من نبض الحدث… انسحاب ثم إعادة انتشار.. المراوغة الأميركية الدائمة!

 

 

لا تستطيع أميركا أن تعيش بلا مراوغة، بلا تضليل، وبلا عدوان على الشعوب والدول، لأن شركاتها الاحتكارية لا تحقق الأرباح إلا على حساب دماء الشعوب ودمارها، واليوم يستمر مسلسل التضليل الذي تمارسه واشنطن نحو سورية منذ بداية الأزمة وحتى يومنا بصور شتى.
فهي توعز للنظام التركي بشن عدوان على عدة مواقع في الجزيرة السورية، وتعتمده وكيلاً لتحقيق أجنداتها الاستعمارية، وتبدأ ماكينتها الإعلامية الدعائية بالاستثمار بالعدوان بأي طريقة.
يظهر ترامب أولاً ليدلي بتصريحات غريبة عجيبة عن وجود قواته في سورية، فهذا الوجود برأيه قد يكون سخيفاً لأنه برأيه لم يحقق النهب الذي كان في مخيلته، دون أن يسأل نفسه عن آلاف الضحايا السوريين الذين فقدوا حياتهم بسبب هذا الوجود (السخيف) المزعوم، وبقصف إجرامي لطائراته عن طريق الخطأ المزعوم وبذريعة مكافحة الإرهاب.
ثم تتوالى التصريحات المتناقضة الصادرة عن أركان إدارته وإعلامه واستخبارته، لتتوالى معها عملية توزيع الأدوار المكشوفة بينهم، فأحدهم يفصح عن مدى دجله ولفه ودورانه فيؤكد أن الذي حصل أن واشنطن قررت الانسحاب من سورية، ولا يمضي نصف ساعة حتى يظهر آخر ليقرر بأن العملية ليست إلا إعادة انتشار لقوات بلاده الغازية.
فهذه التصريحات المتضاربة تثير الكثير من التساؤلات حول السياسات الأميركية المراوغة والوجود العسكري على الأراضي السورية وحقيقة النيات الأميركية المبيتة، لأن العالم كله يدرك كم هي حجم الأضاليل الأميركية طوال السنوات الماضية في كل القضايا المتصلة بالأزمة بدءاً من الكيماوي المزعوم وليس انتهاءً بالملف الإنساني واللاجئين والإرهاب، ولأن البنتاغون أكد فور الإعلان عن سحب قواته أنه سيواصل العمل مع من أسماهم الشركاء في إشارة واضحة لمتابعة المهمة من قبل الإرهابيين.
وهي ليست المرة الأولى التي تعلن فيها إدارة ترامب أنها ستسحب جنودها المحتلين من سورية ثم تتراجع وتلعب على حبال الكلمات والمصطلحات، فمنذ غزوها للأراضي السورية وهي تمتهن هذه السياسة التضليلية، وتروج مرة أنها بدأت بسحب قواتها المحتلة ومرة بأنها تعيد انتشارها، ومرة تريد تقليص عددها، ومرة زيادتها من أجل الحفاظ على الأمن المزعوم والحفاظ على الحريات المزعومة ودعم الشعب السوري ومكافحة الإرهاب المزعوم.

 

كتب أحمد حمادة

التاريخ: الخميس 10- 10-2019
رقم العدد : 17095

 

آخر الأخبار
الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة