الشـهيد خالد الأســعد ودوره في صون آثـار تدمـر

منذ دخولك باب الجمعية التاريخية في حمص تشتم عبق الأصالة برغم أنه في المدخل يستقبلك درج في مبناها الأثري، لا يعوق روادها من صعوده لحضور نشاطاتها، ونحن اليوم أمام محاضرة عن علمّ من أعلام الآثار بعنوان «الشهيد خالد الأسعد ودوره في آثار تدمر» يلقيها صديق الأسعد الباحث عبد الرحمن موسى,سنجتزئ منها بعض الأفكار:
ولد خالد الأسعد بتاريخ 1933 بالقرب من معبد بل العابق برائحة التاريخ وذكريات ملكة الشرق، عاش مع أسرة متآلفة محبة للعمل المشترك والروح الجماعية.
هو أب لستة أولاد وخمس بنات، ربتهم أم سورية صالحة أحسن تربية، تربطه مع أولاده علاقة صداقة واحترام، في أسرة يسودها الحب والتفاهم والوئام والاعتماد على النفس، درس المرحلة الابتدائية في تدمر، ثم انتقل لمتابعة دراسته في دمشق بتفوق، ولطالما روى ذكرياته عن طريق السفر الترابي ما بين تدمر ودمشق التي تزيد عن عشر ساعات بواسطة الشاحنات.
حصل الأسعد على إجازة في التاريخ ثم دبلوم تربية، لكن رائحة وعبق التاريخ جذبه للعودة والعمل بالأثار منذ عام 1962 كرئيس للدراسات والتنقيب في مديرية الآثار بدمشق, ثم في قصر العظم حتى عام 1963م.

وتناول موسى دور الأسعد بتطوير المؤسسة الأثرية بتدمر على كافة الأصعدة، حيث عمل على جذب اهتمام البعثات السياحية من داخل سورية وخارجها، ونظم حملات تعريفية بهذه المدينة، وتباين قيمتها الحضارية والثقافية والتاريخية، وعلى يده بلغ الدعم المادي والمالي أوجه لتحسين تدمر وترميم الآثار دورياً، وتشكيل لجان للحفاظ عليها، نابعاً من قناعته أنها كنز حقيقي، ونشر تاريخ تدمر ومكتشفاتها، وشارك بعدة معارض دولية وندوات أثرية بكل اللغات، فأصبحت تدمر محطة أثرية هامة معروفة عربياً وعالمياً ومقصداً سياحياً هاماً.
والأسعد ليس مجرد عالم آثار وباحث تاريخي ففي عام 1988 عثر على منحوتة حسناء تدمر التي صنفت وفق المعايير الأثرية العالمية بأنها أروع المنحوتات وأكثرها جمالاً على الإطلاق، وكذلك عثر على مدفن أسرة بولحا بن نبو شوري، ومدفن أسرة زبد عته، ومدفن بورفا وبولحا، ومدفن طيبول..
وأن أعظم ما قام به هو ترجمته للنصوص والمخطوطات المكتوبة باللغة الآرامية التدمرية القديمة. وعمل على نشرها بكافة اللغات وتقديمها بكافة المحافل والمؤتمرات والندوات التي قد شارك بها للتعريف بهذه المدينة العظيمة.
ومن أبرز الأعمال التي قام بها: رئيس لدائرة الحفريات في المديرية العامة للآثار والمتاحف من عام 0961و1963، ومدير آثار تدمر في المديرية العامة للآثار والمتاحف وأمين متحف تدمر الوطني ومدير البعثة الوطنية للتنقيب والترميم في تدمر وباديتها من عام 1963حتى عام 2003، بالإضافة لكونه رئيساً مشاركاً في بعثات التنقيب والترميم العاملة بتدمر وبعثات أجنبية ووطنية ومشتركة كالمشروع الإنمائي التدمري…وخبير وطني لتطوير السياحة الثقافية برنامج CDTB للتطوير الأثري في موقع تدمر..
كان للأسعد عدة اسهامات حضارية وثقافية وعمل الكثير من الأبحاث والدراسات نُشر معظمها بخمس لغات حيّة وربما أكثر، ومن أبرزها: مرحباً في تدمر الدليل السياحي الأول، قصر الحير الشرقي مدينة الصحراء، تدمر أثرياً وتاريخياً وسياحياً..

سلوى الديب
التاريخ: الثلاثاء 27-8-2019
الرقم: 17057

آخر الأخبار
عودة 70 بالمئة من التغذية الكهربائية لمدينة جبلة وقفة تضامنية لأهالٍ من درعا البلد مع غزة "الصحة العالمية": النظام الصحي في غزة مدمر بالكامل  تعزيز استقرار الكهرباء في درعا لتشغيل محطات ضخ المياه الرئيس الشرع يصدر حزمة مراسيم.. تعيينات جديدة وإلغاء قرارات وإحداث مؤسسات  انتخابات مجلس الشعب محطة فارقة في مستقبل سوريا  مرسوم رئاسي باعتماد جامعة إدلب.. خطوة استراتيجية لتعزيز التعليم العالي   ترامب يمدد الطوارئ المتعلقة بسوريا لعام إضافي.. إبقاء العقوبات ومواصلة الضغط  الدوري الأوروبي.. خسارة مفاجئة لروما ونوتنغهام فوريست تكريم وزير التربية للطالب مازن فندي.. إنجاز فردي ورسالة وطنية  الوحدة يُودّع سلة الأندية العربية  فوز هومنتمن على الأهلي حلب في سلة الناشئين هالاند يُحطّم الأرقام مجدداً هل يتواجد ميسي في حفل زفاف كريستيانو وجورجينا؟ إحصائية كارثية لأموريم مع مانشستر يونايتد الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض