دروب الكرامة التي خطها الآباء والأجداد مازالت تحفر مجراها عميقا وتعبد كل شبر بالدم الطاهر والتضحيات. من جبل الزاوية في إدلب الخضراء كانت ثورة هنانو بوجه المستعمر الفرنسي الغاصب والتف حولها أبناء الوطن كلهم…
من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب أذاقت الغزاة مرارة الهزيمة وعلمتهم أن الكرامة الوطنية فوق كل اعتبار… من إدلب إلى الساحل والداخل وكل الجغرافيا السورية يرتسم المشهد واضحا جليا فالوطن الذي قاوم بالعين والصدور العارية أعتى قوى البغي حينها.. هو اليوم يكمل دروب النصر بالتضحيات والقدرة على اجتراح على المعجزات..
وفي قراءة التاريخ الذي أثبت أن كل شعارات الغرب ليست إلا كذبا ورياء ونفاقا في هذه القراءة يكتشف المتابع كيف تستمر المؤامرة ذاتها لكن بأدوات مختلفة وتعمل بألف وسيلة ووسيلة تركيا التي تشكل رأس حربة للناتو ليست خارج الاستخدام الصهيوني والعمل في السر والعلن من أجل تنفيذ مخططاته ولا يغرن أحد ما كان من تمثيل افتعله أردوغان في الحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني والادعاء انه يقف إلى جانبه ولكنه ينغمس في التخطيط مع الكيان الصهيوني ودعمه بكل المواقف.. بل إنه ينسق معه في العدوان على سورية
هذا المشهد الذي يظن البعض أنه معقد للغاية فالسوريون خبروا دروب النضال والقدرة على تعرية المستعمر ولن تخيفهم فقاعات أردوغان فهو ليس أكثر من مجموعة حماقات تراكمت حتى وصلت ذروتها.. ولن يكون مصيرها الا التلاشي والانتهاء كما الفقاعات التي عرت..
المشهد الذي يفضح تواطؤ الغرب مع النظام التركي والصمت على جرائمه التي ينفذها تحت مسميات كثيرة..
لقد اقترب النظام التركي اكثر من اي وقت مضى من الوصول إلى جدار الصد النهائي وحصاد الخيبات التي ستحدد مصيره لعقود من الزمن واذا ما كان يظن أنه فعلا انه لاعب رئيسي في المنطقة فهو يعيش الوهم فدوره ليس أكثر من أدوات وقد انتهى وقت استخدامها وهي في مرحلة النهايات..
اما الحقيقة التي لابد أن يدركها الجميع عاجلا أم آجلا أن السوريين لم ولن يفرطوا بحبة تراب واحدة من وطنهم وإدلب كما كل الجغرافيا السورية ستكون قلب سورية ولن يتوقف فعل التضحية حتى يتم القضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره.. وهذا ليس ببعيد.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 3 – 3 – 2020
رقم العدد : 17207