حرصاً على صحة المواطنين .. الصلوات والاحتفالات بالأعياد عبر التواصل الاجتماعي..دور توعوي وتنموي لهيئات المطرانية دعماً لإجراءات الحكومة والالتزام بها
ثورة أون لاين- الحسكة – يونس خلف :
منذ بداية الحرب العدوانية الظالمة على سورية تصدرت بعض المؤسسات والهيئات المدنية والدينية واجهة العمل ولاسيما المبادرات التي تسهم في خندق المواجهة. ويمكن القول إن أهمية الدور الذي تقوم به هذه المؤسسات تستند إلى حاجة الناس إليها وتأثيرها الواضح في حياتهم ولاسيما أن القيم تعد من المحددات التي تميز الناس بعضهم عن بعض حيث أنها ترتبط بالناس ارتباطاً وثيقاً حتى تتعمق فتصبح جزءاً من الشخصية.
من هذه المؤسسات نتوقف اليوم عند بعض ما تقوم به هيئة مار افرام السرياني البطريركية للتنمية في الجزيرة والفرات و خاصة الإجراءات الأخيرة المتعلقة بالتصدي لوباء الكورونا وتنظيم عادات المعايدة والتواصل مع الجميع لتعزيز أهمية الالتزام بالإجراءات المتخذة . حيث أعلنت مطرانية الجزيرة والفرات للسريان الارثوذكس انها تقتصر جميع القداديس والصلوات والاحتفالات على كهنة الرعايا وعدد من الشمامسة والشماسات بموجب البرنامج الذي تحدده كل رعية وذلك نظرا للظروف التي يمر بها العالم لناحية توسع وباء كورونا وضرورة الابتعاد عن التجمعات العامة واتباعا للنصائح الطبية والتأمل بالإجراءات التي توصي بها الحكومة حرصا على سلامة الجميع.
وأوضحت المطرانية في بيان لها أنه بالنسبة إلى التقدم إلى الأسرار الإلهية وحرصا على عدم التجمع باعداد كبيرة تعتذر الكنيسة عن المناولة الجماعية وطلبت من الجميع حضور الاحتفالات عبر البث المباشر على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بكل رعية.
ظروف استثنائية تتطلب مسؤوليات إنسانية:
وفي لقاء لصحيفة الثورة مع القس كبرئيل خاجو كاهن كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس في الحسكة ومدير هيئة مار افرام السرياني البطريركية للتنمية في الجزيرة والفرات تحدث بداية حول الإجراءات المتخذة خلال أسبوع الأعياد قائلا: يحل علينا عيد القيامة في هذا العام ضمن هذه الظروف الاستثنائية التي فرضها انتشار وباء كورونا في العالم مخلفا أكثر من مليون إصابة وعدد هائل من الوفيات.
وامام هذا الواقع كانت الكنيسة أمام مسؤولية انسانية ودينية في الحفاظ على صحة أبناء الوطن واتخاذ رؤساء الكنائس منذ اللحظة الأولى لاقتراب الخطر قرارا بايقاف الصلوات الجماعية والقداديس واقتصارها على الكهنة لما تمثله التجمعات من خطر كبير في ظل الانتشار السريع لهذا الوباء. ورغم حلول عيد القيامة وما يسبقه من مناسبات كعيد الشعانين الاسبوع الالام والتجمعات الكبيرة التي تشهدها الكنائس في هذه المناسبات، كان القرار باستمرار منع الصلوات الجماعية ايمانا منا بدور الكنيسة الاجتماعي والوطني بالإضافة الى دورها الروحي حفاظا على الصحة العامة وسيرا الى جانب الحكومة في مواجهة هذا الوباء الخطير بالإضافة الى ما قامت به الهيئات والمؤسسات التابعة للكنيسة السريانية من حملات توعية وتعقيم وإنتاج كمامات في المشغل الخاص بها وتوزيعها بشكل مجاني. إضافة الى توزيع سلات تحتوي مواد تعقيم ونظافة عامة بالإضافة الى تقديم المساعدات للمتضررين جراء حظر التجول وتوقف الاعمال وقد اعتذرت الكنائس عن تقبل التهاني في الأعياد اكراما لأرواح الشهداء كما اعتادت خلال سنوات الحرب وخصوصا في هذا العيد ضمن الإجراءات الوقائية واكتفت بتقبل التهاني الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونحن إذ نتقدم بالتهنئة لسورية العزيزة قيادة وجيشا وشعبا نؤكد على ابنائنا الالتزام بجميع التوصيات والإجراءات سائلين الله ان يبعد هذا الوباء وشره عن كل العالم وخاصة عن وطننا العزيز سورية التي اجتازت بفضل الله كل المحن وأملنا كبير بان تجتاز اخطار هذا الوباء.
برامج توعوية وتنموية :
وحول الدور الذي تقوم به والخدمات التي تقدمها الهيئات والمؤسسات التابعة للكنيسة في هذه الظروف قال :
تابعت فرق الهيئة الصحية عملها في المخيمات ومراكز الايواء في مدينة الحسكة وتم التركيز في هذه الفترة على توزيع نشرات توعية عن مخاطر كورونا وانتشاره وطرق الوقاية منه وتوزيع سلات تحتوي على مواد نظافة عامة وشخصية ومعقمات وقفازات وكمامات بالإضافة إلى توزيع المياه عبر الصهاريج في بعض الأحياء التي لا تصلها المياه نتيجة تضرر الشبكة والقطع المتكرر من قبل الاحتلال التركي للمياه عن محطة ضخ علوك للمساهمة في تخفيف معاناة الاهالي لاسيما في ظل الحاجة الماسة للمياه ودورها في الوقاية من الفايروس.
كما قمنا بتحويل عمل مشغل الحقائب التابع للهيئة الى مشغل لإنتاج الكمامات وتوزيعها على الاهالي والنازحين في مراكز الايواء بشكل مجاني كما نعد حاليا وبشكل عاجل لمشروع إنتاج عشرة آلاف كمامة وحملة تعقيم تشمل المرافق العامة وشوارع المدينة بالتعاون مع محافظة الحسكة ومجلس مدينة الحسكة.
كما قمنا أيضا بتوزيع سلات غذائية وخبز على عدد من العائلات المحتاجة والتي تضررت نتيجة توقف الأعمال اليومية وهي مصدر رزقها الوحيد، بالإضافة لمتابعة وتغطية تكاليف الرعاية الصحية والعمليات الجراحية لكل من يقصدنا. وكل ذلك على نفقة الهيئة التي تعتبر احدى مؤسسات بطريركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس ورئيسها الاعلى قداسة البطريرك افرام الثاني. والتي تم افتتاح مكاتبها في المحافظات الشمالية الشرقية من سورية منذ بداية عام ٢٠١٧ ولها عدد من المراكز الصحية ومراكز الصحة النفسية وبرامج دعم للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال بالتعاون مع عدد من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الكنسية السريانية في العالم بالاضافة الى تامين اكثر من ١٠٠٠ فرصة عمل للشباب والشابات في محافظات الحسكة وديرالزور والرقة كموظفين دائمين ومتطوعين في المشاريع التي تقوم بها الهيئة.