متأخرة ومبهمة

 

 

أخيراً تحرك قطاع الأعمال السوري أو ما يتفق على تسميته الجناح الثاني للاقتصاد الوطني وأعلن عن مبادرته لدعم الليرة السورية ومنع المتاجرة ليستكملوا حسب كلامهم إجراءات الحكومة المتخذة بهذا المجال في مواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها سورية بعد تسع سنوات حرب والتصدي سوية للهجمات التي يقوم بها المضاربون والمحتكرون ومنع الحالات الشاذة في سوق القطع.
ورغم أن الغموض لا يزال يكتنف هذه المبادرة لأسباب عديدة خاصة لجهة طريقة الإيداع والسحب التي ستتيح للمودع بالقطع الأجنبي بعد 15 يوماً وبسعر وسطي بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء فإن حالة التهليل والإشادة التي توقعها أصحاب المبادرة لخطوتهم المتأخرة جداً جاءت فاترة، لا بل ومشككة وحملت الكثير من إشارات الاستفهام والحجة القوية المساقة هنا أن جلَّ قطاع الأعمال السوري التجاري منه والصناعي من تجار ومستوردين وحتى مصدرين سعى خلال سنوات الحرب المفروضة على البلد لهدف واحد وهو الاستمرار بتحقيق الربح الوفير حتى وإن كان على حساب لقمة عيش المواطن الذي واجه ولا يزال أقسى الإجراءات الاقتصادية القسرية التي يمكن أن تفرض على شعب ومع ذلك لم يكن الشريك الوطني بمستوى المسؤولية وساهم بجانب كبير منه في عملية المتاجرة والتلاعب بسعر الصرف ليضيق الخناق على المواطن ويخرب الاقتصاد ويزعزع أحد أهم رموزه وهي الليرة السورية.
وما قد يشكل حالة من الدعم لوجهة النظر السابقة الكلام الحكومي الذي تكرر بأكثر من مناسبة مع القائمين على اتحادات الغرف والذي تجاوز حد العتب وصولاً لانتقاد واتهام البعض منه بعدم الاضطلاع بالدور المنوط بهم واستمرارهم في الشكوى للاستحواذ على أكبر قدر من المطالب دون تقديم مقابل أقله اعتبار أنفسهم في خندق واحد مع الحكومة للسير بعملية التنمية الاقتصادية.
وبغض النظر عما ستفضي إليه هذه المبادرة في تالي الأيام فإن المواطن لا يعول كثيراً عليها، وكان ينتظر أصحاب المبادرة وكل ما يمكن أن يوصف كتاجر أو صناعي يعرف أخلاقيات وأدبيات العمل التجاري ولا سيما بمثل هذه الظروف الاستثنائية والصعبة التي يمر بها البلد أن يبادروا بالعمل والسعي الحثيث للتدخل في السوق لمنع ارتفاع الأسعار في كل مرة يشتمّون بها رائحة ارتفاع للدولار، وأن يرحموا الناس من أسعارهم الكاوية وعندها سيكون المواطن بخير.

هناء ديب

التاريخ: الخميس 26-9-2019
رقم العدد : 17084

 

آخر الأخبار
جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات عزيز موسى: زيارة الشرع لروسيا إعادة ضبط للعلاقات المعتصم كيلاني: زيارة الشرع إلى موسكو محطة مفصلية لإعادة تعريف العلاقة السورية- الروسية أيمن عبد العزيز: العلاقات مع روسيا لا تقل أهمية عن العلاقات مع أميركا وأوروبا الشرع وبوتين : علاقاتنا وثيقة وقوية وترتبط بمصالح شعبينا المكتب القنصلي في حلب.. طوابير وساعات من الانتظار بوتين والشرع يؤكدان في موسكو عمق الشراكة السورية الروسية للمقاييس عدالة.. لكن من يضبط الميزان؟