مروحة العدوان!!

إفتتاحية الثورة بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:

 حتى الآن، ورغم هزيمة الإرهاب كذراع أميركية، ما زالت واشنطن – إدارة ترامب – تعتقد أنها قادرة على الإمساك بمروحة العدوان والتصعيد، والتحكم بها، بدليل أنها لم تَرمِ من يدها ما تتوهمه من أسلحة تُتيح لها مواصلة استهداف سورية، كما لم تُسقط من حساباتها أسلحة الكذب والفبركة التي افتُضح أمرها، وأمست أدلة إدانة ضدها!
بين فترة وأخرى، تُعزز واشنطن وجودها الاحتلالي في منطقة الجزيرة السورية سواء بإدخال آليات عسكرية ومواد لوجستية، أم بتكليف أدواتها – مرّة التركي، وأخرى قسد الانفصالية – القيام بما من شأنه أن يُرسخ احتلالها وحالة عدم الاستقرار بالمنطقة.
وبين فترة وأخرى تشن قوات الاحتلال الأميركي اعتداءات مباشرة على طرفي الحدود السورية – العراقية، مُستهدفة كل ما يُهدد بقايا الدواعش الذين يُقيمون هناك تحت رعايتها وحمايتها. الاعتداءاتُ الأميركية الأخيرة على منطقة البوكمال بريف دير الزور تُمثل الأُنموذج الذي يُحاكي اعتداءات النظام التركي المُتكررة على ريف الحسكة التي تستهدف البنى التحتية والمرافق الخدمية، وتُؤدي إلى نزوح المدنيين عن قراهم وبلداتهم.
على التوازي، تُؤيد الولايات المتحدة ممارسات النظام التركي ودعمه المُعلن للتنظيمات الإرهابية في إدلب، سواء بتشجيعها على خرق اتفاق موسكو الأخير، أم بتوفير المزيد من الإمدادات لها عبر قوات الاحتلال التركي، بل إن واشنطن لا تكتفي بذلك، فتُشجع ابتزاز أردوغان لشركائها الأوروبيين بمسألة اللاجئين الذين يُجبرهم نظام اللصوصية على مُغادرة الحدود مع اليونان تحت تهديد السلاح.
التعمية الأميركية على قيام النظام التركي بنقل الإرهابيين من التنظيمات التي تنتمي لفكره الإخواني إلى ليبيا، إضافة إلى مواصلة استخدام واشنطن ومعسكر العدوان منظمة حظر الأسلحة الكيماوية كمنصة استهداف، إذا ما جُمعت مع ما سبق ذكره، فإنه يؤكد على نحو فاضح أن الولايات المتحدة ما زالت تُقيم في الماضي، وربما ما زالت تُفكر بالعودة إلى المُربعات الأولى بالاعتماد على هذه العناصر، وتلك المُكونات التي تتشكل منها مروحة العدوان.
التصريحات الأميركية الأخيرة – جيمس جيفري – التي ذهبت إلى أعلى مستويات الوهم، وأقصى درجات الوقاحة في التعبير عن التبني الكامل للتنظيمات الإرهابية، ذلك من خلال المُطالبة الوقحة بتحويل اتفاق موسكو من مُؤقت إلى دائم، ربما تُعبر عن أوهام واشنطن وانفصالها عن الواقع، لكنها في الوقت ذاته تُمثل الدليل المباشر على شعورها بالهزيمة التي تريد تعويضها بالأمنيات التي لا محل لها!
إنّ مروحة العدوان التي يَتهيأ لواشنطن أنها ما زالت بيدها، تُدَوّرها حيث شاءت وأرادت، باتت غير صالحة للدوران، بل إن دورانها لم يَعد أمراً مُتاحاً بالمُطلق، وأما إذا أرادت الإدارة الأميركية مُخالفة الوقائع والتوغل بمُحاولة اختبار وتجريب ما فشلت – هي وسابقتها – بتحصيل النتائج التي تبحث عنها، فعليها أن تُراقب إذاً بمزيد من الألم ما ستؤول إليه الأمور التي لن تَحمل لها إلا ما يَتعارض مع رغباتها العدوانية الشريرة المُعلنة والمُبيتة، المُشتركة مع الكيان الصهيوني وأردوغان، ومع باقي أطراف محور الشر والعدوان الذي تقوده.

الافتتاحية بقلم رئيس التحرير: علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 16-3-2020
الرقم: 17217

آخر الأخبار
إعادة الممتلكات ..تصحيح الظلم وبناء عقد اجتماعي شفاف ومتساو    انطلاق أول معرض للتحول الرقمي بمشاركة 80 شركة عالمية  ضحايا ومصابون بحادثي سير على أتوستراد درعا- دمشق وزير الاقتصاد يلتقي ممثلين عن كبرى الشركات في واشنطن التحويل الجامعي.. تفاصيل هامة وتوضيحات  شاملة لكل الطلاب زيادة مرتقبة في إنتاج البيض والفروج أول ظهور لميسي مع برشلونة… 21 عاماً من الإنجازات المذهلة  بيلوفسكي الفائز بسباق أرامكو للفورمولا (4)  خطة لتمكين الشباب بدرعا وبناء مستقبلهم   الألعاب الشتويّة (2026) بنكهة إيطاليّة خالصة  سوريا في قمة عدم الانحياز بأوغندا.. تعزيز التعددية ورفض التدخلات الخارجية   ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في  طرطوس..  والريف محروم    "حظر الأسلحة الكيميائية"  تعتمد قراراً لتسريع إغلاق الملف الكيميائي السوري  عبدي يتحدث عن لقائه الشرع والتوصل لاتفاق لدمج "قسد" في الجيش السوري  نهائي بطولة الملوك الستة.. سينر وألكاراز يجددان صدامهما في الرياض تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