كي مون.. لو صمت “المريب” ؟!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير علي قاسم : يكاد أن يلتبس الأمر.. وفي بعضه أن يلامس مفهوم الطلاسم.. إذ لم يكن من السهل التعرف على ملامح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهو يبدي كل هذه "العواطف"

التي قالت ما أخفاه وأفصحت عما حاول أن يداريه فكاد أن يقول المريب خذوني، وهو الذي بيديه وضع ما يكفي من عصيّ في "عجلات لجنة التحقيق" التي طلبتها سورية.‏

ولم يكن متاحا الجمع بين هذا الذي يستجدي ويتوسل السماح للمحققين أن يدخلوا الأراضي السورية وذاك الذي أضاف ما املته عليه ضغوط الاميركيين والأوروبيين وما كانت تروج له تمنيات الإسرائيليين، وتحميل عمل المحققين ما لا طاقة لهم به، وما يخرج عن نطاق صلاحياتهم والمطلوب منهم.‏

كي مون في تباكيه استرجع ما فعله الأعراب والفرنسيون والأتراك وما يفعلونه حتى اللحظة في تباكيهم على الدم السوري الذي يسفكونه عبر مرتزقتهم وإرهابييهم، وكي مون كان يكمل الدور المناط به، وهو الذي ما فتئ يعمل ليل نهار على تمرير ما يتحرج الآخرون فيه، أو ما عجزوا عنه.‏

في لغة المفارقات يستطيع ان يسجل أنه كان الاداة الأكثر طواعية في يد الغرب على مدى وجود الأمم المتحدة، وبمقدوره ان يحتفظ لنفسه بسجل من لم يخالف الفهم الغربي لكل القضايا التي مرت عبر قاعات المنظمة الدولية، ويمكنه ان يدعي أنه لم يثر غضب الأميركيين ولا الإسرائيليين ولم يتجرأ يوماً على رفع صوته في وجه الجور الغربي على المنظمة ودورها .‏

لكن ايضا للعالم ان يسجل أن الأمم المتحدة في عهده "الميمون"سجلت أنها عايشت أمانة عامة هزيلة لم تكن حيادية في النظرة لقضايا الشعوب، ومارست عبرها صيغاً من التماهي مع املاءات الغرب ورواده المستحدثين.‏

كان يستطيع بان كي مون أن يوفر على نفسه هذا التباكي، وأن يخفف من مظهر تأثره، حفاظا على أعصابه وأعصاب من يأتمر بتعليماته ويفهم عليه اشاراته، وهو يدرك تماما أن ما ينفخ فيه يبدو دون قعر، وأن ما يستجدي فيه لا مبرر له ولا طائل منه، وأن ما أقدم عليه كان قرينة عليه أكثر مما كانت حجة معه.‏

بالتأكيد لسنا بوارد العودة إلى النبش في أوراق باتت من الماضي، لكن تقتضي الضرورة التوقف في مسار الأحداث، لأن ما يدعيه لا يقتصر على الكذب والافتراء فحسب، بل هو تزوير لوقائع وأحداث ومحاولة تغييب لقرائن وأدلة، خصوصا أن الأمانة العامة التي يقودها كانت خلف تعثر اللجنة وجزء من الأسباب التي حالت دون أن تباشر عملها، بعد ان افردت لمطالب الغرب وحججه الواهية مساحات جعلت من المهمة جزءا من تلك الحرب وصدى مباشراً لتداعياتها.‏

كثيرة هي المرات التي صمت فيها بان كي مون عبر وجوده على منصة المنظمة الدولية، وبعضها أو في أغلبها كان يقتضي منه ان يتكلم، ونستطيع أن نجزم أن صمته ذاك كان في أغلب الأحيان أفضل بكثير من كلامه، وكان من الأفضل له ان يلتزم بتلك القاعدة، وأن يصمت حين يدرك أن كلامه سيفتح عليه ما يوثق دوره المريب والمشبوه، و ما قد يكشف ما هو مسكوت عليه.‏

بين كلامه وصمته لا مجال للمقارنة، وبين تباكيه وسلوكه مساحات لا يمكن حصرها وأن كانت في نهاية المطاف تعكس وجهان لعملة واحدة، تضيف إلى سلال المنظمة وجع الغياب المزمن للإرادة والأدوار.‏

وتسجل على عجل ملامح «اللبيب» الذي أتقن مع السنوات اشارات الغرب وأدمن الاستجابة لنزواته في صمته وفي حديثه.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية