ثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
“للدراما الإذاعية نصيب من طقوس رمضان الدرامية، وربما تتميز عن غيرها من فنون الدراما، كونها رفيقة الصائم في السيارة والعمل والحقل والطريق، لأن التواصل مع الإذاعة لا يحتاج إلى استرخاء وجلسة انتظار لموعد الإفطار، إذ يكفي وضع سماعات الموبايل أو فتح جهاز الراديو في موعد بثِّ المسلسل الإذاعي والاستماع اليه، وهذا التقليد قديم لدى جمهور الدراما الإذاعية وخصوصاً في شهر رمضان”..
إنه ما قاله لنا الفنان والكاتب الدرامي “أحمد السيد” لدى سؤالنا له عن أحوال الدراما الإذاعية، ولاسيما في هذه الظروف التي اضطرتها للغياب عن هذا الشهر الذي اعتادت فيه على تكثيف برامجها ومسلسلاتها الرمضانية.. اضطرتها للغياب بسبب الحجر الصحي عليها وعلى متابعيها وصنّاعها. لكن، مازال جهدهم يسعى والحافز كما يقول عنه هذا الفنان الذي هو من أهم كتّابها:
“مخطئ من يظن بأن الدراما الإذاعية لا مستمعين لها، بل على العكس تماماً هناك مستمعين ومتابعين، ومهتمين لهم آذان ناقدة تتابع وتتقن الاستماع والاستمتاع.
هذا ما يعطينا الحافز نحن الفنانون والكتاب الدراميون، كي نكون على مستوى وعي المتلقي الذي يميز السم من الدسم في الدراما الاذاعية.
بالنسبة لدراما رمضان تحديداً، تتضاعف مسؤولية الكاتب والفنان والمخرج وكل العاملين في هذا الفن الراقي، لتقديم ما يليق ويريح المتلقي ويعطيه إحساساً بأنه يتلقى وجبة ثقافية أو اجتماعية أو كوميدية هادئة وهادفة ومهمة”..
إنها المسؤولية التي تجعل صنّاع الدراما الحقيقيون، في دأبٍ متواصلٍ لتقديم مايبقيها راسخة في أذهان متابعيها. أولئك الذين اعتادوا على مواكبتها مُذ كانت رفيقة لحظاتهم وسهراتهم، وخصوصاً في شهر رمضان الذي كانت فيه التسلية الوحيدة التي دفعت صنّاعها للإخلاص لها وكانت رسالتهم:
“نحن الكتاب والفنيون والفنانون نسميه موسم الدراما الرمضانية، وعندما نبدأ بالتنفيذ يكون في ذهننا بأن المتلقي الصائم هو مسؤوليتنا وهو بحاجة إلى اختراق عقله واحساسه بشفافية وحب وبساطة بعيداً عن الثرثرة والكلام الممجوج وغير المنطقي، وبحاجة أيضا لأن نخاطبه بوعي مضاعف، ودون الاستهتار بعقله وثقافته وفهمه لأمور الحياة التي نعالجها من خلال ما نقدم.
لاشك أن أعمال رمضان في الدراما الاذاعية، تأخذ نكهة خاصة من حيث موضوعها وهدفها وطرق طرح الأفكار فيها، إذ يجب أن تكون بسيطة وواقعية، وفيها من المتعة والفكاهة ما يريح المستمع ويشجعه على المتابعة والاستمتاع.
الحقيقة أن كل متابعي الدراما الإذاعية، منذ تأسيسها وحتى اليوم، يجدون فيها النكهة التي لا يجدونها في الدراما التلفزيونية، وهذا أحد أهم الأسباب التي تدفع بالفنان أو الكاتب، للحصول على نصيب من العمل في الدراما الإذاعية الرمضانية”..
نعم.. في الدراما الإذاعية نكهة، تجعل متابعيها يحفظون عن ظهر عشق مسلسلاتها مختلفة المضمون والرسالة والأصوات الرائعة.
لكن.. أين هي في هذا الموسم الذي يحمل من حكايا الحياة والناس، ما يُلهم قريحة كلّ من يعمل فيها، ويؤلمه ألا يتواجد اليوم على أثيرها؟..
“بالنسبة للموسم الرمضاني الحالي، للأسف تأثرت الدراما الإذاعية بجائحة الكورونا، فكان قرار وزارة الإعلام وقف تسجيل الأعمال الدرامية الرمضانية، حرصاً على سلامة الفنانين والفنيين والاكتفاء بالأعمال القديمة وإعادتها للبث، علماً بأننا كنا نجهز لهذا الموسم، لذلك، وبعد انتهاء الجائحة، سنكون على موعد مع أعمال درامية جديدة ومميزة في تناولها للحكايا التي نعيشها في هذه الفترة الحرجة، وستكون هذه المرحلة التي توقفنا فيها عن العمل، بمثابة استراحة محارب إن جاز التعبير..”..