مكونات.. ومقدرات الصناعة

 «النهوض بالصناعة الوطنية» لاشك عنوان عريض يمكن له أن يحقق الكثير والكثير من النتائج المهمة على الاقتصاد الوطني السوري؛ بل يجب أن يكون نتيجة وركيزة أساسية لبلوغ الأهداف المطلوبة لتحسين الواقع ومستوى المعيشة بشكل عام، وهذا ما قرأناه في أحد بنود الموازنة العامة القادمة.
لكن اليوم في حديثنا عن الصناعة لايمكن أن نقف عند المعامل والآلات وإعادة تشغيلها وإقلاعها، فمن المفترض أن تكون الكثير من تلك الفعاليات عادت ولو بشكل جزئي إلى عملية الإنتاج، لكن يمكن أن نقف مطولاً عند عملية الإنتاج وإدارتها وإلى أين يمكن أن تتجه في المستقبل لنطمئن على حال المنتج الوطني وقدرته على المناقسة؟ والمتابع يدرك تماماً ما دخل في الأعوام السابقة من مكونات جديدة على العملية التصنيعية والترويجية لأي منتج.
وهنا علينا أن نشير إلى أن المنتج الوطني هو نتاج لعدة مكونات بدءاً من توافر المواد الأولية وصولاً إلى العملية التصنيعية والمحطة الأخيرة القدرة على تسويق المنتج ووصوله بالشكل اللائق إلى المستهلك سواء داخل البلد أم خارجها، وأعتقد أن عملية التصنيع والتسويق بمجملها ربما لاتحتاج لأدوات باهظة الثمن بقدر ما تحتاج إلى الاجتهاد الحقيقي والاستفادة من المقدرات المتاحة ضمن عملية الإنتاج وليس خارجها.
وعند هذا الإطار يمكننا التطرق إلى كثير من الحالات الناجحة لأعمال صغيرة أنتجت سلعا وطنية وسوقت بشكل ذكي وصل إلى المستهلك من المنتج مباشرة سواء عبر عرضها وتسويقها إلكترونياً أم عبر مهرجانات ومعارض محلية، ويأتي نجاحها المتواضع ليس فقط من الدعم الصغير المقدم بل يعود الأمر إلى تطوير الفكرة وعدم بقائها في مكانها إضافة لتحمل المسؤولية، فتأمين التمويل لمشروع مهما كان صغيراً لايعني نجاحه، فثمة مشاريع متعددة أمنت التمويل ووقفت في مكانها.
أعتقد أن الدولة لم تبخل يوماً حتى في أقسى مراحل العدوان واستمرت بتقديم الدعم لمختلف المشاريع والفعاليات الاقتصادية العامة والخاصة، وشجعت في مكان ما على التشاركية بين القطاعات، لكن تسليط الضوء يجب أن يكون اليوم نحو كل مكونات الصناعة وفي مقدمتها المكون البشري، فالواقع لم يعد يحتمل هذا الاستمرار في عرقلة المسير.

رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 8-11-2019
الرقم: 17118

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك