أبرز مظاهرها.. غياب الاحتفاء الجماهيري بها، اذ قلما نكون مع فعالية أو منتج ثقافي ينزاح إليه الناس، ويدخل في نقاشاتهم، ولكنها مستمرة.. ولم تنقطع، انشطة تملأ المراكز الثقافية, نداوت، محاضرات، لقاءات أدبية وشعرية..
مسارحنا لم تتوقف عروضها، وسينمانا جذبت جمهوراً داخل البلاد وخارجها.. المعارض التشكيلية طيلة الوقت تفرش لوحاتها على جدران الصالات.. معارض ومهرجانات ومنتديات دائمة..
نتاج ثقافي مستمر.. ولكن بأي صيغة..؟
هل هناك شراكة خفية فيما بينها.. شراكة تفاعلية فيما بينها أولاً.. وصولا ًإلى المتلقي..؟
اذا لايكفي أن يدرك كل نشاط كينونته المستقلة, بل لابد من معرفة إلى أين وصلت الأنشطة الاخرى لخلق نوع من التفاعل الكلي، لتشكيل دائرة تفاعلية, كل منتج يكمل الاخر.. بهدف جذب المتلقي ودخوله الى أي نوع يرغبه حينها تتكامل ألوان الدائرة..
حالياً.. تشبه مواسمنا الثقافية التي نرصدها في نهاية كل عام.. طبخة رائحتها قد تكون شهية، مكوناتها.. قد تكون مهمة…ولكن ماان نكشف الغطاء عنها، ونتذوقها.. حتى ننفر منهاـ وقد لانعود اليها..!
أي النكهات تغيب..؟
لماذا لاينجحون في تقديمها بطريقة تجعل المتلقي يطالب بوجبات أخرى، بل ويصبح مدمناً عليها.. مدمن ثقافي على حضورها بكليته..
في كل موسم ثقافي نعيد جردة الحساب.. فنكون مع حالة كمية لابأس بها.. مع استمرارية جادة..
ولكن بالإضافة الى هذا كله.. وحتى لاتستهلك الطاقات الفكرية..
من المهم الابتعاد عن ثقافة الواجب التي تقتضيها الوظيفة.. عسانا نتخلص من الرتابة و السطحية، ونتمكن من الحصول على نتاج ثقافي متميز قوامه الموهبة والابداع، نتاج يعرف أهدافه.. ولايؤطرها عينه على المتلقي، وتركيزه على منتجه ليخرج بأبهى صورة..؟!!
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com
دور النشر..بالأرقـــــــــــــام.. إصــــــــــــدارات لــــــــــــم تتــــــــوقف..
لا يمكن لأحدنا أن ينكر تلك البصمة التي وضعتها دور النشر في خضم ترهل الحراك الثقافي و فوضى وسائل التواصل الاجتماعي لتكون نافذة على عوالم الحضارة و أحد منابر نشر الثقافة من خلال الإصدارات المتنوعة التي تُثري الأخيلة و تحاكي كل أطياف المجتمع.
اذاً كيف عملت دور النشر على نثر ألقها الثقافي في ظل الركود الثقافي الذي نعيشه؟ هل استطاعت إنعاش العقول وجذب القراء؟
لإلقاء الضوء على حصاد سنة ٢٠١٩ التقينا عدداً من دور النشر التي عملت جاهدة على نشر رسالتها.
مواكبة ثقافية
أكد رئيس اتحاد الناشرين ومدير دار الحافظ للنشر السيد هيثم الحافظ أن لحصاد سنة ٢٠١٩ نتائج إيجابية ومهمة على صعيد جموع الناشرين السوريين.تنوعت الإصدارات في دار الحافظ لتشمل الكتاب الثقافي والفكري والعلمي والأدبي إضافة إلى كتب الأطفال لتكون سنة ٢٠١٩ بداية موفقة بعد انحسار الحرب على سورية.
كانت أكثر الكتب مبيعاً هي الكتب الأدبية. وكان للكتب الروائية السورية في الدار انطلاقة جديدة مع نخبة من الروائيين السوريين الشباب ليكون بذلك الداعم للنهوض بأعمالهم.
ولم يغفل دار الحافظ عن وضع الكتاب التعليمي بين أيدي أطفالنا بطريقة مبسطة تحاكي الجيل السوري الواعد والمهتم بالكتاب وحب القراءة مثل «الفيزياء المسلية والكيمياء المسلية» وتمهيداً لعام ٢٠٢٠ ستطلق دار الحافظ عدداً من المبادرات منها مبادرة (هيّا نقرأ) الموجهة للأطفال.
و بالتعاون من الجهات الإعلامية عملت الدار هذا العام على البحث ودراسة واقع النشر السوري ليستشف ميول القرّاء, فوجد أن أكثر القرّاء السوريين يميلون إلى الكتاب الأدبي ويأتي في المرتبة الثانية الكتاب العلمي لذا عمل الدار على دعم ورفد ما يعزز ميولهم واهتماماتهم في هذين اللونين من الثقافة بشكل خاص.
أشار الحافظ إلى أهمية معرض الكتاب على صعيد التسويق الثقافي والإعلامي للكتاب ليصنع بذلك حراكاً ثقافياً ويعطي آثاراً جديدة في تطوير صناعة النشر وتطويرها في سورية وبوابة لصناعة كتّاب وناشرين جدد.
ختم الحافظ بالقول: أتمنى أن ينتج هذا الحراك كتّاباً جدداً, لاسيما بوجود مترجمين لهم دورهم الفاعل في تعزيز و تصدير الثقافة السورية إلى العالم, فالقراءة تعكس واقع المجتمع الثقافي, لذا نعمل على تعزيز القراءة وتنمية الوعي الثقافي بتقديم كل ما هو جديد.
بحر زاخر
رأى السيد محمد وسيم الغبرة مدير دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع أنه في ظل إعادة إعمار بلدنا الحبيب والإيمان بإعمار البشر قبل الحجر كان لابدّ لنا أن نمارس دورنا في توعية المجتمع, وباعتبار دور النشر منبراً ثقافياً يقع على عاتقه مسؤولية النهوض بالمجتمع لذا فقد وضعنا لعام 2019 خطة للنشر والتوزيع.
تابع الغبرة حاولنا من خلالها أن ندفع بعجلة التطور الثقافي فاستطعنا أن نحقق نجاحاً لا بأس به, وقمنا بطباعة أكثر من أربعين عنواناً حرصنا فيها على اعتماد الإخراج الجميل والرسومات المميزة لفنانين كبار, وعلى الألوان الزاهية التي تجذب الطفل, معظمها كانت موجهة للأطفال مابين قصص تربوية و هادفة من أبرز عناوينها كانت قصة «القطة والبطة», و«دانا ترقص مع الريح» للقاصة مها مارديني.
