أمريكا وسياسة ” الضغط الأقصى” على إيران  

الثورة- نور جوخدار:

مع تمسك الإدارة الأميركية بسياسة “الضغط الأقصى” على إيران، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال خطابه في قمة الاستثمار الخليجية بالرياض، التأكيد على أن الولايات المتحدة “لن تسمح لإيران أبداً بامتلاك سلاح نووي”، واصفاً طهران بأنها “القوة الأكثر تدميراً في الشرق الأوسط” وفق ما نقلته قناة CNN الأميركية وموقع البيت الأبيض الرسمي. 

ويأتي هذا الموقف في وقت يشهد فيه النفوذ الإيراني تراجعاً ملحوظاً في المنطقة، تحت وطأة ضغوط اقتصادية وسياسية متزايدة، حيث أعلن ترامب أن بلاده ستواصل التصعيد في حال رفضت طهران المبادرات الدبلوماسية قائلاً: “إذا رفضت القيادة الإيرانية غصن الزيتون هذا، فلن يكون أمامنا خيار سوى ممارسة أقصى درجات الضغط وخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر”. 

مخاطر إقليمية وعالمية 

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالًا للكاتب ديفيد جوثارد بعنوان “ترامب يواجه لحظة الحقيقة بشأن إيران”، دعا فيه إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالقوة إذا فشلت الدبلوماسية، معتبرًا أن أي اتفاق لا يقضي بشكل كامل على القدرات النووية الإيرانية يمثل تهديدًا مباشرًا لحلفاء واشنطن، خاصة إسرائيل والسعودية. 

وحذّر الكاتب من المخاطر الإقليمية والعالمية المترتبة على تفكيك البرنامج النووي الإيراني “بالقوة”، مثل احتمال رد إيران على الضربات باستهداف السعودية أو القواعد الجوية الأمريكية، إضافة إلى خسائر اقتصادية محتملة جراء ضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية. 

كما أشار جوثارد إلى تردد إسرائيلي في استهداف المنشآت النووية الإيرانية دون موافقة واشنطن، وإلى حاجة تل أبيب لأحدث القنابل الأميركية القادرة على اختراق التحصينات، داعيًا في الوقت نفسه إلى ضربة أميركية-إسرائيلية مشتركة لإنهاء التهديد النووي الإيراني. 

ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد أن التراجع عن المواجهة مع إيران سيضر بمصداقية ترامب ويمثل خطأً استراتيجياً كبيراً، شبيهاً بما حدث في انسحاب بايدن من أفغانستان. 

خطوط التفاوض المفتوحة 

في المقابل، تستعد إيران للقاء ممثلين عن بريطانيا، فرنسا، وألمانيا في إسطنبول يوم الجمعة القادم، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، تمهيدًا لجولة خامسة مرتقبة مع الولايات المتحدة في عمان. 

وكانت المحادثات الأوروبية قد توقفت مطلع أيار بسبب تباين مواقف العواصم الأوروبية حيال استراتيجية التعامل مع طهران، إلا أن هذه الجولة الجديدة تأتي في وقت حساس لإعادة رسم معايير اتفاق جديد، خاصة مع اقتراب مواعيد محورية في المنطقة وفق وكالة فرانس برس. 

من جهتها، تسعى إيران للإبقاء على خطوط التفاوض مفتوحة مع “الترويكا الأوروبية”، في محاولة لقياس مدى استعداد الأوروبيين للفصل بين مواقفهم وموقف واشنطن المتشدد، وذكرت صحيفة “طهران تايمز” أن مسؤولين إيرانيين أبلغوا نظراءهم الأوروبيين نيتهم “مراجعة التعهدات النووية” تدريجيًا إذا استمر التصعيد من الجانبين الأميركي والأوروبي. 

ويتوقع محللون أن تشكل نتائج المحادثات المقبلة محطة حاسمة، ليس فقط لمصير الاتفاق النووي، بل لمعادلات التوازن في الشرق الأوسط، في ظل تنافس إقليمي محتدم بين إيران، السعودية، وتركيا. 

يشار إلى أن الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” (JCPOA)، كان قد حد من أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية، لكن انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق عام 2018 أعاد إشعال الأزمة، مع فرض واشنطن لعقوبات مشددة أدت إلى تدهور الاقتصاد الإيراني.

 

.

آخر الأخبار
عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات  الدولار.. انخفاض طفيف وأونصة الذهب تسجل 42.5 مليون ليرة "مياه اللاذقية": ٢٠٠٠ ضبط مخالفة مائية وإنجاز خمسة مشاريع رئيسة سلام: تعاون مباشر مع سوريا لضبط الحدود ومكافحة التهريب مع عودة "سويفت" لسوريا.. هل يتم الوصول للخدمات المالية الدولية بسهولة وشفافية؟ ما وراء إيقاف استيراد السيارات المستعملة؟ قرار ترامب.. باب في سور العقوبات حول دمشق أم هدم له؟ تشغيل وإحداث 43 مخبزاً في حلب منذ التحرير منتدى تقني سوري ـ أردني في دمشق الشهر الجاري   توعية وترفيه للحد من عمل الأطفال بريف القنيطرة إزالة بسطات وأكشاك في جبلة بين أخذ ورد خطوة للأمام أم تراجع في الخدمات؟  السورية للمحروقات تلغي نظام "الدور الإلكتروني" للغاز   معامل الكونسروة بدرعا تشكو ارتفاع تكاليف الإنتاج..  المزارعون: نحن الحلقة الأضعف ونبيع بخسارة   مخاوف مشروعة من انعكاس زيادة الرواتب على الأسعار سوريا تطوي صفحة العزلة والعقوبات وتنطلق نحو بناء الثقة إقليمياً ودولياً