عصب الحياة في خطر ….  شبح العطش يهدد دمشق وريفها.. والمؤسسة تحذر..درويش لـ”الثورة”: 550 ألف م3 حاجة العاصمة والمتاح الآن 400 معرضة للتناقص   آبار خارج الخدمة واستنزاف جائر من الخاص  

الثورة – ثورة زينية: 

يبدو أن سكان العاصمة دمشق والريف المحيط على موعد هذا الصيف مع أزمة غير مسبوقة في المياه بعد تراجع الهطولات المطرية إلى أقل من 30 بالمائة من المعدل السنوي، في أدنى مستوى تشهده دمشق منذ عام 1958.

وتراجع مؤخراً منسوب نبع الفيجة، المغذي الرئيسي للعاصمة وضواحيها بشكل غير مسبوق وسط تقديرات بمزيد من الانخفاض في الصيف المقبل، هذا التراجع زاد من التقنين لتصبح عملية ضخ المياه في العاصمة لا تتجاوز أربع ساعات في اليوم في بعض المناطق، في حين تلجأ مناطق أخرى إلى تعبئة المياه من الصهاريج، مما خلق كلفاً وأعباء إضافية على سكان تلك المناطق.

استنزاف يفوق القدرة الطبيعية

الخبير الزراعي مهران البابا بين لـ”الثورة” أن أزمة حادة في مياه الشرب تلوح في أفق دمشق ومحيطها، نتيجة تغيرات مناخية قاسية تسببت في تراجع معدلات الهطول المطري إلى أقل من النصف، موضحاً أن الوضع المائي في دمشق وريفها حرج للغاية وأن الهدر في استهلاك المياه بات مسألة وجود.

وأضاف: إن حوض دمشق المائي يعاني منذ سنوات من استنزاف يفوق القدرة الطبيعية على التجدد، بسبب اعتماد الزراعة على أساليب ري قديمة تستهلك كميات كبيرة من المياه، ما أدى إلى تراجع كبير في مستوى المياه الجوفية، حيث تضاعف عمق بعض الآبار من 60 إلى أكثر من 300 متر.

إنذار مبكر

وكانت المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها أعلنت رفع حالة الطوارئ بسبب شح الموارد المائية لهذا العام، نتيجة قلة الهطولات المطرية وتراجعها إلى أقل من نصف معدلاتها السنوية.

جاء لجوء المؤسسة إلى إعلان حالة الطوارئ بمثابة إنذار مبكر لمدينة دمشق وضواحيها، إذ سيشهد فصل الصيف المقبل ضعفاً في إمدادات كمية المياه الواردة للسكان، في ظل استنزاف الآبار الاحتياطية، التي يعتمد عليها الآن بشكل رئيسي لتغذية المدينة مع الإشارة إلى أن هناك 1700 بئر تغذي دمشق وريفها، لكن قسماً كبيراً منها يواجه الاستنزاف ومشكلة تعطل مضخات المياه والعجز عن إصلاحها وإمدادها بالكهرباء.

وحمل إعلان مؤسسة مياه الشرب نوعاً من التشدد والتوعد بفرض غرامات مالية مضاعفة في حق المخالفين وفقاً لنظام الاستثمار الموحد لمؤسسات مياه الشرب، الذي يمنع استخدام مياه الشرب لغير أغراض الشرب، كرش الشوارع والأرصفة وغسل السيارات، واستخدام مياه الشرب للمسابح الخاصة، وسقاية المزروعات، ووضعت المؤسسة خطة طوارئ شملت إعادة توزيع أدوار التزويد بالمياه مع تطبيق التقنين، ووضعت خطة توعية لترشيد استهلاك المياه وتفعيل عمل الضابطة المائية وإزالة التعديات على شبكات المياه.

350 مصدراً مائياً خارج الخدمة

مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها أحمد درويش كشف أن سبب أزمة المياه الحالية هو انخفاض كميات الهطل المطري لهذا العام والتي بلغت 34 في المائة فقط من معدل الهطل على حوض الفيجة بريف دمشق الغربي، ويعد المصدر الرئيسي لمياه الشرب في مدينة دمشق إضافة لنبع بردى وآبار حاروش ووادي مروان وجديدة يابوس قرب الحدود مع لبنان ، كما انخفضت بنسبة 25 في المائة على حوض محيط المدينة، إضافة إلى خروج عدد كبير من مصادر المياه والآبار عن الخدمة على مدار الـ14عاماً الماضية، ويصل عددها إلى حوالى 500 مصدر مائي استطاعت المؤسسة بكوادرها وإمكانياتها المتواضعة أن تعيد حوالى 150 مصدراً منها للخدمة، منوهاً بالجهود التي تبذلها المؤسسة بالتعاون مع الجهات الداعمة لوضع مصادر جديدة في الخدمة تساهم في زيادة التغذية وإعادة تأهيل أكبر عدد ممكن من الآبار والمصادر المائية من أجل تعويض النقص.

وأشار إلى أن ما تحتاجه يومياً دمشق وريفها المحيط المستفيد من شبكتها، هو 550 ألف متر مكعب من مياه الشرب، في حين تتلقى الشبكة فقط 400 ألف متر مكعب، متوقعاً انخفاض هذه الكمية في شهور الصيف.

غياب عدالة التقنين

وفي ظل الشكاوى من غياب العدالة في ضخ كميات المياه لمناطق دمشق، بين درويش أن توزيع المياه يرتبط بجغرافية المناطق، ببعدها أو قربها من المصادر المائية، مؤكداً أن المؤسسة وضعت برنامجاً جديداً لتزويد المياه للمدينة وريفها المحيط يضمن وصول المياه حسب درويش إلى المستفيدين وفق جداول تظهر أيام وفترات وعدد ساعات التزويد لغالبية مناطق دمشق وريفها موزع على ثلاث شرائح، تتضمن الشريحة الأولى تزويد المياه يوم بيوم والشريحة الثانية كل خمسة أيام والثالثة كل ستة أيام.

ولفت مدير عام المؤسسة إلى أنه وعلى الرغم من أن العمل بتطبيق البرنامج بدأ من 14 أيار الجاري وينتهي في 31 منه، يلاحظ أن قوة ضغط ضخ المياه عبر أنابيب الشبكة للوصول إلى خزانات منازل المواطنين تحسنت بفضل وجود ضواغط وتخزين كميات كبيرة من المياه، إذ باتت المياه في فترة التزويد تصل إلى الطوابق السفلية- وإن كانت قوة ضخها ضعيفة، بينما تحتاج إلى تشغيل محركات ضخ كهربائية لتصل إلى الطوابق العليا.

ودعا درويش وسائل الإعلام بمختلف أنواعها للمساهمة في الحملة التي أطلقتها المؤسسة منتصف نيسان الماضي بعنوان “بالمشاركة نضمن استمرار المياه”، بهدف رفع الوعي بأهمية ترشيد الاستهلاك.

تطمينات خجولة يشوبها الحذر بواقع مائي صعب يحتمل أن تكون له تداعيات جمة على مختلف مناحي الحياة- إن لم تتخذ إجراءات مشددة وصارمة للحد من الهدر وضبط التعديات على الشبكة، ومنع أي حفر للآبار في الحوض المائي لدمشق.

تصوير- فرحان الفاضل

آخر الأخبار
كهرباء ريف دمشق: صيانات وتركيب تجهيزات جديدة وحملات لإزالة التعديات    القبض على شبكة مخدرات وعصابة سرقة أموال وسيارات      استبدال خط "سادكوب" لتحسين ضخ المياه وتقليل الفاقد بحماة   "مكتب الاستدامة" تجربة رائدة في بناء قدرات الطلاب ودعم البحث العلمي  تكريم كوادر مستشفى الجولان   عودة ألف تاجر حلبي منذ التحرير ... "تجارة حلب": رفع العقوبات يعيد سوريا إلى الاقتصاد العالمي فعاليات من حلب لـ"الثورة": رفع العقوبات تحول جذري في الاقتصاد مجموعة ضخ أفقية لمشروع بيت الوادي في الدريكيش  رسالة للصين.. تايوان تختبر نظام  HIMARS الصاروخي الأمريكي لأول مرة   DW:  سوريا مستعدة لازدهار الاستثمار مع رفع العقوبات الأمريكية خبير مصرفي لـ"الثورة": تعافٍ اقتصادي شامل يوم السوريين الجميل...ترامب: ملتزمون بالوقوف إلى جانب سوريا.. الشرع: سنمضي بثقة نحو المستقبل  عصب الحياة في خطر ....  شبح العطش يهدد دمشق وريفها.. والمؤسسة تحذر..درويش لـ"الثورة": 550 ألف م3 حا... أساتذة وطلاب جامعات لـ"الثورة": رفع العقوبات انتصار لإرادة سوريا رحبت برفع العقوبات عن سوريا... القمة الخليجية الأمريكية: صفحة جديدة نحو النمو والازدهار الدكتور الشاهر لـ"الثورة": رفع العقوبات عن سوريا يعكس الثقة بالإدارة الجديدة رفع العقوبات.. الطريق إلى التعافي شركات خاصة لتوزيع الكهرباء..وزير الطاقة : الأمور نحو الأفضل و٦ ملايين م٣ غاز تركي يومياً   بعد رفع العقوبات.. خبراء ورجال أعمال لـ"الثورة": القادم أجمل  لبناء سوريا.. الوقوف صفاً واحداً ويداً... فلا خاسر مع القراءة ....  2694 طالباً وطالبة في تصفيات مبادرة تحدي القراءة العربي