الثورة – عبير علي:
في عالم الفن الواسع ينسج الفنان مهند زينو إبداعه بخيوط ومساميرعلى ألواح خشبية، ليُقدّم أعمالاً فنية مدهشة تنتمي إلى ما يُعرف بفن “الفيلوغرافيا”، ذلك الفن البصري الدقيق الذي يجمع بين الهندسة والإحساس، ويحوّل الخامات البسيطة إلى أعمال تأسر العين والعقل.
في حديثه لصحيفة الثورة، تحدث زينو عن بداياته مع هذا الفن، والتي انطلقت قبل نحو ست سنوات، عندما صادف أعمالاً مشابهة على مواقع التواصل الاجتماعي، فأثارت فضوله، ودفعته للغوص في تفاصيل هذا الأسلوب الفني المبتكر والحديث.. يقول: “أدركت سريعاً أن هذا النوع من الفن يحتاج إلى خيال واسع، وشغف حقيقي، وصبرلا حدود له”.
تتنوع أعمال زينو بين البساطة والتعقيد، فبعضها يبدأ بتشكيلات خفيفة من خيوط الصوف أو الحرير، كلوحات الأسماء والزخارف البسيطة، بينما تتطلب أخرى عدداً كبيراًمن المسامير وخيوط متعددة مثل القطن والبوليستر، تُشدّ بطريقة حسابية دقيقة لإنتاج صورمعقدة كالبورتريه والزخارف الهندسية.
بعد عامين من التجربة والتطوير، انتقل إلى مستوى جديد من التحدي، وبدأ بإبداع لوحات زخرفية وبورتريهات تعتمد على خوارزميات رياضية، أبرزها خوارزمية “بيتروس فيرلس”، التي تستند على استخدام الأرقام والزوايا بطريقة هندسية بحتة.
كما دخل عالم “الماندالا” الهندسية، التي تتطلب دقة متناهية وصبراً عميقاً، فقد يستغرق العمل على لوحة واحدة أكثرمن 20 ساعة.
ويشرح زينو خطواته قائلاً: “أبدأ بتحضير لوح الخشب وتثبيت عدد كبير من المسامير حول محيطه، ثم أُزيل ورقة الرسم الأساسية، وأشرع في تشبيك الخيوط بين المسامير باتجاهات متعددة.
الهدف هو التحكّم في مرور الضوء لتظهر ملامح العمل الفني بوضوح،والخطأ الواحد قد يُكلّف ساعات من العمل، لذا فإن الدقّة أمرلا يمكن التهاون فيه”.
ورغم الصعوبة، يؤكد زينو أن الفيلوغرافيا ليست فقط فناً بصرياً، بل علاجاً نفسياً أيضاً.. فهي تُساعد على تخفيف التوتر، وتُناسب مختلف الأعمار، بشرط التحلي بالصبر وسعة الصدر.
الفنان مهند زينو عضو في جمعية بصمة فن، وشارك في عدة معارض، أبرزها معرض فنون اليوبيل 2024- 2025، وعرض لوحة مؤثرة لوجه طفلة من متلازمة داون.