الجيش يوسع دائرة انتصاراته مستكملاً مهام تأمين الشمال.. واشنطن وأنقرة تنفثان سموم «المنطقة الآمنة».. و ميليشيا «قسد» في مهب الريح

ضمن طرقات المصالح بين شريكتي الارهاب واشنطن وانقرة يظهر الاتفاق العدائي المبني على اجنداتهم العدوانية التوسعية بشكل يلغي من خلاله كل الخلافات المزعومة التي جرى التسويق والترويج لها دعائيا، ويؤكد مجدداً بأن كل تلك الخلافات بين الطرفين هي عبارة عن مسرحيات هزلية سخيفة غير قابلة للتصديق طالما ان الطرفين يدعمان الارهاب لتحقيق نفس الغايات الاستعمارية الدنيئة ويلتقيان عل جسر المصالح القذرة.
فإعلان الجانبين الأميركي والتركي عن التوصل إلى اتفاق في مباحثات أنقرة، يدل على أن المساومة بين الطرفين التي لم تتضح تفاصيلها قد حفظت لكل من ترامب واردوغان ما يسعيان إليه من اطماع وهو ما عبر عنه وزير حرب النظام التركي خلوصي أكار في تأكيده على اقتراب الولايات المتحدة من وجهة النظر التركية بشأن ما تدعيه أنقرة وتزعمه من هواجس وتهديات استراتيجية لأمنها القومي المزعوم.
وإذا ما صحت التوقعات وترجم الطرفان الأميركي والتركي الاتفاق، والغوص اكثر في وحل أوهامهما فإن ذلك سيأتي بانعكاسات لن يستطيعا تحمل تبعاتها، وبحسب محللين فالمنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من المعادلات الصعبة والرهانات المتناقضة بكل نتائجها المحتملة التي ستنعكس سياسياً وعسكرياً واستراتيجيا على الجميع.
فمرتزقة «قسد» بحسب مراقبين سيكونون الخاسر الاكبر بهكذا اتفاق وسيجدون انفسهم مجدداً مطية الاهواء الاميركية التي تتخلى عنهم في الوقت التي تراه مناسباً للوقوف على مصالحها، فهي على الرغم من دعمها لهم إلا أنها بنفس الوقت لا تستطيع التخلي عن تركيا بسبب عدد من العوامل إضافة لموقعها السياسي والجغرافي في المنطقة.
وخشية على نفسها بعد ان باتت تستشعر خطر التخلي عنها وركلها الى الهاوية قامت ما تسمى «وحدات حماية الشعب» بالغوص أكثر في برامج التبعية التي تمتهنها بقدرة عالية من خلال محاولة إرسال رسائل التطمين الى التركي، عبر إزالة أعلامها من أغلب المدن والبلدات عند الحدود السورية التركية، بحسب مصادر إعلامية.
وفي السياق ذاته قال مصدر مطلع بأن ما تسمى «وحدات حماية الشعب الكردية» سوف تنسحب من المنطقة وفق مدى الأسلحة التي تمتلكها، فالأسلحة التي مداها 15 كم سوف تبعد إلى عمق 15 كم مع المسلحين، والأسلحة التي مداها 20 كم سوف تبعد إلى عمق 20 كم، لتبديد المخاوف الأمنية التركية.
وقد أعلنت أصوات انفصالية عن أن واشنطن باعت أتباعها ومن المعروف عن اميركا تخليها الصريح عن حلفائها باستمرار بعد أن تجد مصالحها مع اطراف أخرى.
ورأى محللون أن أميركا لم تكن يوما حليفا لأي فصيل سواء انفصالي او غيره، «فالإنكليز والأمريكان» لطالما باعوا أدواتهم من المكون الكردي لمصلحة تركيا، وفي سورية كان الأميركيون يبحثون عن حلفاء لتبرير احتلالهم لأجزاء من الجزيرة ووجدوا ضالتهم في قيادات «قسد»، واليوم فإن الولايات المتحدة الأميركية ستبيع مرتزقة «قسد» مع عودة البديل التركي «الأصيل».
وشهدت مدينة تل براك شرق الحسكة احتجاجات شعبية وقطع للطرقات نتيجة اعتداءات ميليشا «قسد» بحق الأهالي، حيث تقوم مرتزقة قسد بأبشع التصرفات التي تنتهك بها حقوق الانسان وفقاً للأوامر التي تأتيها من سيدها الاميركي.
في مقابل ذلك رفضت الدولة السورية بشكل قاطع الاتفاق الاميركي التركي واعتبرته اعتداء فاضحا على سيادة ووحدة الأراضي السورية وانتهاكا سافرا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
اما رفض الجيش العربي السوري لهذا الاتفاق فجاء من الميدان حيث حولت الالة العسكرية للجيش ارهابيي جبهة النصرة الى اشلاء، وبعد عمليات نوعية قام بها الجيش العربي السوري قبل أيام على مواقع ما يسمى بـ»هيئة تحرير الشام» الارهابية في المنطقة، فقد تمكن من تحرير بلدتي الأربعين في ريف حماة، إضافة لتحريره بلدة الصخر وتل الصخر وصوامع الجيسات في ريف حماة الشمالي.
وفي وقت سابق، تمكن الجيش العربي السوري من تحرير بلدة الزكاة في عمق مناطق سيطرة «النصرة»، رغم أن الإرهابيين استخدموا الكهوف والخنادق والأنفاق والتي وصل عمق بعضها الى 8 امتار، بهدف التخفي عن قوات الجيش.
الى ذلك لا يزال مشهد الانفلات الأمني، مسيطراً على مجريات الأحداث ضمن مناطق ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة الفصائل الارهابية المدعومة تركياً.
ويتزامن ذلك مع استمرار عجزها عن ضبط الأوضاع الأمنية وخاصة على صعيد عمليات التفجير المتتالية التي طالت مختلف المواقع سواء المدنية أو الخدمية الواقعة ضمن سيطرتها في تلك المناطق.
وأسفرت التفجيرات التي تتعرض لها منطقة عفرين خلال العام الماضي، عن مقتل وإصابة المئات سواء من الجنود الأتراك وعناصر الشرطة التركية أو من قيادات وإرهابيي الفصائل على اختلاف مسمياتها، وفق ما أكدته مصادر من عفرين.
أما في ريف حلب فقد اقدمت قوات النظام التركي على تنفيذ قصف عشوائي في ظل عجزها عن ضبط الانفلات الأمني، وقد لجأت تركيا وفصائلها الارهابية مؤخراً إلى تنفيذ عمليات قصف عشوائي بالمدفعية وقذائف الهاون باتجاه كافة القرى الخارجة عن سيطرتها، ضمن مثلث عفرين- إعزاز- تل رفعت، بشكل مستمر ويومي، حيث طال القصف التركي على مدار الأيام الماضية أطراف بلدة تل رفعت، وقرى مرعناز، المالكية، شوارغة الأرز، صوغانكة، وبرج القاص، ما أوقع خسائر مادية هائلة لحقت بممتلكات المدنيين ومنازلهم وأراضيهم الزراعية.
وتسبب القصف العشوائي التركي لتلك المناطق: بتسجيل حالة نزوح جماعية من قبل الأهالي، باتجاه الجروف الصخرية والكهوف المجاورة لقريتي مرعناز والمالكية، هرباً من الضربات المدفعية التي يتم تنفيذها سواء من قبل القوات التركية المتمركزة قرب الحدود، أو من جانب إرهابيي الفصائل المنتشرين في محيط مدينة إعزاز وفق ما أوضحته مصادر أهلية.

الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: السبت 10-8-2019
الرقم: 17046

 

 

آخر الأخبار
المغرب يكسر رقم إسبانيا القياسي بسلسلته التاريخية لأول مرة... مشاركة سورية بعد التحرير في الألعاب الآسيوية بالبحرين.. مشاركة أولى للمواي تاي في شباب آسيا الانتخابات الكروية.. بمكانك سر أم بداية عهد جديد؟! هل بدأ الإصلاح في وزارة الرياضة والشباب..؟ مياه "الجفت".. ثروة مهدورة أم قنبلة بيئية موقوتة؟ حمص تحت وطأة التلوث.. الصناعات تهدد بيئة المدينة سوريا تشارك في الاجتماع العربي السابع للحد من الكوارث بخطة وطنية دمشق تُعيد رسم خارطة النفوذ..  قراءة في زيارة الشرع إلى روسيا الاتحادية وزير الطوارىء: نحن أبناء المخيّمات..نسعى لإعمار وطنٍ يُبنى بالعدل أوضاع المعتقلين وذوي الضحايا .. محور جولة هيئة العدالة الانتقالية بحلب بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة