الهدف

 

المتابع لمجمل القرارات الاقتصادية التي صدرت خلال الفترة القليلة الماضية يراها تفتقد إلى الدراسة الفعلية قبل البدء بالتجريب على أرض الواقع، وهذا ما لمسناه على أرض الواقع سواء أكان من خلال البطاقة الذكية لتوزيع الغاز أم الحصول على مواد السكر والرز والشاي، قد يكون السبب عدم وضوحها بالشكل الكافي أو النقص في البنية الفنية اللازمة لإنجاحها رغم أهميتها إذا ما نظرنا لها من جهة التحديد الفعلي للشرائح المجتمعية التي يجب أن تدخل ضمن حزمة الدعم الحكومي الحقيقي.
وهنا نتساءل ما الآلية التي تضعها تلك الجهات عند اتخاذ أي قرار، بمعنى آخر كيف تصوغ قراراتها الاقتصادية بالشكل الذي ينعكس بصورة إيجابية على البلد بالإجمال وعلى المواطن الذي يفترض أن يكون الهدف لأي قرار اقتصادي وخاصة أننا على مفترق مرحلة اقتصادية مهمة بدأت تظهر مؤشراتها من خلال عودة المئات من المنشآت الصناعية للإنتاج.
الأمر الذي يتطلّب من تلك الجهات نمطية مختلفة عن مجمل القرارات الاقتصادية التي كانت تصدر سابقاً رغم أهمية الكثير منها، لكن المشكلة في إفراغها من محتواها نتيجة عدم القدرة على المتابعة والتنفيذ وتلبية حاجات المواطن الاقتصادية الملحة وذات الأولوية، وهذا ما يجعلنا بحاجة إلى التفكير بكيفية اتخاذ قرار اقتصادي يتّسم بالحكمة ويرسم الإستراتيجيات القادرة على الوصول لنتائج صحيحة.
وضع سلم الأولويات والحاجات يفرض على صانع القرار الاقتصادي فهماً واضحاً ودراية لجدوى أي قرار ومن المستفيد منه وإمكانية تطبيقه مع مشاركة المستويات الإدارية الدنيا بالقرار لكونها هي من سينفذ القرار، بمعنى تشاركية على مختلف المستويات بما يلبي المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى لا العودة إلى مرحلة الصفر وكأننا نناقش أي مسألة لأول مرة.
قد يكون الحل الذي يتّفق عليه الجميع وله منعكسات إيجابية فورية إطلاق العملية الإنتاجية كأول القرارات الاقتصادية للمرحلة القادمة مع تأمين مستلزماتها، بحيث لا تكون مجرد شعارات وتكبير حجر، وليكن شعارنا اقتصاد المعامل الذي سيسهم بتحسين القدرة الشرائية للمواطن، وبالتالي تأمين الاكتفاء الذاتي وتصريف الإنتاج والأمر لا يقف هنا، بل لا بدّ من مكافحة الترهّل الإداري والفساد المالي الذي تعاني منه بعض المفاصل وإعادة النظر بالهيكلية الإدارية لمؤسسات الدولة تماشياً مع المشروع الوطني للإصلاح الإداري، الذي يعدّ أساس أي قرار مهما كان نوعه.

ميساء العلي
التاريخ: الأربعاء 12-2-2020
الرقم: 17191

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي