اللوائح الصحية العالمية

يجسد الاجتماع التحضيري للتقييم الخارجي المشترك للواقع الصحي السوري وآلية تعامله مع المسألة الصحية بدءاً من الوقاية مروراً بالعلاج وانتهاء بالاستجابة الناجعة للأحداث الجسيمة الطارئة، حفاوة دولية بسورية، إذ يقيم الاجتماع، المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ومقره – القاهرة – ويشرف على الأداء الصحي في ٢٢ بلداً.
وما أبهجنا حقاً في سياق المتابعة لهذا الحدث الدولي في دمشق، تأكيد مديرة الاستعداد للطوارئ واللوائح الصحية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة، أن وزارة الصحة السورية هي من ألحَّ على هذا التقييم الخارجي المشترك الذي بدأ أعماله التحضيرية، عبر ست لجان تتألف من ١٣٠ مندوباً ومندوبة يمثلون ست وزارات ذات صلة مباشرة بالمسألة الصحية، ستعمل لمدة ثلاثة أيّام – نظرياً – ثم تتابع عملها، ميدانياً لتصوغ الملاحظات والمقترحات النهائية التي تخدم الأداء الأفضل في موعد أقصاه نهاية العام الحالي.
ولعل بعض الأمثلة ضرورية لإيضاح جوهر هذا الاجتماع الدولي في دمشق، فالتغيير المناخي ثبت دوره في كثير من الأمراض الصدرية والقلبية وهو بيئة مؤهبة لكوارث عديدة كالفيضانات أم الجفاف الحاد – وهو نتاج ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب الغازات الدفيئة المنبعثة بكثافة من مداخن المصانع الأميركية، بشكل خاص، وهي الملوث الأكبر للكرة الأرضيّة، ما أدى في هذا الصيف إلى حرائق غابات – هائلة – في الأمازون بالبرازيل، وفِي سيبيريا والبرتغال واليونان…الخ.
ولعل ما يجب الانتباه إليه أن الكرة الأرضية كلها تتأثر وان استمرار هذا الخطر يتطلب تحضيرات تستجيب لكل الأمراض الناجمة عنه، بالوقاية عبر التركيز على غرس ملايين الأشجار والتشدد في منع قطعها في المدن وحدائق البيوت التي يجري تحويلها إلى منشآت تجارية، وامتلاك الوسائط الطبية لمواجهة أخطارها.
المثال الآخر الذي تم تداوله: المعابر الحدودية وتعتبر من أهم المجالات التقنية التي يتوجب على الدول التركيز عليها، فمنها تدخل البضائع والحيوانات الحية والمنتجات الزراعية، وبقدر ما تكون مجهزة بالمحاجر الصحية ونقاط التلقيح للبشر إذا لزم الأمر، ووسائل رصد الأمراض، يتم تحصين أي بلد من البلدان ضد كثير من الأمراض.
وبهذا المعنى فإن هذه الفعالية التي تشهدها دمشق حالياً هي مؤشر إيجابي مهم، وجهد خير إغناء للواقع الصحي السوري، ومؤشر دولي كبير على عودة العالم إلى سورية تباعاً، وفِي ذلك خطوات كبيرة ومهمة إلى الأمام على كثير من الصعد الاجتماعية والاقتصادية.

 

ميشيل خياط

التاريخ: الخميس 26-9-2019
رقم العدد : 17084

 

آخر الأخبار
في سباق مع الزمن و وسط تحديات الرياح والتضاريس.. جهود لإخماد الحرائق   سوريا تقترب من رقمنة الشحن الطرقي    "موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية" حاضرة في الاستجابة لمتضرري الحرائق   "الثورة" من قلب الميدان تتابع عمل فرق الدفاع المدني  الحرائق تتواصل في مواقع عديدة     استجابة لحرائق اللاذقية.. منظمة "IASO" تطلق حملة "نَفَس حقكم  بالحياة" السفير البلجيكي ببيروت في غرفة صناعة دمشق لتعزيز العلاقات الاقتصادية  ربط طلاب الكليات الهندسية في حلب بسوق العمل  متابعة المشاريع التي تُعنى بتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في حلب  وفد المنظمة العالمية للتحكيم الدولي في غرفة صناعة دمشق  الرئيس الشرع يصدر مرسوماً بتعديل بعض مواد قانون الاستثمار الشرع يشيد بجهود فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا مرسوم رئاسي بإحداث الصندوق السيادي لتنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية مباشرة والاستثمار الأمثل للموارد مرسوم رئاسي بإحداث صندوق التنمية للمساهمة في إعادة الإعمار مكافحة الفساد ليست خيارآ  بل أمراً حتمياً  توقيفات طالت شخصيات بارزة والمحاسبة مستمرة   "مهمشون" ومكافآت "شكلية"   ممرضون لـ"الثورة: الوقت حان للاستماع إلى نبضنا ليخفق قلب المهنة  من إدلب إلى دمشق..  "أبجد".. نحو مجتمع متضامن أساسه التعليم  تعزيز الجاهزية الرقمية في المدارس الحقلية الزراعية بحلب  BBC: طالبو اللجوء السوريون في بريطانيا.. بين القلق وانتظار قرارات لندن  وفرة في الغاز وندرة في المال..  مدير عمليات التوزيع: رخصة الغاز ليست مشروعاً تجارياً  قمة أممية للذكاء الاصطناعي.. توجيهه لخدمة أهداف التنمية المستدامة