ثورة أون لاين – معد عيسى:
تبشر الأمطار هذا العام بموسم زراعي جيد يوفر الكثير من الاحتياجات ولا سيما القمح بعد زراعة مساحات كبيرة من الأراضي التي تم تحريرها من الإرهابيين ،ولكن وفرة الإنتاج الزراعي لا تعني بالضرورة الاستفادة من المنتجات وهذا نراه كل عام مع انتشار الحشرات والآفات التي تقضي على مواسم بكاملها في بعض المناطق مثل عين الطاووس التي حرمت مناطق بكاملها من الزيتون ، أو الذبابة البيضاء التي تضرب الكثير من المحاصيل ، وكذلك حفار الساق الذي قضى على بساتين التفاح والكرز وغير ذلك من الأشجار المثمرة ولا ننسى بالطبع الفراشة التي تستهدف حقول البندورة .
المزارع السوري يعاني من اجتياح الحشرات للبساتين والحقول ، ويخسر أنتاجه رغم المتابعة والرش لان الأدوية الزراعية والمبيدات بلا فاعلية ، وأحيانا تكون مؤذية وهذا يعود إلى غياب المنتج المحلي من الأدوية والمبيدات او لغياب الأدوية المستوردة بشكل نظامي .
تنتشر في الصيدليات الزراعية أدوية ومبيدات مهربة ومنتهية الصلاحية ومغشوشة ومجهولة المصدر ويدفع ثمن ذلك المزارع والفلاح والمُنتج المحلي ، وحتى الأدوية المتوفرة فهي بأسعار عالية لا قدرة للمزارع على دفعها .
المطلوب اليوم من الزراعة ووحداتها الإرشادية تكثيف الزيارات الميدانية إلى الحقول والبساتين ومراقبة المحاصيل والتدخل حيث يتطلب الأمر ، وتامين كافة الداوية والمبيدات والتنسيق مع الجهات المعنية لتأمين الاحتياج من المبيدات والأدوية الزراعية .
موضوع ضبط المبيدات وتأمينها ومراقبتها مهم جدا للحفاظ على المحاصيل من التلف والتخريب ومهم للمنتجات التي على قائمة التصدير لنواحي السلامة والأثر المتبقي وما لم نحافظ على المعايير العالمية بالنسبة لاستخدام المبيدات فان منتجاتنا لن تجد طريقها إلى الأسواق الخارجية .
تتنافس دول العالم في إنتاج الأعداء الحيوية والاستغناء عن الكثير من المبيدات لما لذلك من اثر على صحة وحياة الإنسان ، كما تتجه لتعميم الزراعات العضوية لما لذلك أيضا من أثر صحي وبيئي ، ولكي نستفيد من وفرة الإنتاج الزراعي لا بد من السير في هذا الاتجاه والتعاون مع مع الدول المتقدمة في في هذا المجال حفاظا على المزارع والمستهلك والاقتصاد الوطني .