وكذلك عمدت الدار على إيجاد قصص ذات طابع علمي جديد بمضمونه, مثل مجموعة «زيكو والشوكولا» للقاصة سوسن الغبرة وعدة مجموعات قصصية للكاتب المبدع أسعد الديري الذي عرف بعنايته بأدب الطفل وقد كان هناك إقبالاً مميزاً لقصص الأطفال الأمر الذي دعى الدار للقيام بطباعة طبعة أخرى من بعض القصص التي لاقت إقبالاً كبيراً حيث تجاوزت مبيعات قصة «دانا ترقص مع الريح» ستمائة نسخة وهذا العدد لم يكن بالاستطاعة بيعه في الأعوام السابقة حيث كانت مبيعاتها كحد أقصى مئتي نسخة وقد تم بيع معظم هذه النسخ من خلال إرسالها إلى المعارض العربية والمحلية لتكون تلك المعارض سبباً يدفع دور النشر للتنافس الشريف فيما بينها لإنتاج أفضل ما تستطيع إنتاجه ولتسعى إلى تعدد العناوين وانتقاء الكتّاب المتميزين.
هذا وإن عالم الكتاب بحر زاخر لذا فإننا نحاول أن نبحث دائماً عما يرضي معظم شرائح المجتمع خاصة مع وجود الميديا التي غزت العالم ولعل ما لاحظناه من خلال معرض الكتاب الواحد والثلاثين هو الإقبال أيضاً على نوعين آخرين من الكتب:
النوع الأول: وهو الروايات التي لها عشاقها وتحظى بشريحة كبيرة من القراء لذا فإننا توجهنا إلى نشر روايات لكّتاب يعدّون من أعمدة الأدب في سورية ولعل رواية «جسر بنات يعقوب» للأديب الدكتور حسن حميد كانت لها مكان الصدارة في هذا المجال والتي سبق ونالت عدة جوائز و تطمح إلى تقويض الرواية التوراتية لعلاقة اليهود بأرض فلسطين.
كما كان لدينا عناوين أخرى لا تقل أهمية عن الرواية السابقة مثل «الأعمال الأدبية» للدكتور نضال الصالح و«تحت سقف واطئ» للأستاذ نذير جعفر وغيرها من الروايات والقصص التي رسخت موهبة الأدباء السوريين وإبداعاتهم وكلها حظيت بمبيع لابأس به وقد تفاوتت النسخ المباعة من رواية لأخرى ولكن بالمجمل، كانت تعد بالمئات.
أما النوع الثاني: فهو الكتب العلمية المتخصصة بعلم الاجتماع ومن أبرزها كتاب «الطاقة الحيوية والعقيدة» للدكتور بشار انجيلة والذي يبحث في علم الطاقة التي تساعد البشر للنظر إلى داخل الإنسان بعمق والتفكر بقدرة الله فيه وتمكنه من الانتفاع بالقوى الكامنة فيما خلق الله, وقد تم بيع ما يزيد على الثلاثمئة نسخة من هذا الكتاب.
ومما لا شك فيه أن لمعارض الكتاب التي تدأب وزارة الثقافة على عقدها في دمشق بل وفي كثير من المحافظات فضلاً كبيراً في نشر المعرفة وبث الوعي, فهي تصبح مركز حجيج لكل من أحب الكتاب, وأراد التعلم, وهناك شريحة من الناس لاتملك الرغبة الكافية لاقتناء الكتاب, قد يدفعها الفضول لزيارة المعرض, ومن ثم يشترون الكتاب لأن وجود هذا الزخم الكبير وهذا التنوع بالدور والدول المنتجة والكتاب ذاته يولد هذه الرغبة لدى أي شخص مهما اختلفت آراؤه أو ذوقه.
وربما حفلات توقيع الكتب التي تقام بالمعرض ساعدت على خلق صدى للكتاب وقد قمنا نحن دار الفكر بإجراء حفل توقيع ثلاثة كتب هي «قصة جسر بنات يعقوب و الأعمال الأدبية و تحت سقف واطئ» وكلها كانت تحظى بانتباه ولفت أنظار زوار المعرض.
كنا حريصين على أن نطرح منشوراتنا بأسعار منافسة بالرغم من ارتفاع أسعار الورق والطباعة, لأننا نهدف أولاً إلى وضع الكتاب بين أيدي أكبر شريحة من الناس, وجعله في متناول الجميع, علماً أن سورية تمتاز بأسعار منخفضة مقارنة مع باقي الدول.
هذا وقد لاحظنا عدم وجود قصص مترجمة للأطفال بالشكل الكافي, لذا فإننا عملنا ولا نزال على ترجمة عدة قصص من لغات متعددة عن طريق مترجمين مختصين.
همّ معرفي
بلغ عدد عناوين الكتب التي طبعت في دار عقل للنشر للعام 2019 بحسب قول مديرة الدار السيدة عبير سليم عقل: (25) عنواناً… أما بالنسبة للكتب التي بيعت فقد شملت الكثير من عناوين الدار وليس فقط ما تم طباعته في العام 2019، إذ لدى الدار مايُقارب مئتي عنوان كانت قد شاركت بهم خلال هذا العام في الفعاليات الثقافية, ومعارض الكتاب المحلية والدولية, لكن المبيع من الكتب الجديدة غالباً مايتعدى 50 % من مجمل المبيعات, بسبب طلب جهات التزويد عموماً للجديد من الإصدارات.
تشكل معارض الكتاب الفعاليات الأهم في تسويق الكتاب حيث تُعتبر فرصة ثقافية وتجارية في ذات الوقت، فرصة ثقافية لأنها تستقطب الكتّاب والباحثين والقرّاء ودور النشر والعاملين في المجال الثقافي العام والخاص, ممّا يزيد فرص الاتفاق على النشر والطباعة والتوعية بأهمية القراءة, ويخلق جوّاً ثقافياً ممتعاً عن طريق الندوات والمحاضرات وورش العمل المرافقة لها، وفرصة تجارية لأنها تشكل ساحة عرض كبيرة وسوقاً مكثّفاً سواء لبيع الكتب المباشر, وتزويد المكتبات العامة والخاصة أو لتبادل وشراء وبيع حقوق الملكية الفكرية.
لكن معارض الكتاب كغيرها من الفعاليات, تحتاج إلى تنظيم جيد المستوى ودعاية وإعلان بل ودعم حكومي حتى تنحج في أخذ دورها المهم في المجتمع.
