يلاحظ زائر معرض الكتاب، طيلة فترة عمله، أن الكثير من زواره، أسرة بأكملها من أم وأب وأولادهما، أو أحد الأبوين وأولاده. والأبناء الصغار فرحون بما اشتروه من قصص مكتوبة أو مرسومة، يتصفحونها بفرح بين الأجنحة، أو في الكافتيريا المخصصة للزوار.
رغم الغلاء وصعوبة المعيشة، وجد الأهل متسع المشاركة في نشاط ثقافي واجتماعي خارج البيت مع أبنائهم يكسر روتين يومياتهم ويفتح أمام الصغار نافذة لحب الكتاب والتعود عليه واقتنائه، ومن ثم قراءته.
هذه الفرصة بزيارة المعرض برفقة الأهل، أو فكرة معرض الكتاب، تحرم منها الأسرة في المناطق البعيدة والأرياف، ولا يتشجع الصغار على زيارة المعارض واقتناء القصص والحكايات والكتب، لو تبادر وزارة الثقافة إلى نشاط مواز لمعرض الكتاب في دمشق، فتقيم معارض في الأرياف، أو تضع الكتب في باصات صغيرة ملونة، تدور بين القرى، ترافقها أنشطة، تفتح فيها باب المشاركة للجمعيات التي تعمل مع الأطفال واليافعين، كأن يدور مع الكتب حكواتي يقرأ للأطفال القصص، أو فريق مسرح تفاعلي يقدم لهم عن أهمية القراءة وفائدتها.
تكتمل أهمية معرض الكتاب وفائدته، بتنقله الى الأرياف ولو على شكل أنشطة، لايكفي ان يراه السكان في المناطق البعيدة عن دمشق، كخبر او ريبورتاج صحفي، بل من حقهم وهم بحاجة لتنمية مجتمعاتهم المحلية ثقافيا، وهذا ليس بالأمر الصعب إذا ما تم تفعيل المراكز الثقافية الموجودة أصلا، وإشراك المجتمع المدني في برامج ثقافية متنوعة ليست فقط معرضا متنقلا للكتاب.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 24-9-2019
رقم العدد : 17082