لما كنت بـ هنغاريا..!!

 

 

 

للأمانة وبكل دقة سأسرد ما جرى معي حين تعطل (سرفيس) كنت أستقله لمكان عملي عندما أعلن السائق فقدانه السيطرة السيارة وبعد أن انفجر دولابها (التقليد) وراحت تتراقص خبط عشواء على الطريق الممتلئ بالتجاعيد حتى كدنا جميعاً نقطع الأمل في يوم إضافي من حياتنا.
أوقف السائق بمهارته السرفيس وقال: (شباب دبروا حالكن).. وبالفعل نزل الجميع وراح الكل المصدوم من الخوف (يدبر راسو).. بعضهم استقل (سرفيساً) آخر مكتظاً وجلس على جنب أو جلس القرفصاء.. والبعض الآخر هرول باتجاه مركز المدينة كون (السرفيس) تعطل بمقربة منها.
كنت محظوظاً بتوقف رجل مسن يقود سيارة قديمة طلب مني مرافقته وقال الناس لبعضها يا بني.. جلست بجانبه.. تحدثنا بالكثير.
عند أول مشهد ازدحام للنقل الداخلي لمحته عيناه اللتان تمرستا في الزمن صاح في وجهي (لما كنت بهنغاريا) كان فيه صبية أرادت أن تجلسني مكانها في باص للنقل مكتظ في وقت الذروة فأبيت وقلت لها شكراً يا عمو.
واستطرد.. وفي شارع غير مزدحم في هنغاريا لا يوجد فيه غير سيارة تنتظر إشارة المرور.. استغربت وقلت للسائق لا أحد غيرك في الشارع وتنتظر الإشارة… فقال لي النظام نظام والإشارة للتقيد بها.. لو خرقت هذه الإشارة سيترتب على ذلك تعديات فيما لو شاهدني أحدهم واقتدى بسلوكي… الخوف ليس من المخالفة… وابتسم في وجهي.
وتابع الرجل المسن الدمث.. في إحدى محاولاتي ركوب (سرفيس) هنا وليس في هنغاريا توقفت انتظر دوري للصعود دون (مطاحشة).. وكلما اقتربت يبعدوني بالتدافع.. وعندما قررت (المطاحشة) وأنا الرجل الكبير في السن صاح بي شاب وين رايح.. ليش (المطاحشة).. احترم حالك.. أنت رجل كبير وقدوة… ضحكت.. وهكذا في أول فرصة وبعد قروض واستدانة من هنا وهناك اشتريت سيارة لتجنب هذه المواقف.
وبينما هو في حديثه معي سطعت الإشارة الحمراء والشارع غير مزدحم (تقريباً فارغ).. فتوقف… ونحن في الحديث مر بقربنا شخص يمشي وهو ينظر إلى الرجل المسن.. وقال له مع ابتسامة عريضة: الشارع فاضي عمو… شو مفكر حالك بهنغاريا.. تلمس العم الدمث رأسه وقال لي: ليكون طالع معي شي مرة وحاكيلو عن هنغاريا.
منهل إبراهيم
التاريخ: الأربعاء 20 – 11-2019
رقم العدد : 17127

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك