الثورة – أحمد صلال – باريس:
في روايتها الجديدة “غُرفة حنّا ديَاب” الصادرة عن دار ضفاف، تُعيد الكاتبة شَهلا العُجيلي إحياء تراث مدينة حلب الثقافي وفنون العمارة فيها، وحكاياها الخالدة في الذاكرة الجماعيّة، لتشكّل بروائيتها علامة فارقة ومميَّزة في مسيرتها الإبداعية، ففي هذه الرواية تظهر كل أنواع فنون السرد التاريخي والسياسي والوثائقي، لتقول حكاية الوطن السوري على مرّ العصور.
بطلة الرواية كائن أنثوي متعدّد المواهب، أستاذة في جامعة حلب، ابنة مثقَّف شيوعي ضاع دمه بين الإخوان المسلمين والبعثيين، ليترك لغز مقتله، سرّاً موجعاً جعلها عالقة في عذاب أبديّ حاولت تجاوزه بالعلم، ثم العمل على إحياء مشروع حنّا ديَاب الذي كان قد دوّنه في مفكّراته قبل موته في غرفته التي كان يروي فيها الحكايات.
وتنفّذ الكاتبة ذلك من خلال الرجوع إلى مؤرّخي وكتّاب “الليالي العربية” ممَّن دوَّنوا حكايات عن نساء حلب ورجالاتها، وهم “فتوح العارفين، وميسّر، وهيلين، وحسن، ويوحنّا السرياني”، وغيرهم إذ تعكس مضامين تلك القصص المنثورة عبر صفحات الرواية خصوصية المكان والعلاقات الاجتماعية السائدة خلال حقبة تعود إلى أكثر من مئة وخمسين سنة مضت.
وبعد رحلة طويلة من البحث والجهد والعقبات والخيبات حتى من أقرب الناس إليها استطاعت أن تكون المالكة الوحيدة لتاريخ كبير لم يُدرَج في كتاب، وحان الوقت لإخراجه إلى النور، لا من مغارة علي بابا، ولا من ألف ليلة وليلة، كما تقول، بل من قلبها الممتلئ بالحب والآلام.
وكتبت الناقدة والروائية الدكتورة شهلا العجيلي على صفحتها الشخصية على”فيس بوك” إعلاناً عن صدور عملها الجديد، تقول:
“بين أزقّة حيّ العقبة في حلب، أقدم حيّ مأهول في العالم، وأروقة خان العلبيّة حيث يسكن قنصل إيطاليا، لا تتوقّف قصص الحبّ عن الولادة، يشعلها صوت “حنّا دياب” الراوي الوحيد المعروف لمجموعة من حكايات “ألف ليلة وليلة”، ذلك الذي حاول البعض محو اسمه من سطور التاريخ، لكنّ الإبداع الحقّ لابدّ له من أن يجد في كلّ أرض قلباً عادلاً يظهر حقيقته”.