الملحق الثقافي:
آخر الموريسكيّات، رواية صادرة بمصر عن دار البشير في مصر للرّوائيّة خديجة التومي. هي رواية لروايات تشابكت أحداثها واختلطت أزمنتها بطريقة تجعل القارئ منتبهاً حتى لا يُضيّع خيوطها، وقد حُبكت حبْكاً محكماً لم يخلُ من تشعّب وشتات في القضايا على عمقها، لتلتقي حول أطروحة محوريّة تثير التقدّم والتخلّف والنّهوص والنّكوص، الغلبة والهزيمة، الحبّ والكراهيّة وموقع الإنسان كإنسان داخلها. هل هو محورها أم هو في قلب الرّحى منها؟
رواية آخر الموريسكيات قامت على رواية إطار، وأخرى مضمّنة، وكلاهما استدعى قصصاً وشخصيات وأزمنة ومواقف عجّت بها الصّفحات. فالبطلة “ريْحانة” سليلة عائلة من أصول موريسكيّة تعود بنا إلى جدّها الأوّل “جواد الغرناطي” والذي لم يذكر إلاّ هارباً من محاكم التفتيش والأمّ “فيحاء بنت المستنصر بالله الدمشقي” التي تظهر على أهبة الهرب وهي تستأمن بنتيها “روديسة” وشوريّة” لدى معاريف جارتها.
هاتان البنتان يُتّمتا بالحياة من الوالدين ومن الوطن، إذ ستهجّران لاحقاً إلى عدوة المغرب، حيث تزوّجت روديسة البنت الكبرى فارساً نوميديّاً أمازيغيّاً سليل أسرة “سالم التومي” التي حكمت الجزائر في القرن الخامس عشر للميلاد. بينما أقامت شوريّة بقرية “منزل عبد الرحمان” قريباً من مدينة بنزرت في الشمال التونسيّة/ بعد أن اغتيل زوجها الأوّل التركي ““خيران رستم”، وكان قد خرج في مهمّة عسكريّة تستهدف إخماد ثورات قبليّة/ لتتزوّج بعده فلاّحاً موريسكيّاً هو “هاشم السرّاج”. وعاشت في المزرعة التي أصبحت كلّ جنّتها وهناك أنجبت ريحانة.
تقول ريحانة عن بيتهم إنّه من طراز عربي قديم، تطلّ الغرف فيه على وسط الدّار التي تتوسّطها شجرة الليمون، وقد عانقتها شجيرات الياسمين.
التاريخ: الثلاثاء1-10-2019
رقم العدد : 967