كل أمة تسمو بمفكريها ومثقفيها الذين ينهضون بها بفكرهم النير ورؤيتهم البعيدة، ونحن اليوم أمام ندوة أقامتها جمعية البحوث والدراسات في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب، بمشاركة نخبة من الباحثين من أعضاء الاتحاد بدمشق بعنوان «قضايا ثقافية مختلفة وعلاقتها بالواقع» سنقتطف بعض ما ورد فيها: «الأمن الثقافي وثقافة الصورة» هي عنوان المداخلة التي افتتح بها عدنان بيلونة الندوة ثم أعقبه معن النقري بمداخلة بعنوان «قضايا ثقافية» فتناول العديد من القضايا الثقافية منها صدام الحضارات التي أعادت صنع النظام العالمي..
وتحدث الباحث حسين عجمي بمداخلة بعنوان «المتطلبات الثقافية الضرورية لبناء المواطن السوري» قائلا: تعتبر الثقافة هي الموضوع الأهم في موضوع التنمية البشرية الأساسية للوجود البشري، ومن الحقول الأساسية التي يمكن أن تتدخل فيها الثقافة الحقل الاقتصادي الذي يرتبط بتأثيره المباشر في نظام المجتمع والأفراد وعليه أن يحملَّ في بنائه قيما ومعايير ثقافية مرتبطة بالعمل ونظام العمل ومرتبطة بالازدهار والادخار..
أما الحقل السياسي فيعتبر الناظم والموجه للقوة الاجتماعية بكافة أطيافها عندما يتجه نحو بث قيم الديمقراطية ونظام المشاركة الاجتماعية المتساوية وقيم المواطنة الحقيقية ونشر الثقة وتحقيقها بين القيادة والشعب وهذه القيم لا يستطيع تحقيقها إلا ديمقراطيون حقيقيون..
وتناول الباحث غسان كلاس في مداخلته «ثقافة المشروع القومي الغربي» بعض العناوين: مؤسساتنا الثقافية إلى أين وهو بحث طويل، حيث لا يختلف اثنان أن الثقافة ظاهرة إنسانية أي أنها فاصل نوعي بين الإنسان وباقي الكائنات، وتحدد ذات الإنسان وعلاقاته مع نظرائه ومع الطبيعة وما وراء الطبيعة وأيضا من خلال تفاعله..
إذا أردنا أن نعطي أمثلة صغيرة متعلقة بالأمور الوقائية هناك الخطة التي أتت على هذا الموضوع حماية حقوق المبدعين والمؤلفين, صون اللغة وصون المؤسسات الثقافية ودفع التبعية الثقافية..
أما الباحث الأرقم الزعبي فتناول بمشاركته «نحو خطة ثقافية ووطنية «قال فيها: من السهل أن تقوم بتخطيط ملعب أو منزل أو مدينة عندما يكون التعامل مع قضايا مادية، أما الحديث عن خطة ثقافية وطنية فأنت بحاجة لتغيير إرادات أو نبذ أرادات ثقافية، لثقافة وطنية جامعة فنحن أمام متغيرات داخلية وخارجية لا بل أنت أمام متغيرات تتغير أثناء تنفيذ الخطة..
عند الحديث عن خطة ثقافية أريد التحدث عن مفردات الخطة الثقافية أولها أن تكون لدينا هوية وطنية شاملة وجامعة..
وتناول الباحث في مداخلته الدكتور الباحث سليم بركات «ثقافة المشروع القومي العربي» إلى أن الدراسات التاريخية والتاريخ القديم هو تاريخ حديث كما تشير الدراسات إلى القوميات قد تبلور وجودها في أوروبا قد تأثر بها العرب في أخر القرن التاسع عشر..
وكان استيقاظ الأفكار العربية القومية بمواجهة مع الأفكار السلفية الاتجاهات التقليدية، وقد تبلور المشروع القومي العربي على أنه مذهب سياسي قوامه انتصار المصالح القومية وحق العرب في وحدتهم المنشودة وهذا ما بدا واضحا في منازع الأفراد ومناهج الأحزاب..
وكان من بين المشاركين الدكتور علي دياب ببحث بعنوان «الحرب على سورية من منظور تاريخي» وفي ختام الندوة جرى نقاش مطول بين الباحثين بحضور الباحث علي الشعيبي الذي أغنى الحوار.
سلوى الديب
التاريخ: الجمعة 18-10-2019
الرقم: 17101