الثورة:
حذّرت بولندا، الولايات المتحدة الأمريكية من خطر ارتكاب “خطأ تاريخي”، إذا أسفرت مفاوضاتها لإنهاء الحرب في أوكرانيا عن اعترافها بمطالب روسيا بالسيادة على شبه جزيرة القرم، وغيرها من الأراضي التي سيطرت عليها عقب اندلاع الحرب في فبراير 2022.
ونقلت وسائل إعلام غربية عن مستشار رئيس الوزراء البولندي لشؤون أوكرانيا، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البولندي، باول كوال قوله في مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن الاعتراف قانونياً بالحدود الروسية الموسعة نتيجة غزو دولة مجاورة، سيمثل تجاوزاً لـ”خط أحمر” بالنسبة لبولندا، وبقية دول وسط أوروبا.
وأضاف كوال في حديث قبل سفره إلى واشنطن، اليوم الأحد، للقاء كبار أعضاء الكونجرس الأميركي والمبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوج، ثمة فارق واضح بين “الحلول المؤقتة” لإنهاء القتال في أوكرانيا وتحقيق “التطلعات الروسية بالاعتراف بشبه جزيرة القرم أو دونباس أو أجزاء أخرى من أوكرانيا، وهو ما سيشكل خطأً تاريخياً”.
وبالنسبة للسابقة، التي سيُشكلها تمكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من توسيع ما وصفها بـ”روسيا الإمبريالية”، حذّر كوال من أن “الأمر سيكون مخيفاً”.
وفي عام 2022، كانت بولندا من بين دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، التي قادت المساعدات العسكرية لأوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي، كما أصبحت البوابة الرئيسية للاتحاد الأوروبي للاجئين الأوكرانيين.
ومنذ شباط الماضي، كانت وارسو تراقب بقلق، بينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينتقد حلفاءه في الناتو، وينتقد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ويشيد بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقُسِّمت بولندا في عام 1939 بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي، وكانت آنذاك من بين الدول الأوروبية التي وقعت تحت السيطرة السوفييتية بعد اتفاقية “يالطا” الموقعة في عام 1945، والتي أعادت تشكيل القارة الأوروبية في نهاية الحرب العالمية الثانية.
ورغم استبعاد ترامب القادة الأوروبيين من مفاوضاته الأخيرة مع موسكو وكييف، اعتبر كوال أنه “من الصعب للغاية مناقشة الأمن في أوكرانيا بمعزل عن قضية الأمن العام في وسط أوروبا”.
وأضاف: “بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، اعترفت روسيا بأوكرانيا وبحدودها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس، وهذا هو أساس قواعد القانون الدولي. والضمانات القانونية الدولية للحدود في أوروبا الوسطى هي من الضمانات الرئيسية للحفاظ على السلام في تلك المنطقة، وفقاً لتجربتنا التاريخية”.
مع ذلك، أعرب كوال عن ثقته بأن ترامب لن يسمح في نهاية المطاف لروسيا بالسيطرة على الأراضي الأوكرانية “بحكم القانون”، بل سيعترف بالتهديد المستمر الذي يشكله بوتين.
ورجح أن ترامب لن يخاطر أيضاً بحرمان الشركات الأميركية من فرصة الاستثمار في إعادة إعمار أوكرانيا، بعد الصراع من خلال حجب الضمانات الأمنية القوية التي تريدها كييف وحلفاؤها الأوروبيون.