بالإبرة والخيط وقصاقيص القماش، رسمت لوحاتها وأعمالها الفنية.. إنها جنان كمال الدين، سنديانة السويداء كما يطلق عليها هي خريجة معهد الفنون النسوية اختارت لنفسها حيزاً من النشاط بعد أن كبر أولادها، وأصبح لديها متسعاً من الوقت وخاصة في فترة الأزمة وانقطاع الكهرباء، لمعت الفكرة لديها في إعادة تدوير الأقمشة الموجودة لديها في المنزل، وتحويلها الى قطع فنية مميزة، فقامت باتباع دورة لتدوير الأقمشة ونجحت، وشاركت في عدة معارض داخل السويداء وفي دمشق ومحافظات أخرى.
رحلة جنان الحرفية بدأت مطلع 2013، لم تتوقف بل تسارعت خطاها الفنية وأسست لنفسها مشروع (نساء يعدن الحياة) الذي جاء وليداً للظروف الاقتصادية الصعبة، حيث جمعت فيه جنان عدداً من النساء اللواتي أردن العمل والإنتاج بهذا المجال.
لم تكتف بذلك بل طوّرت مع مرور الأيام عملها وصنعت بصمة خاصة للوحاتها الفنية متأثرة ببيئتها السويداء وتراثها، فمزجت القماش بالورق لتخرج بمواضيع هادفة تحمل صبغة جمالية، ثم عمدت إلى الانتقال من الفن البسيط إلى الفن التشكيلي من خلال رسم لوحات فنية بقصاصات القماش وبشكل مباشر دون استخدام القلم مستخدمة (القماش والإبرة والخيط فقط) وأول ما رسمته ، لوحة بيت الحجر التراثي في السويداء، ثم عملت بعدها على إدخال الألوان الزيتية مع القماش لإضفاء جمالية على اللوحة (الكولاج مع الألوان الزيتية)،ولكل لوحة من لوحاتها اسم وفكرة فنية معينة قريبة من الناس.
أقامت جنان عدة معارض فردية و جماعية مع مديرية السياحة وهيئة المشاريع الصغيرة بمعرض دمشق الدولي تحت عنوان (سنديانة السويداء تتحدى الصعاب) وهذا هو سبب لقبها، كما شاركت في مهرجان (الجولان في عيوننا) وأقامت عدة دورات لتدوير الأقمشة مع الكنيسة والمسكونية للوزارات وكثير من الأنشطة الخيرية وأخرها كان في مدينة طرطوس خلال الشهر الماضي، وأعلنت مؤخراً عن إقامة دورات لتعليم فن (الباتشورك) أو فن الرقع للنساء اللواتي يرغبن في تعليمها والاستفادة منها
تحاول جنان الاستفادة القصوى من خبرتها وموهبتها الجميلة القيمة في هذا المجال وإيصال رسالة للسيدات اللواتي لديهن القدرة على العمل والعطاء عبر ملء أوقات الفراغ بما يعود عليهن بالنفع والفائدة.
عبير علي
التاريخ: الجمعة 3- 1 -2020
رقم العدد : 17161