساسي لإرهابيي «التركستاني» في سورية .
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الاثنين 29-7-2019
الرقم: 17036