تختلف أذواق واتجاهات القراءة من قارئ لآخر ومن مجتمع لآخر. هناك من يقرأ نظراً لحاجته لتلك الأبحاث في عموم دراسته كطلاب الدراسات العليا الذين يحتاجون المراجع في تخصصاتهم فلا يهمهم اقتناء سوى ما يفيد أبحاثهم أي قرّاء مختصون بدافع تعليمي وليس بدافع ثقافي، وهناك قراء يقرؤون بدافع الثقافة العامة حيث لاحظنا مثلاً في الآونة الأخيرة اتجاهاً كبيراً نحو الرواية أكثر من فروع الأدب الأخرى كالقصة والشعر والمسرح، كما أنّ هناك دوراً للقائمين على تسويق الكتاب في لفت انتباه القرّاء وتوجيههم إلى كتب معينة, عن طريق وسائل مختلفة مثل الدعاية المكثفة في وسائل التواصل الاجتماعي وعروض الأسعار المغرية وحفلات التوقيع.
ومن هنا تتضح مسؤولية دور النشر والجهات القائمة على إنتاج المعرفة أمام مجتمعاتهم, إذ لا بدّ أن يكون لدى الناشر همّ معرفي, أي أن يكون هو نفسه جزءاً من المشهد الثقافي ممّا يسمح له أن يدرك قيمة العمل الثقافي, وأن يكون على مستوى ملائم في التعامل مع المؤلفين والمترجمين على اختلاف تخصصاتهم وتباين اتجاهاتهم الفكرية، وأيضاً أن يكون لديه وعي معرفي حتى يفهم كيف يوظّف المعرفة في سياقاتها الملائمة لها، وهذا لا يتعارض بتاتاً مع وجود الدافع الربحي لأن الربح في التجارة أمر طبيعي ومنطقي بل ومطلوب لاستمرار الإنتاج الثقافي، لكن المشكلة تبدأ عندما يكون هو الدافع الوحيد أو الأساسي لأنّ المعرفة عندها ستُفصّل على مقاس المنطق التجاري أي سيكون لدينا تجارة بالمعرفة.
في حضرة الرواية السورية
أشار السيد قاسم تراس مدير دار الرواد للنشر إلى أن عدد العناوين التي طبعت خلال سنة ٢٠١٩ هي ١٢ عنوانا, بمعدل ٥٠٠ نسخة وسطياً لكل عنوان وبعض العناوين وصل طباعتها حتى ١٠٠٠ نسخة.
تابع تراس صدر عن دار الرواد العديد من العناوين الهامة, أو التي تفوق بأهميتها بعض المطبوعات الأخرى, فالروايات التي تحاكي الناشئين كانت محط اهتمام وتركيز الدار, ومن أهم هذه الروايات سلسلة «حراس الزمان» وهي سلسلة روائية تحمل في طياتها الخيال العلمي إضافة إلى العلوم المعاصرة فتقدم للناشئة العلوم الحديثة بأسلوب معاصر وشيق جداً لتجذب اهتمامهم وتشجعهم على القراءة.
اهتمت دار الرواد بالأطفال باعتبارهم درع المجتمع وأمل المستقبل فأصدرت قصة بعنوان «الأجنحة العملاقة» باللغتين العربية و الانكليزية, وهي قصة هادفة تنمي التفكير الإبداعي عند الطفل وتفتح آفاق الخيال لديه.
يشكل معرض مكتبة الأسد الركيزة الأساسية بالنسبة لدار النشر, فهو أحد منافذ التواصل المباشر مع القراء في الوضع الراهن, ناهيك عن ذاك التواصل الذي يحصل من خلال صالة المكتبة, إلا أن المعرض يضع إصدارات دار النشر بين أيدي جميع الشرائح من القراء ويتيح فرصة التواصل مع النسبة الأكبر منهم.
تتنوع الفئات التي تلوذ إلى مجالسة الكتاب حسب الفئة العمرية, فللأطفال ميولهم إلى القصص القصيرة المصورة والملونة التي تشد أنظارهم لا سيما أنها أول مدارك الطفل, ومنهم من تستهويه الرواية التي تحمل بين طياتها مغزى أو هدفاً تربوياً أو ثقافياً تسهم في إعداد جيل واع.
من الصعوبة إحصاء عدد الكتب التي تم بيعها, إلا أن سوق المبيعات في سورية شهد انتعاشاً ملحوظاً في ظل المعرض الذي أقامته مكتبة الأسد برعاية وزارة الثقافة, ولا بدّ من التنويه ختاماً إلى أن الرواية السورية أثبتت حضورها على مستوى العالم العربي.
نوار حيدر
اتحاد الكتاب العرب.. غنــــى الحركـــــة..
ربما كان من الصعب أن ندخل في عالم الأرقام, إذا كان المقصد حساب الفعل الثقافي لمؤسسة من وزن اتحاد الكتاب العرب, الذي صادف هذا العام احتفالاته باليوبيل الذهبي لتأسيسه, لكننا نحاول هنا الإشارة إلى بعض الأرقام, بقصد تقريب صورة الإنجاز في عام هاهو ينصرم.
ندوات وفعاليات ومسابقات أدبية
فقد أقام الاتحاد أربع ندوات مركزية بدمشق, شارك فيها عدد كبير من الأدباء والكتاب والباحثين إلى جانب السوريين والعرب, إلى جانب الندوات والفعاليات المتعددة التي أقامها لمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيسه وشارك في إحيائها العديد من القامات الأدبية والفكرية من سورية والدول العربية.
واللافت أن حصاد الاتحاد في دمشق وفروعه في المحافظات السورية أنجزوا (٥٠٤) فعالية متنوعة خلال العام (٢٠١٩), وهو رقم قياسي يمكن تسجيله في هذا الصدد, لكن الجديد في هذا الموسم, هي المسابقة الأدبية التي أطلقها الإتحاد بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي, والمسابقة خاصة بالأدباء الشباب, وتشتمل على الإبدعات في الشعر والقصة القصيرة, حيث سيتم اختيار النصوص الثلاثة الفائزة من كلا الصنفين الإبداعيين لدخول المسابقة المركزية للاتحاد.
وفي حصاد موسم الـ (٢٠١٩), بقي أن نذكر أن مايزيد عن (١٨) إصدارا, تم نشرها وتنوعت عناوينها بين الدراسات والشعر والقصة والرواية.
مشروع وطني جديد
ويبقى الجديد الأبرز لهذا العام هو ما قرره الاتحاد وبدأ بإنجازه, ويتمثل في توثيق قصص المقاومة التي أبداها الشعب السوري في الحرب, وقد وضع الاتحاد ٱليات واضحة يسهم فيها أعضاء الاتحاد من خلال الزيارات الميدانية لأسر الشهداء والجرحى والمفقودين, وتسجيل رواياتهم لها كما وردت من أفواههم ودون تدخل من السادة الموثقين, كي تبقى شاهد عيان على ماتعرض له السوريون خلال سنوات الحرب.
شهادات على مسار طويل
• الأستاذ مالك صقور رئيس الاتحاد قال:
شكل اتحاد الكتاب العرب منذ تأسيسه ظاهرة ثقافية وقومية جوهرها أدب وفكر ثقافة الإنتماء للوطن, وكان نقطة انطلاق حقيقية لانتعاش أدب عربي قومي تقدمي, لقد وقف الاتحاد ضد التطبيع والتدجين مع العدو الصهيوني, إنها مسيرة نصف قرن من الجهد والبذل والعطاء على دروب الحياة والثقافة والفكر والإبداع.
• د.ناديا خوست قالت:
الكاتب صوت الوجدان العام, قارئ ضمير الشعب القادر على الحركة في مساحة واسعة التحرر ما يقيد السياسي في الظروف الدقيقة وماأكثرها في منطقتنا.
•السيد عزيز نصار:
أرى في الاتحاد إنجازا ثقافيا وطنيا مهما وحافزا للكتابة والتجديد والإبداع وتشجيعا للمواهب.
جدير بالذكر أن اتحاد الكتاب العرب يصدر دوريا أربع مجلات فصلية إلى جانب جريدة أسبوعية وكتاب جيب فصلي يرافق مجلة الموقف الأدبي.
عبدالمعين محمد زيتون
مراكزنا الثقافية..في مـواجهــــــــــــة الحــــــــــــــرب الظلاميـــــــــــــــــة..
هي بيوتٌ لإقامة فعاليات ثقافية- تربوية- توجيهية- معرفية- جمالية- فنية- إبداعية.. بيوتٌ، شاسعة القدرة على الامتلاءِ والعطاء.. الامتلاءُ المعرفي الذي جعلها تتفرد في كونها الأكثر عدداً واستدعاءً للفضاءات الثقافية ومبدعيها باختلافِ مواهبهم، والعطاء الحضاري الذي تقدمه لمختلف أبناء مجتمعنا، عبرَ النشاطات والمعارض والمهرجانات وورشات العمل التي تُعنى بكلِّ ما يرتقي باهتماماتهم وحياتهم وعقلهم.
إنها مراكزنا الثقافية التي لابدَّ وأن نتوقف لدى ما قدمته على مدى عام.. نتوقف لنسـأل، وبعد سنوات الحربِ التي أرهقتها: يا ترى ماذا قدمت، وإلى أي مدى تمكنت من تخطي المعوقات والعزلة التي أحاطت بها بسبب سنوات الدمارِ والموت والظلام؟..
أسئلة، توجهنا بها إلى مديري هذه المراكز، وإلى المعنيين فيها، ليكون ما قالته:
«بعدَ انفراجِ دمشق وتحرير محيطها.. ازدادت المشاركات»
• رباب أحمد – مديرة ثقافي أبو رمانة:
رغم قسوة الحرب التي استهدفت ثقافتنا وفكرنا وحضارتنا، لم نتوقف عن تقديم كل أنواع النشاطات التي لها علاقة بالطيف الثقافي.. سلسلة علمية، فنون جميلة، عروض أفلام، وحفلات توقيع كتب. أمسيات أدبية وشعرية وفنية، ومحاضرات طبية، إضافة إلى الفعاليات التي تتعلق بحماية المستهلك، وكذلك فعاليات الأطفال ولاسيما ذوي الاحتياجات الخاصة.. أيضاً، فعاليات لأطفال التسول ممن كان لهم نصيبٌ من اهتمام المركز الذي بدأ منذ سنوات قليلة، بإقامة ندوات وفعاليات تهدف إلى توعيتهم ورعايتهم، وتحدُّ من هذه الظاهرة.
لم يتوقف المركز عن تقديم كل هذه النشاطات، ولم تُلغَ أي فعالية ضمن أي ظرف من الظروف التي تعرضت لها دمشق.
أيضاً، كان للفنِّ التشكيلي والفنانين المبدعين نصيب كبير من اهتمامنا، ولقد ازداد عدد الحضور بعد أن انفرجَ قلبُ دمشق، وتمَّ تحرير محيطها. ازادت كذلك المبادرات والمشاركات حتى في المراكز الأخرى، وكان أكثر ما ركَّزنا عليه هذا العام، الفعاليات التي تشجع الأطفال على ارتياد المراكز وقراءة القصص والتفاعل مع النشاطات.
كل هذا، دفعنا للسعي إلى البحثِ عن جديد، وبالابتعاد عن تقديم محاضرات نمطية، والاعتماد على ما يجذب الجمهور إلى المحاضرات والندوات المدعومة بالمشاهدة البصرية..
بالنسبة للصعوبات التي نعاني منها، فتتعلق عموماً، وفي كلّ المراكز، بتعويضات المُحاضرين.. ذلك أنها زهيدة، مع أن مشاركة المبدع هي تطوعية أكثر منها مادية.. أيضاً، نعاني وبسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، من قلة أعداد رواد المكتبة، وهو ما نسعى لتلافيهِ بإقامة المعارض التي تشجع على الحضور واقتناء الكتب.
أتمنى وفي القادم من الأيام، وكي لا يبقى شبابنا أسرى وسائل التواصل وحدها، أن يكون هناك تعاونٌ وتشبيك بيننا وبين كلِّ مؤسسات الدولة، ولاسيما التربية والثقافة والإعلام، وذلك للارتقاء بهؤلاء الشباب الذين هم ثوابت المركز في فعالياتهم المتنوعة التي تخلق حالة لا نمطية وتجعلهم يقدمون أفكاراً جديدة تواكب ما يحتاجه واقعنا، ولاسيما بعد انتصارنا.
«هذا العام النشاطاتُ والروادُ أكثر كثافة.. وجهودٌ لكسرِ الملل»
• نعيمة سليمان – مديرة ثقافي كفر سوسة:
مثلما نقوم كلّ عام بتقديم جميع الأنشطة الثقافية التي تُعنى بمختلف الشرائح الاجتماعية، قمنا هذا العام أيضاً، بتقديم هذه الأنشطة وبتنوع ما تتناوله ويخصُّ كل أبناء مجتمعنا، ولاسيما الفئة الشبابية.
إنها الفئة التي نسعى للاهتمام بمواهبها وإبداعها، وسواء الأدبية أم الفنية أم العلمية أم الموسيقية.. سعينا أيضاً لإقامة العديد من الفعاليات التي تُعنى بالأطفال الذين كان لهم النصيب الأكبر من اهتمام المركز الذي سعى لجذبهم، من خلال إقامة حلقات الكتاب وورشات التشجيع على القراءة والرسم والخط، وكذلك الحفلات الموسيقية الخاصة بهم.
طبعاً، ما أتحدث عنه جزء بسيط من الفعاليات التي قدمت كلّ ما يرتقي بالثقافة والفكر والأدب والشعر والاقتصاد والتربية والمجتمع وغير ذلك من الفنونٍ المختلفة التي كان أكثر ما ركّزت عليه في مواضيعها، وضمنَ المعارض التي كانت تقام لها، ما يتعلق بالتراث المادي واللامادي.
أيضاً، ولكسرِ حالة الملل لدى الجمهور المتلقي، قمنا بإدخالِ عناصر منوعة في كلِّ نشاطٍ.. مثلاً، تم مزج الأنشطة مع الغناء والموسيقا أو حتى عرض فيلم، أو معرض فني مرافق..
كل هذا، إضافة إلى سعينا للتشابك مع عدة جهات، وسواء وزارات أم جمعيات أم مدارس محيطة أم غير ذلك مما يخصّ أنشطة الأطفال ومراكز الفنون.
أما عن أكثر ما سعينا لإقامته، فالمهرجانات المنوعة والملتقيات الأدبية والفنية وكذلك تكريم العديد من القامات الإبداعية والوطنية. سعينا أيضاً، للتركيز على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيصال رسائل تعبر عن أهميتهم وضرورة دمجهم في المجتمع ومع الناس الطبيعيين.
عموماً، شهد المركز هذا العام، وبالرغم من الصعوبة التي يعاني منها، وهي عدم وجود وسيلة نقل عامة قريبة منه، وتجعل الوصول إليه أمراً سهلاً.. شهدَ ما شهده وطننا وأبناؤه من الانفراج الثقافي والاجتماعي، فكانت النشاطات أكثر كثافة من الأعوام السابقة، وكذلك الجمهور الذي ازدادت أعداده..
«الكتاب يعودة تدريجياً..
إلى ما كان عليه»
• مي جبريل – أمينة مكتبة ثقافي المزة:
ضمن الأزمة، وبسبب الأوضاع التي سبَّبتها، كان الإقبال على مكتبة المركز قليلا, لكن، في السنوات الثلاث الأخيرة وعندما بدأت الأوضاع تتحسن بشكلٍ تدريجي، بات وضع المكتبة ولاسيما هذا العام، أفضل بكثير مما سبقه، فقد أقمنا دورات تدريبية شبه مجانية لتشجيع الأطفال على القراءة وتنمية مواهبهم خلال العطل.
بالنسبة لرواد المكتبة، تتفاوت أعمارهم، فمنهم أطفال وشباب وكبار السن، ويمكن القول بأن الكتاب بدأ بالعودة إلى المكانة التي كان عليها قبل الأزمة، حتى وإن كان بشكلٍ تدريجي.
بشكلٍ عام، كل أنشطة المركز عادت كما السابق، وللعاملين والإداريين فيه الدور المهم في السعي إلى دعمه وتطويره بشكلٍ يليق بثقافتنا وأبناء حضارتنا. يليق بمكتبات مراكزنا التي أتمنى من المعنيين الاهتمام بها أكثر، ورفدها بالمزيد من الكتب المهمة، ذلك أن أغلب ما فيها من الكتب، هي من مطبوعات وزارة الثقافة، إضافة إلى القليل من منشورات معارض خاصة.
كلمة أخيرة
نعم.. وسائل التواصل أثّرت بشكلٍ كبير على دور مراكزنا الثقافية وفعالياتها. الأزمة كذلك. مع ذلك، نأمل ونتمنى أن يتكاتفُ جميع المسؤولين عن دورها، والقائمين على إضاءة نورها. أن يتكاتفوا بشكلٍ حقيقي وفعال للنهوضِ بها، ولاستقطاب أكبر عدد من روادها..
نأمل ونتمنى ونسعى، لأننا أبناء حضارة ستبقى لعنتها أبدية، على كلِّ من يتخاذل أو يتنحى عن مسؤوليته الأخلاقية أو المهنية أو الثقافية.
هفاف ميهوب
الهيئة العامة السورية للكتاب
(282) كتابــــــاً.. (103) مخطوطــــــــات..
و (152) حصــــة الترجمــــة والتــــــراث والطفــــل..
كان الحصاد وافرا وتجاوز خطة عمل الهيئة العامة السورية للكتاب المقررة للعام 2019 في المجالات كافة وعلى مستوى مديريات الهيئة، وفي تصريحه يقول ثائر زين الدين مدير عام الهيئة السورية للكتاب:
إن الهيئة قد تجاوزت في إصداراتها للعام 2019 ما قد أصدر في العام الفائت، حتى بلغ عدد الإصدارات من الكتب 282 كتابا تتوزع على المديريات كافة.
فقد بلغ ما قدمته مديرية التأليف 103 مخطوطات» كتب»، وقدمت مديرية الترجمة 36 كتابا مترجما، ومن منشورات الطفل 80 كتابا وكتيبا، وفي إحياء التراث 26 كتابا.
وبلغ عدد الكتب الإلكترونية التي نشرت على الموقع 63 كتابا، أما الكتب الناطقة فوصل عددها لستة كتب، والحصاد هو 282 كتابا، هذا إلى جانب ما تطبعه مديرية الطباعة من كتب وزارة الثقافة للمديريات التابعة لها من مثل «مؤسسة السينما، الآثار والمتاحف، مديرية المسارح، مديرية تعليم الكبار، والدوريات التي يبلغ عددها 12 مجلة».
ومن هذه المجلات «زهرة المدائن لصالح مؤسسة القدس الدولية، مجلة الرابطة لصالح رابطة المحاربين القدماء، مجلة الكاتب الفلسطيني، ومجلة أصدقاء دمشق».
هذا إلى جانب طباعة التقرير المالي والإداري للمؤسسة والمساعدة في طباعة الأعمال الملونة بقياسات مختلفة للمهرجانات والأنشطة الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة «بروشورات، بطاقات، إعلانات، وأعمال مختلفة».
ويمكن أن نضيف عليها المساعدة في طباعة بعض منشورات مجمع اللغة العربية واتحاد الكتاب العرب، وطباعة المجلات والحوليات والكتب والبروشورات الخاصة بالمديرية العامة للآثار والمتاحف.
ومن المجلات مجلة المعرفة، أسامة، شامة، جسور ثقافية، الخيال العلمي، الحياة السينمائية، الحياة المسرحية، الحياة التشكيلية، الحياة الموسيقية، التراث الشعبي، الحوليات الأثرية، الوقائع الأثرية «الكرونيك» مجلة مهد الحضارات، العلم والترميم.
ومن أعمال الهيئة إقامة المسابقات الأدبية وتخصيص الجوائز في أشكال الفنون الأدبية، جائزة سامي الدروبي للترجمة، جائزة حنا مينه للرواية، جائزة عمر أبو ريشة للشعر العربي، جائزة القصة القصيرة الموجهة للطفل مثال «ممتاز البحرة».
ويضيف: ومن الأهمية بمكان أن نذكر إن هيئة الكتاب شكلت مجلسا استشاريا مهمته مناقشة المخطوطات الواردة إلى الهيئة والتي سترسل إلى مديرية الطباعة بعد موافقة السادة القراء.
هذا إلى جانب إقامة المعارض التي بلغ عددها 17 معرضا تتضمن معرضين داخليين الأول في كلية الآداب جامعة دمشق ويحمل عنوان «لغتي ثقافتي» ومعرض في جامعة تشرين في اللاذقية بعنوان «أم الأبجدية» والنشاطات التي تشارك فيها الهيئة مع المدارس، وحفلات توقيع الكتب الصادرة عن الهيئة.
والعمل جار على إحداث نوافذ للبيع في الجامعات في كل من «طرطوس، حمص، حماة، السويداء» ودراسة سلسلة للطفولة المبكرة توجه للأطفال، وتصدر عن مديرية منشورات الطفل في الهيئة.
وتعمل الهيئة على دراسة ومناقشة خطة عمل الهيئة للعام 2020 في المجالات كافة بعد الاطلاع على الاقتراحات التي ستضمنها مديرياتها لخطتها للعام القادم.
فاتن أحمد دعبول
مكتبة الأسد..معـــــــــارض ونــــــــــــــدوات نـــوعيــــــــــة..
تعد صرحاً من صروح الثقافة السورية العريقة، بلغت من العمر الخامسة والثلاثين عاماً، ولاتزال منابرها تصدح بحناجر كتابها، وأدبائها، وفنانيها الذين مازالوا يتغنون بأصالتها، وبلا شك أنك تشعر بحضارة سورية وعظمتها، حين تدخلها، فتلامس أرواح كتابها وشعرائها، التي تحوم في أروقتها، تحياهم حين تلامس يداك مخطوطاتهم التي تحتضنها الجدران وحنايا الوجدان، إنها مكتبة الأسد، فبالرغم مما تعرضت له في زمن الحرب، لم تترك بعدها الإنساني والفكري جانباً، بل تحدّت، وشرعت في المرحلة الصعبة أبوابها لطلابها وباحثيها كي ينهلوا من مراجعها وفهارسها وكتبها ما يكملون به رسائل علمية ستؤرخها يوماً، وهو ما يعد من أولويات عملها وفقاً لما أكده مدير المكتبة إياد مرشد في حوار شيق وممتع مع صحيفة «الثورة» للولوج في حصاد العام الثقافي المفعم بالإنجازات، بعد أعوام من الركود الثقافي إن صح التعبير!
فهل كانت مكتبة الأسد بعيدة عن المشهد الثقافي أياً كان؟ يجيبنا الأستاذ إياد مرشد: إن ما سجلته المكتبة من حضور نوعي وتفاعل جماهيري ملفت، لما خصصته من فعاليات ثقافية وندوات فكرية يومية، ومؤتمرات علمية، وورشات تطوير المحتوى الرقمي، هو للارتقاء بالمثقف السوري أولاً والعربي تالياً، بدعم من رئاسة الجمهورية ووزارة الثقافة في تقديم الدعم المادي لتنفيذ الخطط والبرامج الثقافية للمكتبة. مبدياً ثناءه لحصاد العام المنصرم، فالنشاط والحراك الثقافي الذي شهدته أروقة المكتبة التي تعدّ من المكتبات العالمية، ومنهلاً للمعلومة الموثقة، قد أعاد لها الألق خلال العامين المنصرمين، فأصبحت منبراً لأهم المحاضرين والمؤرخين والباحثين في سبيل نشر المعرفة والثقافة التي تبني الإنسان، مشيراً مرشد إلى النجاح الباهر الذي حققه معرض الكتاب في دورته الحادية والثلاثين وتحقيق شعاره في «الكتاب بناء للعقل» وأهميته في عرض الكتب التي تحاكي الواقع وتعكس مستويات الحياة بعمقها الإنساني، محتلة الكتب العلمية والفكرية المرتبة الأولى، من خلال تفاعل الجمهور والمثقفين والباحثين وطلاب الجامعات، وإن ارتفاع نسبة المبيعات خير دليل.
أما عن معرض الطفل الذي أقيم بعد شهرين من معرض الكتاب، تحت شعار»بالقراءة ترتقي العقول» بين مرشد أن سورية من البلدان التي لم ترفع سعر كتاب الطفل بعكس الدول المجاورة، وهو ما شجع الأسرة السورية في المعرض على اقتناء الكتاب الذي يعزز وينمي مدركات الطفل ويمكن قدراته الفكرية والابداعية، وهو ما تحرص عليه المكتبة في استقطاب النوع من الكتب لا الكم، لتحافظ على رسالتها الثقافية والفكرية والتراثية فبناء الإنسان هو هدفها وغايتها، باستقطاب الطالب والمفكر والباحث في آن، ومن خلال تطوير الخدمات واستكمال أتمتة أعمال المكتبة، وتقديم الخدمات للباحثين واحتضان أي نشاط ثقافي يخص مهام المكتبة، موضحاً مرشد أن من أبرز الأعمال التي قدمتها المكتبة لهذا العام هو الحالة التشاركية بين المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي والعلمي وتعاونها مع جمعية المكتبات والوثائق في سورية والتشبيك مع المكتبات في جامعة دمشق، والتي ستثمر بمشاريع نوعية علمية وثقافية في المستقبل القريب.
ولفت مدير مكتبة الأسد إلى أهمية دور الإعلام التثقيفي، في إبراز أي عمل ثقافي هدفه الحفاظ على سويّة فكرية تخدم الوطن وتحافظ على وحدته وتعزز انتماءه لدى المتلقي أيا كان مستوى ثقافته، والإشارة الى سلبيات العمل لتفاديها في المرات المقبلة.
