صمام الأمان..الأخير

إن سلّمنا بواقعية، انطلاقاً من قناعاتنا أن هناك رقابة ومتابعة من جهاتنا المعنية على صحتنا وسلامتنا، إلا أن ما يثير فضولنا هو أننا لا نجد مسوغا لهذه الحالة التي تتملكنا جراء ما نكتشفه من أمور وحالات وأحوال تسير بيننا وتمر علينا دون انتباه أو حتى دراية لما يحدث، وخاصة بعد اكتشافنا للمتاجرة بصحتنا على يد فئة من «المتصيدلين»، الذين يصرفون لنا الدواء وهم من غير الاختصاصيين، ليمرّروا صفقاتهم على حساب صحة المواطن.
لمهنة الصيدلة فضاء صحي واجتماعي، يتم الولوج إليه من عامة المواطنين، ولها قوةَ تواصل، كما أنها صمام الأمان الأخير ضمن الحلقة الطبية في الشق الصحي، لذا فعملية صرف الدواء ذو أهمية خاصة، كونها تضمن حماية المواطن من كل ما من شأنه أن يشكل خطراً على صحته، من هنا يتحمل الصيدلاني مسؤولية كبيرة في مراقبته وتتبعه للمريض عبر عملية التداوي، ناهيك عن الجهود الذي يقدمها في مجال التوعية الصحية والإجابة عن العديد من الأسئلة.
يمكن عد المواطن الصيدلاني من الذين يعيشون ويعانون في صمت، إذ يصل هامش الربح الصافي إلى حدود 8 %، وبالكاد يستطيع أن يلملم احتياجاته الأساسية من دخله المتآكل ومدخراته المنكوبة كغيره من المواطنين، لذا نجد أن عدداً منهم يلجؤون لتأجير شهاداتهم والانخراط بعمل آخر، وهذا لا يبرر ما يفعلونه لأن الغاية لا تبرر الوسيلة.
لذا برز «المتصيدلون» الذين لا يستطيعون تقديم المشورة الطبية للمريض، كما أنهم يتعاملون بجشع مادي لأنهم لا يأبهون للقيم الإنسانية، فقد يروج بعضهم لأدوية نفسية ومخدرة لتحقيق الربح الوفير، الأمر الذي يتطلب وضع ضوابط لممارسة هذه المهنة، مع فرض عقوبات نقابية على الصيدلاني الذي يؤجر شهادته وحرمانه من ميزات الانتساب لنقابة الصيادلة، والأهم وضع سياسة استيعاب جديدة لخريجي الصيدلة.
ما نشهده حالياً انتشار لظاهرة «المتصيدلين»، حتى أصبحت تشكل تهديداً للأمن الصحي، ما يفرض معالجتها وإزالة أسبابها، لأننا بتنا نلحظ أنها غدت مشروعاً تجارياً مربحاً، فبعد أن كان الطلب عليها من قبل ممرضين وخريجي المعاهد الصحية، اليوم بلغت الجرأة من البعض الذين لا يمتّون للوسط العلمي الصيدلاني الأكاديمي بصلة أن يستأجروا شهادات لتأسيس صيدلية، واللافت أن نسبة «المتصيدلين» تصل إلى أكثر من 60% في بعض أرياف المحافظات، ناهيك عن وجود صيدليات غير مرخّصة، فالدواء ليس سلعة تجارية، بل تحتاج إلى الدعم والمحافظة على آلية صرفها للمريض.

لينا شلهوب
التاريخ: الخميس 5-12-2019
الرقم: 17139

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة