سنقهر الغطرسة

 الأداءُ الحالي السياسي، وغير السياسي في جميع عواصم منظومة العدوان التي تَقودها الولايات المتحدة، تَجمعه حالة واحدة، ويَكاد يَتطابق بالمُحددات اللاقيمية وغير الأخلاقية التي تُحركه، ليَتأكدَ أنه فريق واحد تَتَعدد الجبهات التي تَعمل عليها مُكوناته، فتَجتمع هنا بنسبة 80% وهناك بنسبة أقل أو أكثر، لكنّ التطابق في النتائج يَتماثل بنسبة 100%!.
لنكون مُباشرين وأكثر واقعية دعونا نُقدم الإجابات عن: ما الذي نريد قوله؟ عن أيّ جزئية نتحدث؟ ما الحالة المُستهدفة بمحاولة التوصيف؟ وهل من بين غاياتنا ممارسة الحرب النفسية ضد الخصوم ومعسكر الأعداء؟ أم من بينها محاولة رفع معنويات الحلفاء في جبهة الحق الذين يَتخندقون معنا في المواجهة؟.
لا نريد أن نَدعي التمكن من هزيمة معسكر العدوان وتحطيم مشاريعه، لكننا لن نُقلل من أهمية ما حَققناه – وهو عظيم – في المواجهة التي كان يُراد لمُخططها شَطبنا نهائياً، وليس فقط تغيير قواعد الاشتباك، وبالتأكيد لم يكن الهدف فقط إخضاعنا وممارسة النهب والمصادرة ضدنا!.
نَتحلى بهذا المقدار من الواقعية، ونُدرك أن المواجهة لم تنتهِ، بل نَعرف أن من بين الاحتمالات التي ستُواجهنا أن يَستشرس أعداؤنا على نحو آخر ما لم تَمتلك قيادة منظومة العدوان قُدرة امتصاص النتيجة، أو التَّصالح معها، والتراجع خطوة إلى الوراء.
المُعطيات تُفيد بأن منظومة العدوان بالقيادة الصهيوأميركية غير مُؤهلة، وليست بوارد أن تُظهر امتلاك تلك القدرة، إذ ما من مُؤشرات ذات دلالة تبدو حالياً أو قد تبدو لاحقاً، وكذا فمن بين تلك الاحتمالات أيضاً أن يُعد عدونا منصات جديدة للاستهداف الذي يُمثل الإرهاب الاقتصادي أحد أوجهه كمُمارسة قائمة تَشتد ضدنا حالياً. نعم هو أحد خياراته التي تُعبر عن الإفلاس لكن التي لا تَقل قذارة عن الخيارات السابقة، وقد لا تكون آخرها.
وإذاً فإن منظومة العدوان تَنأى عن أي مقدار من الواقعية، تَرفض الخضوع لها كما رفضت الخضوع للقوانين، وتَنسفها كما فعلت بنسف المبادئ غير مُكتفية بالتطاول على المَواثيق والقوانين والاتفاقيات الدولية؟.
الثابتُ الآن أن منظومة العدوان بهذه الأثناء تُحاول بالإنكار تَجميل هزيمتها في سورية، في العراق واليمن ولبنان، وعلى امتداد جبهات المواجهة خارج حدود المنطقة.. أفغانستان فنزويلا أوكرانيا وصولاً إلى الصين وكوريا، انتظاراً، التفافاً، وإعداداً لمُخطط جديد بمنصات مُبتكرة تعود معها إلى مُربعات الاستهداف الأولى!.
والحال كذلك فإن الولايات المتحدة، معها كامل مُعسكر الأدوات، وتَحديداً مُكونات الكتلة الصلبة بالمنظومة إياها، لم تَترك للطرف الآخر من خيارات سوى أن يُخاطبها باللغة التي لا تَفهم غيرها، لطالما أنها تُصر على الإنكار، وتَستعد لجولة أخرى تُديرها بالعناوين ذاتها أو بعناوين أكثر تَفوقاً بالزيف، بالتزوير، وبادعاءات كاذبة تَعكس مُستويات أعظم من الغطرسة التي لن يَنفع معها إلا أن تُقهر.. سنَقهرها.

علي نصر الله
التاريخ: الخميس 3-10-2019
الرقم: 17089

آخر الأخبار
صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة