يصرُّ اللص أردوغان على اللعب بالنار، غير مكتفياً بالخراب الذي أحدثه في سورية، ويرغب بتمديد نشاطه الإرهابي إلى دول أخرى، بهدف إحياء حلم أجداده العثمانيين في توسيع السلطنة المندثرة أصلاً، ولم يبق منها إلا الذكريات السوداء، لظنه أن أوهامه سوف تتحقق في ليبيا، بعد أن أخفق مشروعه في سورية، ولم يتسن له تنفيذ الخطط التي رسمتها له أميركا ودول الغرب المنضوية تحت عباءتها، ودفعت تكاليفها بعض الأنظمة المستعربة. شريك (داعش) الأساسي، وعرّاب التنظيمات الإرهابية المشابهة، يتنقل بمرتزقته من مكان لآخر، لإرضاء واشنطن التي وظّفته، كما استخدمت بعض العنصريين من قبله، لأهداف واضحة يدركها الجميع، أقلها فرق تسد للسيطرة على الشعوب، ثم تندرج بعدها الغايات الاستعمارية الأخرى، وبهذا لن يكون أردوغان وغيره أكثر من أدوات ومخالب لتمزيق وحدة الأوطان وإشعال نار الفتن والفوضى فيها.
وإضافة لما سبق فإن اللص المذكور يعلل نفسه بالحصول على جزء من ثروات ليبيا التي لم تبرح عين دول الاستعمار القديم، حيث يريد أولئك العودة إليها من بوابة الإرهاب التي فتحوها عليها، كي يبرروا للغير حجة التدخل كخطوة أولى، ثم اقتسام الخيرات في المراحل اللاحقة، فضلاً عن أن الواهم أردوغان بات حائراً بأمره تجاه أولئك المرتزقة بعد أن أصبحوا عبئاً ثقيلاً عليه في سورية، ولا يدري كيف يستطيع التخلص منهم.
بين الحين والآخر يحاول رئيس النظام التركي أن يظهر وكأنه صاحب قرار، متناسياً أنه مجرد وكيل للأميركيين في هذه الحرب من العراق إلى سورية حتى ليبيا، وهو كما سرق المعامل والمصانع وصوامع الحبوب والنفط والأرض في سورية، يريد غزو مناطق أخرى، لديها ذات الإمكانات، وبذلك لا يعدو أن يكون أكثر من لص يمارس الزعرنة السياسية فعلاً وعلى نطاق واسع، وبهذا لا يشكل خطراً على سورية وليبيا وحسب، بل على المنطقة العربية برمتها.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 2- 1 -2020
رقم العدد : 17160