ثورة أون لاين – يونس خلف
ثمة سؤال يتكرر دائما في شهر رمضان الفضيل: ترى عمَّ يجب أن نصوم؟ بالتأكيد هناك من هو أجدر وأكثر كفاءة وخبرة وعلماً ولاسيما رجال وعلماء الدين للحديث عن رمضان وفوائد الصيام، لكننا جميعا ندرك أن شهر الصيام هو مدرسة للصبر والانضباط وتنظيم الوقت والصيام نظام متكامل بذاته.. فلماذا لا يكون هذا النظام مستمراً في حياتنا؟ ولماذا لا يكون سلوك رمضان مستمراً في حياتنا.. لماذا لا نحاول أن نتحمل بعض الممارسات أو الكلمات بدون ردة فعل كما نفعل في رمضان عندما نقول اللهم اني صائم؟ لماذا لا نحاول أن نستمد من شهر الصيام (المونة) الكاملة من سلوكه وطقوسه وأخلاقياته العالية لكل الأشهر؟ ولماذا لا يكون صيامنا عن كل ما هو مؤذ في كل الأشهر وليس في رمضان فقط؟ الصيام المنشود الذي نعنيه هو الصيام المستمر ليس عن الطعام وإنما عن كل ما يؤذي الناس.
وإذا كان الصيام هو امتناع عن الطعام والشراب فإن ذلك يدفعنا للتأكيد على أهمية الصوم عن كل ما يؤذي الآخرين فما أحوجنا إلى هذا النوع من الصيام حيث كثر الجدل وانتشرت الشائعات واتسعت دائرة الذين يتسببون بالأذى لغيرهم وارتفع كثيرا سقف التعدي على خصوصيات الناس وأكثر من ذلك على الثوابت الوطنية والدينية والاجتماعية من قبل البعض الذين يصومون عن الجوع والعطش فقط.
ويبقى شهر الصيام مناسبة للتأمل كما هو موسم للعبادة وهو مدرسة لأنه يربي في الإنسان الإرادة الصلبة لكن الذين يصومون دون أن يتخلوا عن إيذاء غيرهم ومثلهم أيضاً الذين يصومون عن الطعام لكنهم يأكلون لحم البشر.. فإن مثل هؤلاء خارج مدرسة رمضان ولا ينتسبون إليها، كما جاء في الحديث الشريف: «كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش»، اللهم إني صائم.