من أين لك هذا..!!

تعمل بعض جهاتنا المشرفة على شؤوننا العامة لتحريض ذاكرتنا، حيث الحاجة ملحة لتطوير سياسات تتوافق مع خطط التنمية وحاجات سوق العمل، مع وضع تصورات عدة لسير عملية نهضتها، لما لذلك من تأثير إيجابي على خطط التنمية، ولا بد لنجاح عملية التقويم والرصد ووضع الخطط المرتبطة بها، من أن تكون مبنية على أسس تعتمد بيانات، ومعلومات دقيقة تغطي كل الأوجه المتعلقة بالسياسة المرسومة والخطط الموضوعة والفئات المستهدفة.
يبرز حالياً مشروع قانون الكشف عن الذمة المالية، والذي سيحل محل القانون 64 لعام 1958 الخاص بالكسب غير المشروع، وفكرته تنص على تقديم الموظفين والعاملين بالدولة تصاريح بالذمم المالية قبل التعيين بالوظيفة العامة، وعند انتهاء الخدمة لتبيان إذا ما حصلت زيادة غير منطقية أو غير مبررة في ثروتهم، إذ إن تطبيقه يشكل خطوة مهمة على جبهة مكافحة الفساد.
يعوّل على المشروع المنتظر أن يقتص من كل فاسد يتاجر بالمال العام، فهو – إن أخذ مساره كما هو محدد له – سيكون ليس كفيلاً بالحفاظ على المال العام فحسب، بل بتطوير الأداء الحكومي ولا سيما لجهة التركيز على الكوادر الكفوءة والنزيهة، لأن معظم سرقة المال العام أصحابها يتطاولون على القوانين، الأمر الذي تؤكده العديد من المشاهد التي تجعلنا نبحث عن الحقيقة المخبأة تحت عباءة القانون الذي بات شفافاً إلى درجة يستطيع الجميع من خلالها رؤية الواقع الذي يفيض بالمخالفات المثيرة للدهشة.
نأمل أن يكون القانون المرتقب المخلّص والمنقذ للمال العام الذي أضحى فريسة سهلة بنظر عدد من متسلقي المناصب، وأن يضبط حالات الكسب غير المشروع عبر إلزام من تسند إليهم مهام وظيفية ذات صلة بالمال العام أو الخاص بالإفصاح عن ممتلكاتهم وأموالهم بهدف الحد من ظاهرة الكسب غير المشروع، حيث يسمح مشروع القانون بمراقبة حركة الأموال والممتلكات والذمم المالية للفئات المستهدفة.
اجتراح الحلول لا يكون فقط بإقرار القوانين، أو وضع آليات جديدة للعمل أو التغني بالكشف عن مكامن الفساد، أو مساءلة المعنيين بـ (من أين لك هذا).. بل في التقيد بالمسؤوليات وتنفيذ هذه القوانين، وأداء المطلوب بعيداً عن نهج الاستثناءات، مع تفعيل المحاسبة والكفاءة والنزاهة والحرص على خدمة المواطنين والاهتمام بقضاياهم، بعيداً عن التقصير بأداء المهام والواجبات.
لينا شلهوب

 

التاريخ: الخميس 19 – 12-2019
رقم العدد : 17150

 

آخر الأخبار
"التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي "تربية حلب" تواصل إجراءاتها الإدارية لاستكمال دمج معلمي الشمال محافظ إدلب يلتقي "قطر الخيرية" و"صندوق قطر للتنمية" في الدوحة "تجارة دمشق": قرار الاقتصاد لا يفرض التسعير على المنتجين التأمين الصحي.. هل أصبح عبئاً على الموظف؟ كيف نواكب التقدم التكنولوجي دون التفريط بصحتنا ؟