هو المشي رقصاً فوق أمواج الموت.. فوق أعداد ضحايا الوباء.. هو كسر للحظر الصحي العالمي بمطرقة الرياء السياسي.. من قال إن الغرب يكترث لسرير كورونا وحمى الكرة الأرضية؟.. اللقاح المضاد ليس في النية…
في النية.. استئناف ما كان قبل كورونا.. فزمن الوباء الذي يمر به العالم لا يغير من عقارب اللسع الأميركية.. ترامب يسعى لإنقاذ نفسه سياسياً يقفز فوق حاجز المليون إصابة في بلاده إلى المنطقة مجدداً ويستأنف مخططاته… لم يبرحها احتلالاً وحصاراً… يعيد إنتاج المعارك مجدداً، تارة بتصريحات مبعوثه جيفري عن سورية وتارات بالتحرش المستمر بإيران.. في العراق تمثيلية أميركية من عيار ارتداء نية مبيتة..
الرئيس الأميركي مد بالأمس خيوط الحب الطويلة على لسان جيفري هذا المبعوث الذي يتحدث عن إطالة مدة المعركة في سورية للوصول إلى الشروط.. يقفز أبعد ما تطول قدماه.. الغريب أن الاتحاد الأوروبي يصفق له ولسيده في البيت الأبيض..
بروكسل هي الأخرى تستخدم تعويذة ترامب للنهوض السياسي بجسد الموت.. تخيلوا أن الاتحاد الأوروبي يهيئ لمؤتمر حول سورية في حزيران.. يحضرونه وهم على المنفسة..
الغرب كله يريد العودة هرباً من واقعه إلى الملفات السياسية في المنطقة.. أعداد الموتى في بلدانهم لا تدعوهم للقلق… الهاجس الأكبر لديهم هو تحركات جنودهم الإرهابيين على رقعة اللعب السياسي في الشرق الأوسط..
العالم بين ذروتين.. ذروة الموت والوباء وذروة الرياء الغربي، الذي يترجم إنسانيته بمزيد من الحصار على الدول وسط اختناق شعوب بكورونا..
ترامب الذي تذرع بإنقاذ سياسته الاقتصادية لفك الحظر.. يصعد في المنطقة لمكتسبات سياسية تمسح عاره في التعامل مع الوباء.. ترامب أولاً وليست حتى أميركا.. هكذا باتت معادلته الانتخابية.
قد يتغير العالم مع كورونا فيصبح أكثر وهناً وأكثر عجزاً اقتصادياً وصحياً وعلمياً… الذهاب إلى معارك الفضاء لا يعني أن العلم وصل لهزيمة وباء يذوب تحت الشمس وتغلبه مساحيق التنظيف.. مفارقة عجيبة قد تكون قطعة صابون أقوى من ترسانة نووية تكاد تسقطهم من حرب النجوم… فعلى ماذا يراهن الغرب اليوم!!
البقعة الساخنة – عزة شتيوي