صقيع على صفيح ساخن

 

يجثم العبث الأميركي على صدر المشهد كجزء من المحاولات المتواصلة للولايات المتحدة لإجهاض كل حوامل الحل السياسي الذي ما يزال بدوره يحبو على الألغام التي يزرعها النظام التركي على طريق الاتفاقات والتعهدات التي قطعها أردوغان على نفسه خلال اجتماعات آستنة وسوتشي.
فالإصرار الأميركي على التصعيد والتعطيل على الأرض عبر مرتزقته وميليشياته التي تختطف الأبرياء والمدنيين وتمارس بحقهم أبشع الجرائم وتمنعهم من الخروج إلى المناطق الآمنة التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري..لا يعكس الإخفاق والتخبط الأميركي فحسب، بقدر ما بات يعكس حقيقة النوايا والأهداف الأميركية في الجغرافيا السورية، لجهة سعي الأميركي للبقاء على الأرض والحفاظ على الوضع الراهن، على اعتبار أن هذا يحافظ له على مداخل الابتزاز والاستثمار في تقاطعات وفراغات وتقلبات المشهد.
بالمقابل يبدو سلوك النظام التركي أكثر شراسة للعبث بالقواعد والمعادلات المتجذرة في عمق الواقع، بعد أن تيقن أنه بات اللاعب الأكثر خسارة في منظومة الإرهاب، ولعل هذا الأمر يفسر والى حد كبير هرولته المستمرة خلف التشبث بإبقاء الواقع في الشمال على ما هو عليه من خلال التهرب من التزاماته واستحقاقاته ولاسيما أنه احد الضامنين لمخارج الحل السياسي، على اعتبار أن بقاء الوضع على حاله يؤمن له مساحات سياسية واسعة للمناورة والخداع والرقص على حبال الابتزاز وتحقيق ما عجز عن تحقيقه في الميدان.
ما هو مؤكد أن المشهد وبرغم كل الصقيع الذي يلفه، بات يرقدُ على صفيح ساخن، حيث تقترب مخاضاته من لحظة الحسم التي سوف تدفع الى السطح كل الخيارات والاحتمالات والمفاجآت التي سوف تكون صادمة وصاعقة لمنظومة الإرهاب، معلنة بذلك ولادة مرحلة جديدة بحوامل وعناوين تحاكي تضحيات وإرادة السوريين.
فؤاد الوادي

 

التاريخ: الثلاثاء 24-9-2019
رقم العدد : 17082

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك