الثورة – ثورة زينية:
أدت العقوبات الأميركية المكثفة على مدار سنوات إلى آثار عميقة على سوريا على الصعد السياسية والاقتصادية ونتائج كارثية على الوضع الإنساني، سيناريوهات متباينة بخصوص مستقبل سوريا بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات الأميركية عنها مساء أمس، فماذا ينتظر السوريون بعد رفع العقوبات، وكيف سينعكس ذلك على تعافي الاقتصاد السوري؟
“الثورة” التقت أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة “صن يات صن” الصينية الدكتور شاهر الشاهر خلال تواجده في دمشق للحديث عن أبرز منعكسات القرار.
حدث بارز
ولفت الدكتور الشاهر إلى أن القرار انتظره السوريون كثيراً، ولم يكن أحد يتوقع أن يتم بهذه السرعة، والأهم من قرار رفع العقوبات هو اللقاء التاريخي بين الرئيس أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحضور ولي العهد السعودي، ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الانترنت.
وبين أن هذا اللقاء يشكل حدثاً بارزاً في تاريخ العلاقات السورية – الأميركية، ويعكس نجاح السياسة الخارجية السورية في التوجه غرباً، سعياً منها لرفع العقوبات المفروضة عليها من دون أن تهمل الشرق، فرأينا اللقاءات التي جمعت الوفود الصينية التي زارت دمشق والتقت بالرئيس أحمد الشرع.
كما يعكس الثقة بالإدارة السورية الجديدة والرغبة العربية والدولية بإعطائها الفرصة لإثبات حسن نواياها والسير بسوريا نحو مستقبل عنوانه “الرفاه والازدهار بعيداً عن النزاعات والحروب”، إضافة لتشجيع الدول الأوربية على القيام برفع العقوبات التي فرضتها على دمشق.
استقطاب الاستثمارات الأجنبية
وأوضح أن قرار رفع العقوبات يشكل فرصة لسوريا لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية وتحريك عجلة الإنتاج فيها، كما أنه سيخفف من معاناة المواطن السوري ويسمح للحكومة بتأمين الاحتياجات اليومية للسكان، وخاصة في مجال الكهرباء والمحروقات، والمستلزمات الطبية وسوى ذلك.
واعتبر الدكتور الشاهر أن الأثر النفسي لرفع العقوبات عامل هام جداً، وهو ما تمثل بتحسن سعر الليرة السورية وبشكل كبير أمام الدولار، نتيجة انخفاض الإقبال على القطع الأجنبي باعتباره لم يعد ملاذاً آمناً كما كان من قبل، مشدداً على أن التحديات كبيرة أمام الحكومة، وأهمها ضرورة العمل على خلق بيئة آمنة في سوريا، فرأس المال جبان ولا يحب المخاطرة، كما أنه يجب العمل على توفير بيئة تشريعية جديدة تشجع المستثمرين وتضمن لهم حقوقهم، وهنا لابد من الإشارة إلى أهمية تحديث البنية المصرفية في سوريا، فالشفافية وسهولة التعامل مع البنوك أمر لابد منه قبل التفكير بتدفق الاستثمارات إلى سوريا.
وأضاف: إن أهمية سوريا الاستراتيجية وما تمتلكه من ثروات طبيعية سيجعلها قادرة على ترميم جراحها واستعادة مكانتها العربية والإقليمية والدولية، داعياً السوريين جميعاً للتفاؤل وطي صفحة الماضي والتطلع إلى المستقبل، والتعالي على الجراح ونسيانها، لأنه الطريق لبناء سوريا التي ننشدها جميعاً.