تركيـــا وعـــدوان الفوسفـــور الأبيـــض

يقول بيثان ماكرنان أن الأمم المتحدة بدأت في فتح تحقيق دولي في قضية الانتهاكات التركية لحقوق الإنسان، ومن بينها استخدامها للفوسفور الأبيض في عدوانها على شمال شرقي سورية وهجومها على المدنيين، وأن هناك شهوداً عيان وأطباء أكدوا ووثقوا هذه الانتهاكات واستعمال تركيا لمادة الفوسفور الأبيض في عدوانها على شمال شرق سورية، ومن بين هذه الادلة إصابة ستة أشخاص مدنيين بحروق بالغة تدل على استعمال مادة الفوسفور الأبيض المحرم دولياً.
وقد أعلن مفتشو الأسلحة الكيميائية التابعون للأمم المتحدة أنهم بدوأ بجمع المعلومات بعد توثيقهم لانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان مورست أثناء العدوان التركي على شرقي سورية، و بأن القوات التركية استخدمت مادة الفوسفور الأبيض في عدوانها وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) إنها (كانت على علم بالوضع اللإنساني للسكان الذين فروا وتركوا كل ما لديهم خوفاً من الطائرات التركية التي بدأت بالقصف العشوائي على المدنيين.
وإن أكثر من ستة مصابين مدنيين بحروق (أسلحة كيميائية) كانوا في مستشفى في الحسكة وإنهم يعملون على تقييم ما تم استخدامه.
وتحدث خبير بريطاني في الأسلحة الكيميائية عن طفل مصاب بحروق شديدة، وقال إنه يعتقد أنه من المحتمل أن يكون قد تعرض لحروق كيميائية.
وقال هاميش دي بريتون جوردون، القائد السابق للفوج الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي في المملكة المتحدة:( إن الأمر الأكثر احتمالاً هو استعمال تركيا للفسفور الأبيض في عدوانها، ويتم الاحتفاظ بالفوسفور الأبيض بشكل أو بآخر من قبل بعض الجيوش الأوروبية، وهو يستخدم بشكل غير قانوني في القتال خاصة ضد المدنيين، لأنه يسبب حروقاً خطيرة ومؤلمة للغاية عند ملامسة الجلد.
ففي 7 تشرين أول، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجأة أن الوقت قد حان لسحب القوات الأميركية من شمال شرق سورية، وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار بوساطة أميركية، استمرت تركية في عدوانها على المدنيين.
وفي بيان مشترك نادر، أدان رؤساء لجان الشؤون الخارجية في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي ومجلس النواب الأميركي العدوان التركي الذي يعد انتهاكاً للقانون الدولي، خاصة بعد إطلاق نيران المدفعية التركية الخارقة للهدنة المتفق عليها.
وبعد تصريح منظمة العفو الدولية إنها جمعت (أدلة دامغة)على الجرائم التي ارتكبتها القوات التركية والميليشيات المسلحة الإرهابية التي تدعمها أنقرة ضد المدنيين في شرق سورية، وقالت منظمة العفو إن تركيا أظهرت (تجاهلاً مخزياً للحياة المدنية وذلك من خلال عمليات القتل دون محاكمة والهجمات غير القانونية التي أسفرت عن مقتل وجرح مدنيين). ولم يظهر العدوان التركي أي علامات على التراجع بعد يوم واحد من إعلان وفد أميركي برئاسة نائب الرئيس، مايك بنس، عن موافقته على وقف إطلاق النار مع الرئيس التركي في أنقرة – وهو اتفاق مع الرئيس الأميركي الذي قلل من هذه الانتهاكات، قائلاً إنه تلقى تطمينات شخصية من أردوغان، وإن (الحل النهائي) للعدوان التركي هو التوصل إلى اتفاق سلام يجب أن يتحقق، مدافعاً عن أرودغان قائلاً: (إنه أخبره أن هناك قناصة بسيطة فقط وقذائف هاون تم القضاء عليها بسرعة) و(إنه يريد بشدة وقف إطلاق النار، حيث يتعرض ترامب لانتقادات كبيرة ومعارضة في الولايات المتحدة بعد دفاعه عن أرودغان وانهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليها في أنقرة يوم الخميس الفائت، وقد تعرض الرئيس الأميركي لانتقادات شديدة من قبل الديمقراطيين والجمهوريين بسبب دعمه لأردوغان، هذا و كان من المفترض أن يستمر وقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة لولا الخرق التركي لهذا الاتفاق ولكن الاتفاق الروسي التركي عاد وجدد مهلة 150 ساعة، لقد تم إدانة العدوان التركي على شمال شرقي سورية من أغلب دول العالم لقيامه بإثارة أزمة إنسانية وتشريد ما لا يقل عن 300000 شخص من منازلهم هروباً من القتال، كما سقط ما لا يقل عن 71 مدنياً ضحية لهذا العدوان.

 

الغارديان
ترجمة: غادة سلامة
التاريخ: الجمعة 25- 10-2019
رقم العدد : 17107

 

آخر الأخبار
الاحتلال يتمادى بعدوانه.. توغل واعتقال 7 أشخاص في جباتا الخشب بريف القنيطرة  تحضيرات في درعا لمشاريع تأهيل مرافق مياه الشرب والصحة والمدارس  حريق كبير يلتهم معملاً للكرتون في ريف حلب الغربي  حضور لمنتجات المرأة الريفية بالقنيطرة في "دمشق الدولي" واشنطن وبكين.. هل تتحول المنافسة الاقتصادية إلى حرب عسكرية المجاعة في غزة قنبلة موقوتة تهدد الأمن العربي "إسرائيل" تخسر معركة العلاقات الدولية وتفقد قوة لوبيها بالكونغرس ماكرون: ممارسات "إسرائيل" في غزة لن توقف الاعتراف بدولة فلسطين الذكاء الاصطناعي شريك المستقبل في تطويرالمناهج التعليمية إطلاق مشروع إعادة تأهيل محطة مياه "بسيدا" في معرة النعمان الانتخابات التشريعية.. محطة مهمة في بناء مؤسسات الدولة وتوسيع المشاركة الوطنية  أيقونة الصناعات الدوائية.. "تاميكو" تبرز في معرض "دمشق الدولي" محافظ إدلب يناقش مع جمعية عطاء مشاريع التنمية وترميم المدارس عروض مغرية لا تجد من يشتريها.. "شعبي أو خمس نجوم": أسعار الخضار والفواكه تحلق السويعية تنهض من جديد.."حملة العزاوي للعطاء" ترسم ملامح الأمل والبناء استراتيجيات لمواجهة الجفاف وحماية الإنتاج الزراعي والحيواني في طرطوس صيانة مستمرة لواقع الشبكات وآبار المياه في القنيطرة مرسوم ترخيص المؤسسات التعليمية الخاصة خطوة نوعية لتعزيز جودة التعليم المدينة الصناعية في الباب.. معجزة صناعية تنهض من تحت الركام ملفات التعثّر من عبء اقتصادي إلى فرصة لاستدامة النمو المالي