مهما تحدثنا عن الخطر الذي يسببه فيروس كورونا اقتصادياً وصحياً وبالتالي على جميع مناحي الحياة العامة والخاصة فإننا كمن لم يفعل شيئاً إن لم نقم بالأخذ بالأسباب الموجبة لمنعه والوقوف في وجه انتشاره خاصة من الجوانب الوقائية التي تعتبر أساساً في محاربته والحد منه.
الدولة لم تدخر جهداً في اتخاذ جميع الإجراءات والخطوات المباشرة وغير المباشرة في سبيل الوقاية منه ومواجهته وتسابقت مع الوقت في تطبيق العديد من هذه الإجراءات وكانت لها نتائج إيجابية جداً ما زالت مستمرة حتى الآن… لكن مع مرور الوقت والحاجة إلى فسح المجال أمام الناس لشراء حاجياتهم وتأمين قوت يومهم والذهاب إلى العمل وممارسة نوع ما من الحياة الطبيعية وبضغط الظروف المعيشية كان لا بد من خطوات جديدة أخرى تسهم في مثل هذا الأمر، حيث تم السماح بفتح الأسواق والعودة إلى العمل وعودة وسائط النقل ومؤسسات الدولة بشكل جزئي وتدريجي ضمن شروط السلامة العامة التي وضعها الفريق الحكومي المكلف بالتصدي لفيروس كورونا، وطالب بالتشدد في تطبيق هذه الإجراءات واعتمادها.. إلى جانب ما علينا القيام به من تنظيف وتعقيم واتباع للإرشادات والتوجيهات التي تصدر من الجهات المختصة الطبية وغيرها، وهذا مسؤولية وواجب الحكومة تجاه مواطنيها، لكن بالمقابل وفي ظل هذا الانفتاح الجزئي المضبوط لا بد أن يتحمل المواطن أيضاً المسؤولية الواجب القيام بها في استكمال عملية الوقاية جنباً إلى جنب مع الدولة من خلال الالتزام التام والتقيد بإجراءات السلامة العامة، بل على العكس نرى أنه من البديهي أن يلجأ هذا المواطن للتشدد أكثر من الحكومة وإلى حد كبير جداً في اتباع جميع الإرشادات والضوابط والإجراءات العملية التي تقوم بها جميع دول العالم في منع انتشار الفيروس، خاصة أن مثل هذا الأمر يتعلق بالصحة العامة وهو مصير حياة أو موت، وبالتالي على المواطنين أن يتقدموا على الحكومة في الكثير من الخطوات في هذا الجانب وعلى وجه الخصوص الوقائية منها بعيداً عن الاستهتار والاستخفاف واللا مبالاة أو إشاعة جو الفوضى والعشوائية والسماح بحصول اختراقات صحية واجتماعية وما شابه عبر قيام البعض بالترويج لها أو سلوكها خاصة لجهة الدخول غير الشرعي عبر معابر تفتقد إلى جميع وسائل الأمان الصحي، أو الإحجام عن مراجعة المراكز الصحية والمشافي في حال الاشتباه بالإصابة وما إلى ذلك من تصرفات.
فكما أن الحكومة مسؤولة أيضاً هناك شريك آخر هو المواطن وعليه مسؤولية كبيرة لا بد من تحملها والأخذ بأسبابها الموجبة للعبور إلى بر الأمان.
حديث الناس – هزاع عساف