الملحق الثقافي: عقبة زيدان :
لم تأت النهضة الأوروبية من فراغ، فقد كانت منجزات العصور السالفة ماثلة للعيان، حتى وإن تجاهل مؤرخو عصر النهضة ما قدمته تلك العصور، من تقدم معقول.
كان عصر النهضة هو عصر دافنشي وكوبرنيكوس الذي غيّر مفهوم الإنسان عن الكون، مؤكداً أن الشمس لا الأرض هي مركز الكون. آمن الناس بأفكار العلماء، ولم تتمكن السلطات الرجعية أن تفهم خطورة هذه الأفكار إلا بعد فوات الأوان. ولأول مرة يؤثر الفن في العلم، حيث اكتشف الفنانون المنظار، واهتموا بالطبيعة وبتشريح جسم الإنسان وبالهندسة العسكرية وبالعلم. فمثلاً تفتحت عبقرية دافنشي عن صنع نماذج الطائرة الميكانيكية والطواحين، ولم تستطع القوانين العلمية حينها أن تجاري عبقريته.
ظهر مفكرون تنويريون، نهلوا من حكمة الصين وفضيلة الهند، فنادى فولتير باحترام نيوتن، ودعا إلى إيصال نتائج تطور الفيزياء والرياضيات إلى عقول الجميع، لأنه بدون العقل لا يمكن تحسين الحياة. كانت خطط فولتير تقدمية، حيث تحدث عن وجوب تغلغل روح التنوير في المواطنين، وعن أهمية تسرب الضوء بالتدريج، وقال إن الحركة التقدمية للعقل، تؤدي مع الزمن إلى انتصار التنوير على الجهل.
لم نكن بمعزل عن التاريخ، حتى وإن تم تجاهل الفضل العربي على العالم أجمع. لقد برز علماء وفلاسفة مسلمون كبار، كالكندي والرازي وابن سينا، وابن رشد وابن الهيثم وابن خلدون، استطاعوا أن يخطوا خطوات عملاقة على طريق التقدم الإنساني. وهؤلاء لم يكونوا أقل قدرة من المفكرين والعلماء الغربيين، بل إن علومهم وأفكارهم هي التي أوصلت الغرب إلى ما هو عليه.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء14-4-2020
رقم العدد : 994