الإعلام ومكافحة الفساد…

تعطي وثيقة الأسعار الصادرة مؤخرا عن مجلس الوزراء، أهمية كبيرة للمؤسسات الحكومية في توفير سلع أساسية غذائية بالدرجة الأولى بالاعتماد على منافذ البيع الحكومية والتأكيد مرة ثانية على افتتاح المزيد منها في مباني الوزارات والمؤسسات والمصانع، ولاسيما أن التوجه نحو تأمين حصص الأسر بالبطاقة الذكية (مثل الغاز-والبنزين – والمازوت)، قد دخل مراحل متقدمة واقترب من التنفيذ العملي. وما من شك أن هذا الاعتماد على الدور الحكومي في توفير الاحتياجات المعيشية الأساسية لذوي الدخل المحدود، هو الحل العملي الحاسم للمشكلات التموينية الناجمة عن الغش وخسائره الصحية الفادحة، وخفض القدرة الشرائية للرواتب والأجور بسبب البيع في الأسواق الخاصة بأسعار مرتفعة تتجاوز نسب الأرباح المعقولة والمشروعة قانونيا، وما يصاحب ذلك من إحساس بالغبن وشعور بالظلم وغياب العدالة، وانتهاء بالبذخ والأسراف لدى الشرائح المرتاحة ماديا، التي تحصل على دخل يُؤْمِن لها كل احتياجاتها إذ توازن – على هواها ومزاجها – ما بين متطلبات عيشها وأرباحها، وبما يُؤْمِن لها الثراء، غير عابئة بظروف الحرب القاسية.
إن تركيز الوثيقة على تحديد الأسعار للمواد الممولة من مصرف سورية المركزي والمواد التي تستوردها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، يعد نقلة كبيرة على صعيد التعافي الاقتصادي، ففي العام ٢٠١٤ كان هناك ما يشبه الصرخة على لسان رئيس وزراء سابق مفادها أن ٢٥ تاجرا يؤمنون احتياجات البلاد. يجب ألا يتجاهل من يشمتون أو يستهترون أن ٧٠./. على الأقل من الاقتصاد السوري هو بيد القطاع الخاص، (ثمة عدد هائل من العاملين في اقتصاد الظل من الباعة الجوالين والبسطات وورشات البيوت يربحون كما يشاؤون ولا يسددون أي ضرائب).
وإذ ندرك أن النهوض الاقتصادي يحتاج إلى بنى تحتية إنتاجية وخدمية، دُمرت عن قصد على يد الاٍرهاب المجرم، فإن العامل المساعد للتدخل الإيجابي في حماية ذوي الدخل المحدود، خطاب عقلاني بعيد عن الاستهتار والتشهير والحديث العام عن الفساد، والتهييج والتحريض، فما من شك أننا بحاجة إلى سلوك مختلف، يحمي الناس والبلد: تقليص استخدام الشباب لوسائط النقل العامة والتوجه نحو المشي بصفته صحة. تقليص التدخين إذ لا يعقل أن يكون إنفاق السوريين على السجائر ٦٠٠ مليون دولار سنويا، في وقت يجزم فيه الأطباء أن التدخين قاتل بطيء للبشر، التشجيع على السلوك البيئي الحميد أي ثني تلاميذ المدارس عن كسر الشجيرات على الأرصفة واحترام النظافة العامة والمرافق العامة وصونها من الخراب، السعي إلى ترشيد استهلاك الكهرباء والماء. مثل هذا الخطاب -البديل – لما نقرأ أو نسمع أو نشاهد ولا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي، والالتزام بمبدأ الهوية.والترويج بقوة للتوجه السليم بالاعتماد على التدخل الحكومي الإيجابي كحل عملي حازم وسط بحر من المحال والدكاكين والبسطات.

ميشيل خياط
التاريخ: الخميس 5-12-2019
الرقم: 17139

آخر الأخبار
عبد الكافي كيال : صعوبات تعرقل إخماد حرائق جبل التركمان... واستنفار شامل دمشق تؤكد التزامها بإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية.. حضور سوري لافت في لاهاي دمشق تنفي ما تداولته وسائل إعلام حول "تهديدات دبلوماسية" بحق لبنان من جديد .. محافظة دمشق تفعل لجان السكن البديل.. خطوات جديدة لتطبيق المرسوم 66 وتعويض أصحاب الحقوق رئيس مجلس مدينة كسب للثورة : البلدة  آمنة والمعبر لم يغلق إلا ساعة واحدة . إخماد حريقين في مشتى الحلو التهما  خمسة دونمات ونص من الأراضي الزراعية وزير الطوارئ :  نكسب الأرض تدريجياً في معركة إخماد الحرائق.. والغابات لم تُحسم بعد وفد من اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع التركي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق الخضراء التي فتحت ذراعيها للسوريين.. إدلب خيار المهجرين الأول للعودة الآمنة باراك: لا تقدم في مفاوضات الحكومة السورية مع "قسد" و واشنطن تدعم دمجها سلمياً من  ألم النزوح إلى مسار التفوق العلمي..  عبد الرحمن عثمان خطّ اسمه في جامعات طب ألمانيا علما سوريا جيليك: نزع السلاح لا يقتصر على العراق.. يجب إنهاء وجود قسد  في سوريا رفع كفاءة الكوادر وتطوير الأداء الدعوي بالقنيطرة بين الصياغة والصرافة .. ازدواجية عمل محظورة وتلويح بالعقوبات نزهة الروح في ظلال الذاكرة.. السيران الدمشقي بنكهة الشاي على الحطب "تربية طرطوس": كامل الجاهزية لاستقبال امتحانات الشهادة الثانوية الغابات تحترق... والشعب يتّحد.. التفاف شعبي واسع لمواجهة حرائق الساحل وزير الطوارئ ومحافظ اللاذقية يستقبلان فرق مؤازرة من الحسكة والرقة ودير الزور سوريا تسعى لاستثمار اللحظة الراهنة وبناء شراكات استراتيجية تعكس تطلعات الشعب الاكتتاب على ١٢١ مقسماً جديداً في حسياء الصناعية