الثورة أون لاين ..أيدا المولي
لننتهي من الحديث عن أي سيناريوهات تجارية او سياسية واقتصادية بعد انتهاء الوباء العالمي الكورونا رغم أهمية ما سيتم كشفه بعد ذلك ولنبدأ بالسؤال عن الوضع الاجتماعي للعائلة السورية .
هل تحافظ على درجة الوعي الذي يمكن ان نقول أنها تمكنت منه الى درجة ما مع تفاوت نسبي ؟ هل سنحافظ على عادات جديدة اكتسبناها في ظل “الكورونا”؟ هل سيلتزم الناس في عدم اقامة التعازي والاكتفاء بتبادل جمل العزاء هاتفيا ؟ هل نلقي التحية عن بعد؟ هل نتوقف عن التجول بعد الساعة السادسة؟ هل نتوقف عن الهدر في اقامة الافراح والأتراح؟ هل تقتصر الزيارات بأوقات محددة ومتباعدة ؟ هل نكتفي بعبارات التودد دون تبادل القبلات بصدق وبغير صدق؟
قد يبدو الأمر غريبا وربما نسأل هل تتحول عاداتنا الى عادات غربية ؟
وماذا عن المطبخ ? المكان الذي تستهويه العائلة والذي قضت فيه العائلة أكثر وقت مر عليها فالمدرسة مغلقة والجامعات مغلقة ودوائر العمل كذلك. اذا: المطبخ سر من أسرار تمضية الوقت بالطعام الطيب
بما ان العائلة تمكث في هذه الايام ضمن المنزل حيث أجبرهم ” فيروس الكورونا” على الالتزام بذلك فلابد ان ملكة المطبخ بدل ان كانت تتحكم بمملكتها ساعات أصبحت تقضي معظم ساعاتها فيه وتتفنن في تحضير الطعام بكل رواق فالوقت متاح 24 ساعة ويمكن لها ان تعمل على مهل وتتحكم بمكونات الوجبات وصنع الحلويات وتقديم أشهاها لعائلتها التي باتت تعتاد على نمط معين من الحياة الاجتماعية , وتميز المطبخ السوري على شبكات التواصل وكلما استدعت ربة المنزل وصفة طعام او حلوى فإن أكثر النتائج هي ” الوصفة على الطريقة السورية “
أشياء جميلة تمتعنا بها في ظل الحظر المنزلي حيث استرجعت ذكريات الطفولة ونبشت ألبومات الصور الفتوغرافية القديمة وأعيد ترتيب المكتبة, وممارسة الرياضة بالمنزل, دون الاستغناء عن الانترنيت وأجهزة الموبايل .
بعد عاصفة الكورونا ستعود الحياة لطبيعتها وسيعود الطلبة الى مقاعدهم ,وسيعود المكان ممتلئا بالحياة والعمل وستعود الشوارع ممتلئة بالحركة السريعة, ويمكن أن تتغير بعض العادات لتصبح صحية ,لكن ما هو غير متوقع ان لا يتغير الازدحام في أماكن الازدحام .