ثورة أون لاين– رفاه الدروبي:
تمتد حمص القديمة على مساحة لابأس بها والواقعة بين أبوابها السبعة وسور يحيط بجيدها لم يبق منه إلى نتفاً قليلة تظهر معالمه عند الباب المسدود وجزء آخر بين بابي تدمر والدريب وقد تعرضت المدينة القديمة لضرر كبير طال الكثير من أحلى وأجمل مفردات أثرية تركها لنا الأجداد شاهداً على عصور متعددة.
في شوارعها سرنا لساعات تجولنا في أزقتها وعيوننا ترنو إلى واقعها الأثري من قصر وبيت الأغا وقصر الحسيني فسيباطات القاضي والجندلي والدروبي إلى حماماتها الصغير والباشا والعثماني السراج ودور عبادة باتت بحاجة للترميم.
التقينا بقاطنيها وراحوا يبثون معاناتهم من سوء الشبكة الكهربائية وحاجتها إلى إعادة تأهيل أسلاكها حيث ركبت بشكل عشوائي وتكون الطامة مع كل نسمة هواء انقطاع التيار وما عليهم إلا إعادته بجهود شخصية تلقى على عاتق من توفرت لديهم مهارة وخبرة بإصلاحها بالاتفاق مع ورشات شركة الكهرباء.
وأردفوا يبثون شكواهم عن معاناتهم مع شبكة الصرف الصحي وضرورة إعادة تأهيلها مطالبين بعودة خط السرفيس من مديرية التربية مروراً بحي الحميدية ليصل إلى كنيستي أم الزنار ومارإليان ذهاباً والعودة من دوار باب الدريب إلى بستان الديوان عله يخفف معاناتهم من السير على الأقدام لمسافات طويلة.
أزقة ضيقة..
حملنا ما في جعبتنا إلى مديريات مجلس مدينة حمص وكانت وجهتنا الأولى رئيس لجنة الأبنية الآيلة للسقوط في مديرية الشؤون الفنية بمجلس مدينة حمص المهندس أحمد عزو حيث قال: إن آليات مجلس المدينة والشركة العامة للطرق والجسور يصعب عليهما الدخول لمنطقة حمص القديمة وإنجاز الهدم لعقارات آيلة للسقوط بسبب ضيق الطرق والأزقة والحارات ووجود أسلاك كهربائية معترضة للشوارع إضافة إلى أنها تضم حجم كبير من الكتل الأثرية تعود لحقب زمنية تاريخية مختلفة وبحاجة للترميم ومنها سيباطات وقصور وحمامات وقباب وحتى مديرية الآثار لا تستطيع ترميم العقارات الخاصة حسب المرسوم التشريعي رقم 2/2/1963 وخشية إصابتها بأذى لابد من العمل بيد عاملة بدلا من الآليات مبيناً بأن المنطقة تعرضت لأضرار كبيرة في البنى التحية وباتت بحاجة لمليارات الليرات.
60%الضرر
مدير الاشغال في مجلس مدينة حمص المهندس حيدر النقري تحدث بأن العمل يتم وفق أولويات وأهمها المدينة القديمة لكن نسبة الضرر 60% وبدأ مجلس المدينة في البداية بتأهيل الأسواق حي الناعورة بالكامل من أرصفة وإنارة وصرف صحي إضافة للأسواق الملحقة بالكامل وشارع الحميدية الرئيسي.
تكاليف عالية ولكن..
من جهته مدير عام شركة كهرباء حمص المهندس مصلح الحسن تحدث عن تأهيل شبكة الكهرباء في حمص القديمة لما تم تخريبه أثناء الأحداث وتواصل الشركة تأهيل منظومة بمحولات باستطاعات مختلفة لافتا ًبأن الورشات قامت بتأهيل حوالي 15 ألف متر كيلو بايت في كافة أرجاء حمص القديمة بكلفة تقديرية 180 مليون ليرة وشبكات هوائية توتر منخفض نحو 80 ألف كم بكلفة تقديرية 33 مليون و296 ألف ليرة أما بخصوص التوتر المتوسط فقد أعادت ورشات الكهرباء تأهيل 4000 م من الكابلات المتوسط بكلفة 50 مليون ليرة.
الخطط للبشر قبل الحجر
وعن واقع الآثار بالمدينة القديمة تحدث مدير دائرة آثار حمص المهندس حسام حاميش بأن العقارات الأثرية تشكل حوالي 40% فيها وقد وضعت الدائرة خطة تشمل ترميم ثلاث مشاريع تتضمن سور الأربعين مع أبراجه وحمام السراج وقصر الزهراوي لكن تمت الموافقة على قصر الزهراوي متحف التقاليد الشعبية بقيمة 17 مليون ليرة لافتاً بأن الخطط تتوجه لخدمة البشر قبل الحجر متناسين أنه إرث حضاري تركه لنا الأجداد،
متسائلاً إلى متى نغض الطرف عن ترميم الآثار رغم أنها من المشاريع الاستثمارية وتدر دخلاً لا يستهان به مبيناً بأن يتم ترميم الباب المسدود ويعد أحد أبواب المدينة السبعة المتبقية فملكيته تعود لمجلس مدينة حمص أما حمام السراج فيكون من نصيب مديرية الأوقاف لترميمه باعتباره من أملاكها والتبرعات المتوفرة ستخصص له.
المهندس حاميش تابع حديثه بأن الدائرة رفعت كتابين لمحافظة حمص بأنها تقوم بمراقبة المباني الأثرية منذ عام 2014 بعد عودة الأمن والأمان للمدينة القديمة حيث تم رصد عدة مشاكل إنشائية خطيرة تهدد بسقوطها وإلحاق الضرر بها والأسباب التخريب المتعمد أثناء الحرب وعدم عودة الأهالي والمالكين للبيوت الأثرية وانعدام أعمال الصيانة الدورية لها من قبل المالكين إضافة إلى الظروف الجوية من أمطار وثلوج وخاصة العام الحالي ما سبب انهيار أجزاء منها وأخص بالذكر سيباط الزاوية وقصر محيش والحمام الصغير وخان الجمل وقبة شلب الشام (بيت الكردي) وعقارات في كتلة بيت ال
ناصر وغيرها مشيراً بأن القانون لعام 1963 تنص مادته بأن كافة الإصلاحات والترميمات للعقارات الأثرية وتعود ملكيتها لأشخاص يقوم بها المالك أو الشاغل وبموافقة السلطات الأثرية ..