أريحا – جسر الشغور.. بالقبضة

 

 أيام قليلة تَفصلنا عن 15 آذار الجاري موعد تطبيق الاتفاق الأخير الذي جرى توقيعه في موسكو، الأمر الذي سيضع اللص أردوغان مجدداً على المحك، وتحت الاختبار للمرة الأخيرة ربما، ذلك أن الاستحقاقات – التي تهرب منها سابقاً – المنصوص عليها في «سوتشي وأستانا»، باتت أكثر تركيزاً وتحديداً ولا يمكن التملص منها.
لماذا على أردوغان أن يلتزم بما وقع عليه وتَعهد به بدءاً من الخامس عشر من آذار؟ أو ما الذي يجعله يلتزم بما لم يلتزم به سابقاً؟ ما الذي تَغيّر ليَلتزم؟ ولماذا يُعتقد أن تملصه من الاستحقاقات القديمة – الجديدة صار أمراً صعباً أو مستحيلاً رغم مرارتها؟
بدل فتح الشريان الاقتصادي المهم، طريق حلب دمشق الدولي، سيُفتتح شريان آخر لا يقل أهمية، طريق حلب اللاذقية، وما يعنيه ذلك من إخلاء قسري لمحور جسر الشغور أريحا وما بينهما من الحثالات الإرهابية، وبمسافة أمان على جانبيه تمتد إلى 12 كم كمرحلة أولى .. كم يبدو هذا مُؤلماً للواهم السفاح اللص أردوغان راعي التنظيمات الإرهابية في إدلب؟ ولماذا عليه أن يُنفذ صاغراً ما يؤدي إلى ذلك؟
لا نَطرح هذه التساؤلات من مُنطلق البحث عن إجابات لها – نَعرفها – ولا لتَظهير حجم الإنجاز العملاق الذي حققه جيشنا البطل خلال الأسابيع الأخيرة، وإنما لنُؤكد أن خيارات اللص أردوغان وحُثالاته خارج إطار الالتزام صارت تُعادل العدم ولا تُساوي فقط الصفر، وخصوصاً بعد الدرس القاسي الذي لقّنه أبطال جيشنا الباسل وحلفاؤه للإرهابيين، ولقوات اللص الغازية في سراقب ومحيطها.
إن خروقات إرهابيي أردوغان الأخيرة التي جرت بالاعتداء على القرى المُحررة في ريف إدلب، تُدون وتُوثق، بحال من الأحوال لن تبقى بلا رد، غير أنها إذا كانت تحمل مؤشرات عدم الالتزام بما اتُفق عليه في موسكو، فإن اليد ما زالت على الزناد، وإنّ جيشنا المُتأهب المُتحفز هو في أتم جَهوزية لمتابعة عملية التحرير، ولكن هل يُدرك أردوغان المصير الذي سيُواجهه في هذه الحالة، إذ لا مجال سيُفتح لتوقيع ملاحق إضافية لاتفاق سوتشي؟
تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وكل المُلحقات والمُشتقات الإخوانية والتكفيرية في إدلب، وتلك في منطقة الجزيرة حيث تَحظى برعاية المُحتل الأميركي، لا مكان لها وسيَدحرها جيشنا الباسل عاجلاً أم آجلاً، وأمّا مُحاولة الاستثمار فيها سواء لإطالة أمد الحرب والعدوان أم لاستخدامها وسيلة ضغط للدخول على ما يُسمى العملية السياسية، فهي مُحاولة مَحكومة بالفشل، لقد تمّ تَثبيت هذه النتيجة غير مرّة في جنيف وسواها من محطات الوهم ومنصات التحشيد.
أريحا محمبل جسر الشغور في القبضة السورية غداً أو بعد غد، وباقي البلدات والقرى تَنتظر، لن يُبدل حالها ويَفك أسرها إلا جيشنا البطل، وأما من استمرأ لعبة الصعود بإخوانيته وتطرفه إلى أعلى الشجرة، فعليه أن يعلم بأن أحداً بعد اليوم لن يُقدم له سلالم النزول عنها.

الافتتاحية بقلم رئيس التحرير: علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 9-3-2020
الرقم: 17212

آخر الأخبار
مؤتمر "سكريبت" في حلب.. صناعة محتوى وطني في عصر التأثير الرقمي تظاهرات بروكسل.. صرخة لوقف "مشروع تدمير الأوطان" من قبل وكلاء النظام الإيراني  وزير المالية يعلن فتح صفحة جديدة لملف القروض المتعثرة تعزيز التعاون بين وزارتي التربية في سوريا وتركيا الأمن الداخلي بريف دمشق يحبط عملية تهريب أسلحة إلى مناطق “قسد” الداخلية ترحب بتقرير "العفو" الدولية حول الأحداث في السويداء بينهم "المخلوع".. فرنسا تصدر 7 مذكرات توقيف ضد مسؤولين من النظام البائد مدخل دمشق الشمالي.. أرصفة جديدة وتنظيم مروري لتحسين الانسيابية محافظة دمشق: معالجة الانحدارات وتعزيز السلامة الانشائية في "مزة 86" بعد ترميمه بحجر اللبون.. عودة المشاة إلى شارع الأمين أردوغان: لن نترك سوريا وحدها وسنقف إلى جانبها دائماً سوق البيع في المعرض..إقبال على الغذائيات والشركات الصاعدة نحو الواجهة "غلوبال بيس ميشن" الماليزية..من الإغاثة الطارئة إلى دعم التنمية المستدامة في سوريا وزير المالية: خطوات جديدة لتحسين صرف رواتب المتقاعدين "الذرية" تعثر على آثار يورانيوم في موقع بدير الزور وتؤكد تعاون دمشق الجوز في طرطوس.. بين مشقّة الجني وغلاء الأسعار هل تقدم قمة "شنغهاي" نموذجاً جديداً للعلاقات الدولية محوره الصين؟ تحسين التغذية الكهربائية في دوما سوريا وإيطاليا.. تعزيز مسار العلاقات والتواصل لخدمة المصالح المشتركة تخفيضات تصل إلى 40بالمئة.. إقبال كبير على بازار "عودة المدارس" في طرطوس