البغدادي كرافعة انتخابية!

 (أبو بكر البغدادي ميت، سنُواصل تَعقب باقي الإرهابيين من داعش، حَصلنا على وثائق حساسة بعد مَقتله، تَبادلنا المعلومات مع تركيا ونَسقنا العملية معاً، 8 طائرات نَفذت الإنزال على منزل البغدادي) .. إلى آخره مما جاء عليه دونالد ترامب في سياق تَوصيف العملية الهوليودية التي نُفذت بتوقيت حساس يَسبق الانتخابات الرئاسية القادمة، وفي خضم أزمة عَزل الرئيس الأميركي غير المَسبوقة!.

مَقتل ابن لادن كان رافعة انتخابية، مَقتل حمزة بن لادن كان رافعة أُخرى، واليوم مَقتل البغدادي رافعة انتخابية مُتخمة بتقنيات الكذب التي استُخدم فيها: (تحليل الحمض النووي، تقنية التعرف على الوجوه، الرصد والإحداثيات المَزعومة، تبادل المعلومات مع مجموعة الأدوات) .. إلى آخره ما اقتَضته حاجة ترامب لإنجاز عَزّ تَحقيقه!.
ربما يَحق لترامب أن يَدعي بأن الليلة الماضية كانت ليلة عظيمة، من بعد ادّعاءاته التي لم تتوقف عند مَقولة أن قواته كانت لأسابيع تُراقب، ولا عند ادّعاء تَلقيه تقارير مُؤكدة عن وجود البغدادي في منطقة العملية، ولكن هل يَتذكر ترامب تَصريحاته الناريّة أثناء حملته الانتخابية ولاسيما تلك التي أكد فيها أن داعش صناعة حصرية تُسجل لسَلفه بالبيت الأبيض؟!.
البَغدادي كما ابن لادن والجولاني، صناعة أميركية، هم تحت السيطرة، يَتحركون بجهاز التحكم الأميركي، وليس صحيحاً أن تَصفية أحدهم تَحتاج لعملية استخبارية فيها رصد ودقة معلومات وتعاون أفرقاء وحَشد خبرات، ذلك أن حركة هؤلاء، اتصالاتهم، تفاصيل يَومياتهم تُمسك بها دوائر البنتاغون وأجهزة الاستخبارات، وبالتالي فإن تَصفيتهم تَحتاج لقرار يُتخذ في لحظة سياسية مُحددة للاستثمار والبناء عليه!.
قولاً واحداً لا تَحتاج تصفية البغدادي إلا لقرار سياسي تُمليه حاجة انتخابية أو صراعات أميركية داخلية، فهو بالقبضة الأميركية منذ أُطلق لهدف تَصنيع داعش. قولاً واحداً إنّ كل ما أتى عليه ترامب بإطار تَعظيم قيمة العملية المُعقدة حسب زعمه، هو استخدامٌ مُتقدم لتقنية الكذب والتلفيق والفبركة لتَحصيل أفضل النتائج انتخابية كانت أم سياسية، ولمُحاولة تَلميع صورة أميركا الوسخة!.
البغدادي صار ورقة أميركية مُحترقة منذ هُزم مشروع الإرهاب التكفيري، وقريباً ربما تلعب إدارة ترامب ورقة الجولاني التي احترقت أو التي أمست مُمزقة، بهدف الاستخدام السياسي والانتخابي، هذا أمرٌ ثابت مَعلوم مَعروف ومَكشوف، لن نُعيره اهتماماً ليَبقى الاهتمام مُركزاً على إحباط البدائل الأميركية المُصنعة أو تلك التي يَجري تَصنيعها، هل أحداث العراق ولبنان بريئة؟ أم أنها مُبرمجة يُدفع بها لتَعويض هزيمة المُخطط الصهيوأميركي؟.
مَقتل البغدادي كرافعة سياسية، وكحاجة انتخابية لترامب، قد تَحرف أنظار الأميركيين وغير الأميركيين عن المسار، قد يُؤخذ بها البعض، غير أنها لن تُغير شيئاً بالوقائع التي نَفرضها ولا بالمسارات التي نَرسمها، بل سنُعظم أثرها الباقي تَحريراً للأرض، تَثبيتاً للسيادة، وتَرسيخاً لمُعادلات قوّة تَقهر مَنظومة العدوان، وتُؤسس لنظام عالمي جديد لا قُطبية أُحادية فيه لأميركا.
علي نصر الله
التاريخ: الأثنين 28- 10-2019
رقم العدد : 17108

 

آخر الأخبار
"لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق الخبير قوشجي لـ"الثورة": الأمن السيبراني أساس متين في التوجه نحو الاقتصاد الذكي "التربية" تتابع تصحيح أوراق الامتحانات في إدلب هل نستعد؟.. مهن ستنقرض في سوريا بسبب التكنولوجيا خطوة نحو إنجاز المشاريع.. نمذجة معلومات البناء وتطبيق التكنولوجيا الرقمية باراك: العالم كله يدعم سوريا رفع العقوبات وانعكاسه على مستقبل قطاع الطاقة في سوريا سحب مياه معدنية غير صالحة للاستهلاك من أسواق دير الزور الحرائق في سوريا ترسم صورة نادرة لتفاني رجال الإطفاء والدفاع المدني إعادة إعمار سوريا.. تحديات هائلة تعوق الانطلاق خبير عقاري لـ"الثورة" تكاليف فلكية إلى جانب غياب قنوا... يطيح بتعاميم النظام المخلوع.. محافظ حلب يصدر قراراً يُنصف المفصولين اجتماع أردني- سوري مرتقب في عمّان لتسوية الخلافات المائية The New Arab نصف مليون سوري يعودون منذ التحرير عودة طوعية للاجئين من الدول العربية وتركيا حضارة وادي الزيدي بدرعا.. هل يتم استثمارها سياحياً؟ الأمم المتحدة: رجال الدفاع المدني السوري يخاطرون بحياتهم لإخماد "حرائق اللاذقية"