ثورة أون لاين-علاء الدين محمد:
يبدو أن الأزمات والمحن تجعل الناس أكثر التزاماً وإدراكاً وتحسساً للمسؤولية، فترفع من نسبة الوعي لدى كل من الفرد والمجتمع وتجعله أكثر التصاقاً بالواقع المعاش لا بل وقراءته بتمعن، لتصبح كل خطوة من خطواته مدروسة ومحسوبة بدقة، وهذا ما ظهر جلياً في سلوكيات الناس وحركاتهم اليومية والتزامهم بقرار إغلاق المحلات التجارية ومنع التجول ليلاً، هذا إن دل على شيء إنما يدل على وعي الناس وتمسكهم والتزامهم بالقوانين التي تصدرها الحكومة من أجل السلامة العامة، وهي حالة وجدانية نابعة من الذات، ناهيك عن الامتثال للقرار الحكومي..
فهي تشير إلى أن أغلبية المواطنين السوريين يمتلكون العزيمة والإرادة في حجر ذواتهم وتوقفهم عن عملهم الخاص الذي يساعدهم في تأمين لقمة عيشهم دون تذمر وامتعاض، وهذا يحسب لكل من يضحي بمصلحته من أجل المصلحة العامة، وعلى الحكومة أن تنظر بعين العطف على هؤلاء، وتشدد من رقابتها على الأسواق التي تعنى بتأمين حاجيات المواطن من خضار وفواكه والمواد الأساسية لمتطلبات الأسرة السورية اليومية..
وعي المواطن وحده لا يكفي، على الحكومة بأجهزتها الرقابية أن تشاطر المواطن وعيه هذا وتتخذ إجراءات صارمة بحق من يتخذ إجراءاتها الوقائية لوباء كورونا مطية لسرقة المواطن السوري واستغلاله من قبل تجار الأزمات.. على سبيل المثال.. هل من المعقول أن تكون أربع بصلات بألف ومئة ليرة.. لو أن هذا الكلام سمعته من أحد لما صدقته لكنه حدث أمام عيني عندما أقدمت سيدة في عقدها الخامس وهي تمسك البصلات بيديها، وكيف تحشرج صوتها وخفت عندما سمعت البائع يقول لها السعر ألف ومئة ل.س أعادتها إلى مكانها وقالت للبائع تكفي بصلة واحدة..