الثورة – ثورة زينية:
عند التجول في أحياء العاصمة، يلمس المواطن مباشرة الفرق الواضح في مستوى النظافة بين الأحياء الشعبية والمناطق المنظمة، ففي حين تحافظ بعض الأحياء المخططة تنظيمياً على مستوى مقبول من النظافة وجمع النفايات، تعاني الأحياء الشعبية من تراكم القمامة وانتشار الروائح والبعوض، ما يعكس خللاً واضحاً في توزيع الخدمات البلدية.
في أحياء مثل دمر، والتضامن، والمزة 86، وركن الدين الشعبي، ودف الشوك، تتكدس النفايات عند زوايا الطرقات، ويضطر السكان إلى التعايش مع واقع النظافة المتردي، وسط غياب حاويات كافية أو مرور منتظم لسيارات القمامة.
خارج خارطة الخدمات
أبو أحمد، صاحب أحد محال بيع الأدوات الكهربائية في حي دف الشوك بين لصحيفة الثورة أن النظافة أصبحت مسؤولية الناس فقط، وسيارات البلدية لا تمر إلا كل عدة أيام، والحاويات شبه مفقودة أو مكسورة، مضيفاً: نعيش وسط النفايات وكأن الأمر طبيعي.
في المقابل، تبدو الصورة مختلفة تماماً في أحياء مثل أبو رمانة، والمالكي ومشروع دمر والمزة فيلات وتنظيم كفرسوسة، إذ يُلاحظ انتظام في جمع النفايات، وصيانة دورية للحاويات بل وحتى حملات تنظيف وتجميل تنفذها البلديات بشكل متكرر.
مسؤول في مديرية النظافة بمحافظة دمشق، فضل عدم ذكر اسمه، قال: نحن نعمل ضمن الإمكانيات المتاحة، لكن الضغط الكبير في بعض الأحياء الشعبية، وكثافة السكان، وسوء الالتزام برمي النفايات في الأوقات والمواقع المحددة، كلها أسباب تساهم في التدهور الحاصل.
ويشتكي سكان المناطق الشعبية من التهميش وضعف الاستجابة لشكاويهم، مؤكدين أنهم يشعرون أنهم خارج خارطة الخدمات، في وقت يتم فيه التركيز على المناطق المركزية أو التي تحظى بظهور إعلامي أكبر.
إجراءات مطلوبة
تُظهر هذه الفجوة بين الأحياء الشعبية والمنظمة حاجةً ماسة لإعادة توزيع الجهود والموارد بشكل عادل، فالنظافة ليست رفاهية، بل حق أساسي يتعلق بالصحة العامة والكرامة الإنسانية، وتبقى الحلول مرتبطة بالإدارة الفعالة وتوعية السكان، وزيادة المخصصات المادية والبشرية لأعمال النظافة في الأحياء الشعبية المهمّشة.