أكبر من مقاساتها!!

 

إن كان من الصعب التحكم بشكل كلي بما يجري على الأرض، فمن المرجح البحث عن بدائل لإعادة الإنعاش، وحتى لا تبقى الخطط حبراً على ورق، أو ربما مجرد كلام للكلام كي تبرر الجهة المعنية أنها موجودة، وفق مقولة (أنا أخطط – حتى لو كلامياً – إذاً أنا موجود)، لا بد من أن تدعّم الأقوال بالأفعال، فتلك الوعود المثقلة بالوعيد لن تصبح عهوداً، إلا بعد تطبيقها.
أليس من المستغرب أنه بعد طرح الخمسين ليرة المعدنية للتداول، ظهرت بشكل خجول جداً، ولم تصل إلى جيوب المواطنين، فمع اهتراء العملات الورقية، أصبح من الصعوبة العثور على الجديد منها، مع أن لحضورها دور مهم، وفقدانها من السوق خلق حالة من الفراغ أدى إلى الكثير من المشكلات في التعاملات الشرائية اليومية لدى المواطنين، وفي تنقلاتهم، لذا كان التحوّل إلى العملة المعدنية الحل الوحيد لتجاوز مشكلة اهتراء العملة الورقية، فطبع نسخ ورقية جديدة لن يكون مفيداً في ظل استمرار التضخم وزيادة سرعة تداول هذه الفئة، كما أن تكاليف الطباعة باتت أعلى من قيمة العملة نفسها.
شح العملة المعدنية واهتراء الورقية، أدى إلى تراجع تداول تلك الأوراق المهترئة واستبدالها بأغراض عينية، وخاصة في وسائل النقل العامة، حيث يلجأ السائقون لإرجاع البسكويت أو السكاكر أو العلكة للركاب عوضاً عنها رغم اعتراضهم، لكنهم يسلّمون بالأمر كي لا يشعروا بضياع حقهم، وكذلك الأمر يتم في بعض البقاليات، والصيدليات، إذ يمكن الحصول على نصف ظرف من مسكّن الصداع بدل إعادة الخمسين ليرة.
من هنا تتملك المواطن حالات قلق حيال تصريف بعض الأوراق المالية المهترئة، إذ يصل الأمر في معظم الأحيان إلى رفض بعض الباعة أو سائقي الحافلات استلام تلك الأوراق من المواطنين، والعكس صحيح، وغالباً ما يكون سبب الرفض، أنه لا يمكن تصريف تلك الأوراق النقدية، حتى أن استبدالها من المصرف المركزي يكون صعباً بالنسبة للمواطنين العاديين.
فهل يخفي المعنيون شيئاً بخصوص طرح كميات إضافية من فئة الخمسين ليرة المعدنية، لأن عملية استبدال الأوراق النقدية التالفة بأخرى جديدة لا تحتاج إلى مدة زمنية طويلة، علماً أنه عندما تم طرح فئة الألف والألفي ليرة الورقية للتداول سرعان ما أخذت طريقها للتداول، إلا أننا حتى الآن نسمع وعوداً، لكنها أكبر من مقاساتها.

لينا شلهوب

التاريخ: الخميس 26-9-2019
رقم العدد : 17084

 

آخر الأخبار
الدفاع المدني في اللاذقية يسيطر على حرائق عدة بالمحافظة غرفتا الصناعة والتجارة في حلب تبحثان آفاق التعاون وتوحيد الجهود لخدمة الاقتصاد المحلي  د.نهاد حيدر ل"الثورة".. طباعة عملة جديدة يحتاج لإجراءات إصلاحية  ينعش آمال الأهالي ببيئة أنقى.. قرار بوقف "الحرّاقات" في عين العبيد بريف جرابلس  ضبط تعديات على خطوط ضخ المياه بريف القنيطرة الجنوبي تراجع ملحوظ  في إنتاجية العنب بدرعا.. وتقديرات بإنتاج 7 آلاف طن   وزير الاقتصاد يبحث في حلب مع وفد تركي فرص التعاون والتطوير العقاري حلب تستضيف الندوة التعريفية الأولى لمشروع "الكهرباء الطارئ" في سوري الإنسان أولاً.. الصحة تطلق مشاريع نوعية في ذكرى استشهاد محمد أمين حصروني بحث عودة جامعة الاتحاد الخاصة وتسجيل طلاب جدد التحالف السوري- الأميركي يدعو الكونغرس لرفع كامل العقوبات عن سوريا لتراجع إنتاجيته .. مزارعو عنب درعا يستبدلونها بمحاصيل أخرى تركة ثقيلة وخطوات إصلاحه بطيئة.. المصارف الحكومية تراجع دورها ومهامها استئناف العمل بمبنى كلية الهندسة التقنية في جامعة طرطوس فرص استثمارية ودعم للمبدعين.. "التجارة الداخلية" في جناح متكامل بمعرض دمشق الدولي "الجريمة الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني".. التركيز على دور الأسرة في مراقبة الأبناء وتوجيههم إزالة 22 تجاوزاً على مياه الشرب في درعا سبعة أجنحة للاتحاد العام للفلاحين بمعرض دمشق الدولي.. غزوان الوزير لـ "الثورة": منصة تلقي الضوء عل... " سوريا تستقبل العالم " .. العد التنازلي بدأ.. لمسات أخيرة تليق بدورة معرض دمشق الدولي    ترامب يهدد مجددا بفرض عقوبات على روسيا