وختم بالقول، إننا في مرحلة بناء وإعمار سورية المتجددة، واليوم بأمس الحاجة لبناء الإنسان فكراً وعقلاً لذلك سيبقى الكتاب زاد العقول، وعليه أن يحترم القارئ ويرتقي بفكره، ويرفع ذائقته الفنية، ويزيد من مستوى وعيه، بنبذ التعصب والجهل وهو ما نسعى إليه، وما ترحب به مكتبة الأسد التي تنطلق من شعار هدفه أن تصبح القراءة حالة متجذرة في عقل المواطن السوري.
رنا بدري سلوم
المسـرح الســوري تألـق وحيويـة
استمرت الثقافة بفنونها المختلفة تحديها وقول كلمتها في الساحة السورية, فجسدت انتصارا، كان الوجه الآخر للمعركة التي فرضت على سورية وكان للمبدع السوري حضوره القوي، حيث قدم الصورة المشرقة للانتماء، وأكثر الساحات الثقافية بهاء كان المسرح السوري, وقد استمرت أعماله وانجازاته على مدى سنوات الأزمة، وهو مستمر بعطائه.
حول المسرح السوري وأعماله, مهرجاناته، مشاركاته في المناسبات الثقافية، حضوره العالمي وجوائزه وقضايا أخرى متنوعة تتعلق بالمسرح، كان الحديث التالي مع الكاتب المسرحي جوان جان رئيس تحرير الحياة المسرحية، فقال في البداية: تابع المسرح القومي بدمشق تقديم أعماله فقدم الفنان أيمن زيدان مسرحية «3 حكايا» التي جال بها في عدد من المدن السورية، كما قدمت المخرجة سهير برهوم مسرحيتها الجديدة «حياتكم الباقية» التي عرضتها أيضاً في مدينة اللاذقية، وكان للفنان زيناتي قدسية حضوره في موسم المسرح القومي بدمشق من خلال مونودراما «أبو شنار» والتي انتقل بها ليعرضها في مدينة حمص، وللمسرح القومي بدمشق أيضاً قدم د.عجاج سليم مسرحية «كيميا» التي شارك فيها أيضاً في مهرجان قرطاج المسرحي في تونس، وتم تقديم مسرحية «طميمة» نص شادي كيوان إخراج عروة العربي وتم تقديمها خارج مدينة دمشق أيضاً.
وبالإضافة إلى عروض المسرح القومي قدمت مديرية المسارح والموسيقا عملاً مسرحياً بعنوان «مع الجميع على حدة» للمخرج محمد مصطفى في أول أعماله الإخراجية.
وعن مسرح الطفل تابع الأستاذ جوان كلامه قائلا: قدم مسرح الطفل في مديرية المسارح مسرحية «الطيور الذكية» نص صابر أبو راس إخراج بثينة شيا، كما قدم مسرحية «حيلة العنكبوت» اقتباس جوان جان إخراج غسان الدبس، ومسرحية «جبل البنفسج» نص نور الدين الهاشمي إخراج خوشناف ظاظا، ومسرحية «فلة والأقزام السبعة» نص زكي ماردنلي إخراج محمد دباغ, وقدمت مديريتا الثقافة في حماة والرقة مسرحية الأطفال «أميرة الثلج» لصخر كلثوم.
وأشار في حديثه إلى أعمال فرق المسرح القومي في المحافظات فقال: تابعت فرق المسرح القومي في المحافظات تقديم أعمالها، فقدم المسرح القومي في اللاذقية مسرحية «كلب الآغا» للفنان فايز صبوح عن نص لممدوح عدوان، وقدم سلمان شريبة مسرحية «التباس» التي عرضها في دمشق أيضاً.. وللأطفال قدم المخرج كمال قرحالي مسرحية «الوحش وغابة الأصدقاء».
وقدم المسرح القومي في طرطوس مسرحية «قهوة وسط» إخراج أحمد جودت جحجاح، وتعاون المسرح القومي مع فرع طرطوس للاتحاد الوطني لطلبة سورية وقدما مسرحية بعنوان «تكميلية» إخراج إناس حسينة.
وقدم المسرح القومي في حلب مسرحية «هيا اقتلني يا روحي» إخراج د.وانيس باندك ومسرحية الأطفال «عودة مصباح وأبو اللوز إلى خيال الظل» نص د.فايز الداية إخراج جمال خلو وتم تقديمها أيضاً في دمشق.
وفي المسرح القومي في الحسكة تم تقديم مسرحية «بوح» إخراج عبد الله الزاهد، والعمل المسرحي الطفلي «حكواتي الفتيان» إخراج اسماعيل خلف.
وفي السويداء قدم مسرحها القومي مسرحية «مريانا» للمخرج زياد كرباج.
كما ذكر الأستاذ جان مجموعة من العروض الأخرى كان لها الحضور المتميز في المشهد المسرحي للعام المنصرم فتابع قائلا: من جهته قدم المعهد العالي للفنون المسرحية عرض تخرجه «شارة» إخراج الفنان فايز قزق.
وقدمت مدرسة الفن المسرحي في دمشق مسرحية «درس قاسي» للمخرج د.سمير عثمان الباش،وتم أيضاً تقديم مسرحية «قرّب يطلع الضو» إخراج د.تامر العربيد، وفي حماة قُدمت مسرحية «نور العيون» اقتباس جوان جان إخراج علي عبد الحميد، وفي اللاذقية قدمت فرقة أليسار مسرحية الأطفال «السور المنيع» نص اسماعيل خلف إخراج نضال عديرة، وفي اللاذقية أيضاً قدم البيت العربي للموسيقا والفنون مسرحية «تانغو» إخراج ياسر دريباتي، وفي حماة وحمص تم تقديم مسرحية بعنوان «أوقفنا الطوفان» تأليف جوان جان إخراج كاميليا بطرس، وفي طرطوس قدمت فرقة بعمرة مسرحية «المسافر» نص عبد الفتاح قلعه جي إخراج محمد حسين، وفي حلب تم تقديم مسرحية «وقت مستقطع» نص جوان جان إخراج سهيل عقلة ضمن فعالية حلب عاصمة للثقافة ونفس النص تم تقديمه في مصياف من قبل فرقة صوت المسرحية بإخراج واجب الدرزي، وشهدت مسارح حلب تقديم مسرحية «كراكيب» نص وإخراج ريم بيطار وعبير بيطار.
أما المهرجانات المسرحية قال عنها: شهد العام 2019 عقد عدة دورات من مهرجاناتنا المسرحية، وقد شكّلت أربعة من مهرجاناتنا المسرحية هذا العام منعطفات هامة في مسيرة المسرح السوري وهي: مهرجان نقابة الفنانين المسرحي في حماة الذي احتفل بيوبيله الفضي، والدورة السادسة والعشرون من مهرجان المسرح الجامعي الذي عاد بعد غياب بإصرار على الاستمرار، والدورة الثالثة من مهرجان السويداء المسرحي الذي شكّل حالة تعاون مثالية بين مديرية المسارح والموسيقا ومديرية ثقافة السويداء، ومهرجان محمد الماغوط المسرحي في دورته والذي استضافته محافظة حماة ورعته مديرية المسارح والموسيقا ومديرية ثقافة حماة وامتدت عروضه لتشمل أرجاء المحافظة.
وبالإضافة إلى المهرجانات آنفة الذكر أقامت مديرية المسارح الدورة السابعة من مهرجان الحسكة المسرحي، وفي حلب أقامت نقابة الفنانين بالتعاون مع المديرية أيام حلب المسرحية، وفي حلب أيضاً أقيمت الدورة الثانية من مهرجان الشباب للمونودراما ضمن احتفالية حلب عاصمة الثقافة بمشاركة تسعة عروض مسرحية، وفي اللاذقية أقيمت الدورة السابعة من مهرجان اللاذقية المسرحي، وفي طرطوس أقامت مديرية المسارح مهرجان مسرح طرطوس للشباب، كما أقيمت في طرطوس الدورة الحادية عشرة من مهرجان طائر الفينيق المسرحي، وفي دمشق أقيمت تظاهرة مسرح الطفل بمشاركة ثلاثة عروض مسرحية، كما أقامت مديرية المسارح في دمشق ومعظم المدن السورية مهرجان مسرح الطفل.
واحتل المسرح جانباً هاماً في فعاليات مهرجان دمشق الثقافي، فقدم المسرح القومي بدمشق مونودراما «أنا الذيب» اقتباس سهيل عقلة إخراج تاج الدين ضيف الله، وضمن مشروع دعم مسرح الشباب قدمت مديرية المسارح والموسيقا مونودراما «الطين الأحمر» تمثيل لبابة صقر إخراج محمد سمير طحان، وحلّت فرقة المسرح الجامعي في حمص ضيفة على المهرجان بمسرحية «كائنات من ضوء» للمخرج حسين ناصر، وضمن فعاليات المهرجان أيضاً قدمت فرقة عشاق المسرح القادمة من درعا مسرحية «الخروج من الجنة» للكاتب محمد الحفري والمخرج فراس المقبل، كما قُدم العرض المسرحي الراقص «غرفة تحت الصفر» كريوغراف محمد حلبي إخراج سعيد الحناوي وعرض الأطفال «نمرود والأصدقاء» لفاتن ديركي.
وبمناسبة يوم المسرح العالمي شهدت مسارح دمشق والمحافظات تقديم عدد من العروض المسرحية وهي: «تحية» نص شادي كيوان إخراج حسين عباس، مونودراما «آخر الرايات» لتمّام العواني، «العنبر رقم 2»إخراج مأمون خطيب، «قمامة» إخراج سمير البدعيش، «عشق» إخراج رضوان جاموس، «بيدر الفرح» إخراج علي اسماعيل، «الجبّانة» إخراج أحمد جودت جحجاح، «اللص الشريف» إخراج فهد الرحمون، «حب ايه اللي» إخراج سامر أبو ليلى، «الفخ» إخراج افرام دافيد، «الجرافة» نص كمال مرة إخراج حسين عرب، «العطسة» إخراج زين العابدين طيار، مونودراما «كناس» نص وليد إخلاصي إعداد داوود أبو شقرة، تمثيل محمد الشيخ إخراج غسان دهبي، «خشبة وستارة وناس» إخراج اسماعيل خلف.
وعن حضور الأعمال المسرحية في المناسبات الثقافية أكد قائلا: ضمن احتفالية يوم الثقافة قدمت مديرية المسارح والموسيقا عدداً كبيراً من العروض المسرحية، ففي دمشق قدمت المديرية مسرحية بعنوان «كومبارس» أخرجها يزن الداهوك، وقدم المسرح القومي بدمشق مسرحية «البوابات» نص نسرين فندي ومأمون خطيب إخراج مأمون خطيب، والعرض الراقص «تواصل» لجمال تركماني، ومسرحية الأطفال «حصاة الصبر» نص د.محمد قارصلي إخراج إيمان عمر،وفي السويداء قدم مسرحها القومي مسرحية «لمن أشكو؟» إعداد د.ثائر زين الدين إخراج غسان الدبس، وفي الحسكة قُدمت مسرحية الأطفال «يحكى أن» للمخرج اسماعيل خلف لفرقة المسرح القومي، وفي اللاذقية قدم المخرج هاشم غزال للمسرح القومي مسرحية «مومنت» لكاتبتها رغدا شعراني، وقدم المسرح القومي في حلب مسرحية «منحنى خطر» للمخرج حكمت نادر عقاد ومسرحية «ليلة حلبية» لمخرجها مروان إدلبي، وفي طرطوس قُدمت مسرحية «سمرا» إخراج عيسى صالح ضمن عروض المسرح القومي.
وعن الجوائز الي حازها المسرح السوري تابع حديثه قائلا: تميز العام 2019 مسرحياً بتكريس التواجد السوري في المهرجانات والملتقيات المختلفة من خلال حصول عدد من مسرحيينا على جوائز وتكريمات في هذه المهرجانات، فقد حصلت الفنانة رندا الشماس على جائزة أفضل محرّك دمى في مهرجان مسرح الطفل في العراق عن مسرحية «شيبوب ولصوص الصحراء» للمخرج مأمون الفرخ، كما نالت الفنانة مروة الأطرش جائزة لجنة تحكيم النقاد الشباب الدولية في مهرجان شرم الشيخ الدولي الرابع للمسرح الشبابي في مصر من خلال مونودراما «اليوم الأخير» للمخرج يزن الداهوك، وفي تونس فازت مونودراما «كحل عربي» بالجائزة الذهبية للمهرجان الدولي للمونودراما في قرطاج وهي من تمثيل روجينا رحمون إخراج سوزان علي، وحضر المسرح السوري في الدروة الثامنة من مهرجان بابل للثقافة والفنون في العراق من خلال الفنان يوسف المقبل الذي قدم تمثيلاً وإخراجاً مونودراما «ترجمان الأشواق» وقد كرّمت إدارة المهرجان الفنان المقبل على مجمل مسيرته الفنية في عالم المسرح.. وعلى الصعيد المحلي نال المخرج المسرحي اسماعيل خلف جائزة الدولة التشجيعية للعام 2019.
آنا عزيز الخضر
التاريخ: الاثنين 30-12-2019
الرقم: 17157