الثورة:
حذّر وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف من أن تنظيم الدولة “داعش” لا يزال قادراً على التحرك في البادية السورية، حيث يسعى إلى استعادة قدراته العملياتية عبر استغلال التوترات الطائفية والانقسامات الانفصالية، مؤكداً أن هذه الأنشطة تهدد بشكل مباشر مساعي الحكومة السورية لترسيخ الأمن والاستقرار بعد سنوات الحرب.
وقال فورونكوف في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي إن الظروف الإنسانية الكارثية التي تعيشها عشرات آلاف النساء والأطفال في مخيمات شمال شرقي سوريا تسهم في رفع مخاطر التطرف، مشيراً إلى أن غياب حلول حقيقية لهذه الأزمة يجعلها ورقة ضغط بيد التنظيم، ودعا المجتمع الدولي إلى تبني مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب تقوم على احترام القانون الدولي وضمان حقوق الإنسان.
في السياق ذاته، شددت ناتاليا جيرمان المديرة التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة على أن انعدام الأمن داخل المخيمات شمال شرقي سوريا يجعلها بيئة مثالية لانتشار الفكر المتشدد، مطالبةً بدعم عاجل للدول الأعضاء لتمكينها من مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية المتفاقمة.
وخلال الأشهر الأخيرة، كثّف تنظيم داعش نشاطه عبر تنفيذ هجمات متفرقة في مناطق عدة، غير أن قوى الأمن الداخلي السورية تمكنت من إحباط عدد منها واعتقال خلايا مرتبطة بالتنظيم، ورغم ذلك، يرى مراقبون أن استمرار الانقسامات بين القوى المحلية، إضافة إلى هشاشة الوضع الأمني، يمنح التنظيم مساحات للحركة ويساعده على الحفاظ على بؤر نفوذ قادرة على تهديد الاستقرار.