«كنت أعتقد أن حياتي تراجيدية، لكنها كوميدية ملعونة».. أو هكذا أراد تحويلها وقلبها آرثر فليك (الجوكر)..
وقبل اكتشافه لعنة ملهاتها، يجاهر مرةً: «كل ما أملكه ليس سوى الأفكار السلبية»..
حين تطمس السلبية مجرى الرؤية لدينا كيف لنا اختراقها واكتشاف مهارة قلبها إلى أشياء إيجابية..؟
بالنسبة لـ (آرثر- خواكين فينيكس) بطل فيلم «الجوكر»، تمرّد على كل شيء.. كسر عتبات الألم التي خنقته طويلاً.. دون أن يكترث لأداته في تحصيل حقّه.. وقرر أن يقلب متوالية الصفعات التي لقنته إياها الحياة، ليصبح هو أخيراً من يلقي بصفعاته في وجهها.
ما مدى القوة المطلوبة التي يفترض بنا امتلاكها لنلقي صفعاتنا بوجه بشاعة الحياة..؟!
في فيلم آخر، (لالا لاند)، يقول البطل لأخته: سأترك الحياة تلقي بصفعاتها في وجهي حتى تتعب.. وحينها سيأتي دوري لتسديد الضربات/الصفعات لها. في هذا المشهد بدا (سيباستيان، ريان غوسلينغ) أكثر من واثق من كلماته.. وكأنه تماماً يرى ما ينطق به ماثلاً أمام عينيه..
هل يرتبط كل الأمر نهايةً بـ(الثقة)، ومدى قدرتنا على إبطال وهم التردد الكائن في دواخلنا..؟
لا أعلم إن كانت سحرية الإبداع/التخييل هي تلك التي تفجر فينا الرغبة بمناوشة «المستحيل»..؟!
الرغبة بمقارعة الصعاب والمستحيلات في حياتنا، هي نبتة تنمو في ركن مقصي من لاوعينا.. ويبدو أن الفن/الأدب يتقن منحها الأوكسجين اللازم لنموها.. ومتى ما اشتد عودها نبّهتنا لامتلاكنا معجزةً خاصة بكل منا.
lamisali25@yahoo.com
لميس علي
التاريخ: الخميس 5-12-2019
الرقم: 17139