الملحق الثقافي- عقبة زيدان:
شددت فلسفة الغزالي في التعليم على تطور الشخصية؛ حيث ينبغي للمرء أن يعرف نفسه. أراد مثل هذا النوع من التعليم أن يساعد الشخص على معرفة نفسه وعلاقته بالعالم. لذلك، يجب أن يساهم التعليم في التنمية الشاملة لكل إنسان، تنمية الجسد والفكر والشعور الجمالي، والمسؤولية الشخصية والقيم الروحية. يجب تمكين كل البشر من تطوير التفكير النقدي المستقل وتشكيل حكمهم الخاص.
نجد الغزالي يتجاوز طريقة ديكارت للشك، وشكوك هيوم، وانتقاد كانط للعقل الخالص. وقد أشار بعض المؤرخين إلى الغزالي باعتباره المفكر الأكثر نفوذاً ضمن الحضارة الإسلامية. وهكذا يقف الغزالي حتى اليوم في المرتبة الأولى من أهل التعليم. إنه كأعظم الفلاسفة على غرار الفلاسفة الغربيين مثل سقراط، أفلاطون، ديكارت، كانط، هيوم وجون لوك.
استمد الغزالي فلسفته في التعليم على أساس تجربته الشخصية. فلسفته تشبه إلى حد كبير فلسفة أفلاطون. لقد استخدم تجربته الشخصية، وخلص إلى الأسباب التي يسميها الحاسة السادسة، والتي يمكن أن تقودنا إلى الحقيقة. الأفكار التعليمية للغزالي موجودة في فلسفته الدينية وأبحاثه.
كان هدف الغزالي من التعليم هو تطوير الشخصية التي تشمل تعزيز الصفات الأخلاقية مثل الطاعة والتواضع والبساطة، وتنقيتها من البغضاء والتكبر وحب الثروة والكذب. باختصار، يمكن القول إن الهدف من التعليم يجب أن يكون بناء شخصية الفرد؛ بحيث يمكن التمييز بين الخير والشر وتجنب اتباع طريق الشر. إنها نفس الأفكار التي اقترحها جون هيربرت بعد حوالي سبعمائة عام من وفاة الغزالي.
التاريخ: الثلاثاء6-8-2019
رقم العدد : 17042